تعز اليوم
نافذة على تعز

التايم: أمريكا واجهت عمليات الحوثيين بأسوأ رد وغرقت في رمال الشرق الأوسط

وصفت مجلة تايم الأمريكية، الخميس، مواجهة الولايات المتحدة لهجمات قوات صنعاء-الحوثيين في البحر الأحمر، بأسوأ رد على الإطلاق، مشيرة إلى أنها باتت منهكة وتغرق في رمال الشرق الأوسط

متابعات خاصة-“تعز اليوم”:

ونشرت المجلة المتخصصة في الشؤون السياسية، مقالا للباحث جي بارندولار وهو زميل بارز في مركز دراسة السياسة في جامعة كاثوليك الأمريكية، بالشراكة مع لوك كوكي الباحث في مركز دراسة السياسة، سلط الضوء على الإخفاق الأمريكي بالتعامل مع عمليات اليمن في البحر الأحمر.

 

وقالت المجلة “تمتلك الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات للتعامل مع جماعة الحوثي في اليمن، ولا يوجد خيار واحد جيد بينها، لكن حملة طويلة من الضربات البحرية، والاعتراضات ضد صواريخ الجماعة، كما يتم تسويقه الآن من قبل إدارة بايدن والخبراء الخارجيين، كانت بالتأكيد أسوأ رد على الإطلاق”.

وأضافت المجلة” يقودنا ذلك إلى أن البحرية الأمريكية ستواصل الغرق في رمال الشرق الأوسط لتحقيق هدف بعيد المنال، بينما تفقد في الوقت نفسه الكثير من نفوذها في منطقة المحيط الهادئ الأكثر أهمية”.

وتابعت “هجمات الحوثي على سفن البحر الأحمر استفزت صواريخ توماهوك كروز من عرينها، وطيارين من سرب توب غان من على متن حاملة الطائرات يو إس إس آيزنهاور، فلم يمض سوى أسبوعين على بدء عملية “بوسيدون آرتشر” التي أعيد تسميتها مؤخراً، وبينما تنسج إدارة بايدن خططا أخرى لعملية أطول، نراها قد اعترفت مسبقا بأن هزيمة الحوثيين غير ممكنة”.

 

وأردفت” هناك خطر من التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بعد ضربة بطائرة مسيرة في الأردن، وتأثير ذلك على البحرية الأمريكية سيكون متوقعا فالتاريخ يعيد نفسه،كما حدث من قبل: السفن والبحارة المجهدون، واستنفاذ ذخائر دقيقة وفعالة ثمينة، والمجازفة المستمرة عن محور الاهتمام نحو المحيط الهادئ”.

 

وجاء في مقال المجلة إن” حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية هي جوهرة تاج القوة العسكرية الأمريكية، حيث يمكن لخمسة آلاف بحار و تسعين طائرة هجومية نفاثة أن تضمن الضرب المستمر للخصوم من السواحل ضد الخصوم، والردع المزعوم الذي توفره دبلوماسية استعراض هذه القوة العسكرية البحرية للضغط النفسي على الخصوم”.

 

وفي أي أزمة جيوسياسية، يقال إن الرئيس الأمريكي سيسأل عن مكان تواجد حاملات الطائرات.على مدى العقدين الماضيين، وخلال مايسمى “الحرب العالمية على الإرهاب”، كانت الإجابة عادة الشرق الأوسط، حسب المجلة.

 

وأشارت المجلة إلى أنه” في الفترة من عام 2001 إلى 2015، كان لدى القيادة المركزية الأمريكية، حاملة طائرات واحدة على الأقل تعمل طوال الوقت في المنطقة التي تشمل شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وحتى عام 2020،كان الشرق الأوسط يحتوى تقريبا على نفس عدد حاملات الطائرات الموجودة في منطقة المحيط الهادئ بأكملها، وبسبب هذا الطلب الحثيث، غالباً ما يتم تمديد فترات انتشار حاملات الطائرات أو “نشرها مرتين”، حيث يتم إجراء عمليات نشر متتالية دون فترة صيانة دورية بينهما”.

 

ولفتت المجلة إلى أنه” في عام 1982، فاجأ الأدميرال الأسطوري هايمان ريكوفر الكونجرس بشهادته على أنه في حرب مع الاتحاد السوفيتي،وان حاملات الطائرات الأمريكية قد تنجو لمدة “48 ساعة، وفي العقود الأربعة التي تلت ذلك، زادت نقاط ضعف حاملات الطائرات بشكل كبير، وأصبحت الصواريخ المضادة للسفن أكثر دقة وذات مدى أطول منذ شهادة ريكوفر،حيث انخفض مدى جناح حاملة الطائرات الذي لا يحتاج إلى إعادة تزود بالوقود من أكثر من 1000 ميل بحري إلى ما يقرب من 600 ميل الآن”.

 

ورأت أن هذا يترك قادة حاملات الطائرات أمام خيارين أحلاهما مر : اما البقاء خارج نطاق العدو ولكن من غير تأثير عملي وفعال،أو الإبحار قريباً من الخصم بما يكفي معرضين بذلك سفينة تبلغ قيمتها ثلاثة عشر مليار دولار وطاقمها المكون من خمس آلاف بحار للمخاطر، فالمياه الضيقة للخليج العربي، ونقاط الاختناق مثل مضيق هرمز وباب المندب في اليمن لا تؤدي إلا إلى تضخيم هذه المعضلة”.

 

ومع ذلك، فإن أسطول حاملات الطائرات المرهق، والأسئلة حول فائدته في حرب كبرى ليست سوى جزء من مشكلة أكبر وهي انفراط عقد التوسع البحري الأمريكي.

 

وذكرت المجلة أن العديد البحارة الأمريكيين، وخاصة جنود الاحتياط الذين يعتبرون العامل الحاسم في أي حرب كبرى، أصبحوا “بحارة بالاسم فقط”، وقد تراجعت كفاءتهم البحرية وعقديتهم القتالية بسبب الخدمة المطولة على الشواطئ، وكل هذا أدى إلى إجهاد كبير للقوى المجندة في البحرية الأمريكية، مما أدى إلى نشر تلك السفن في مهام وهي غير مكتملة العدد ولفترات طويلة.

 

وتشير المجلة إلى أنه يبدو المستقبل قاتمًا للأسطول المجهد. على غرار بقية الجيش الأمريكي، تواجه البحرية أزمة تجنيد غير مسبوقة، يغذيها جزئيًا الإرهاق الناجم عن الوقت الذي يقضيه هولاء الجنود بعيدًا عن منازلهم أثناء فترة الانتشارات المطولة.

وفي جيش قوامه قوات متطوعة بالكامل، سيصوت البحارة بأصابع بأقدامهم.إن تقلص الأسطول هو النتيجة المحتملة، بغض النظر عن عدد السفن الحربية التي تمتلكها أمريكا.. ومع ذلك، فإن الخطر الداهم، ليس التمدد المفرط في البحار، ولكن الذخيرة التي تاتي قبل القوات العاملة.

وتطرقت المجلة إلى نقطة حيوية قائلة إن ” الضربة الافتتاحية في الثاني عشر من يناير على الحوثيين، استنزفت 80 صاروخ توماهوك أرضي هجومي، وهو ما يزيد عن نصف الإنتاج السنوي للصاروخ، وعلى المدى القريب، يمكن أن يكون استهلاك المئات من هذه الصواريخ في عملية ثانوية مثل “حارس الرخاء” تأثيرات كبيرة في مسرح أكثر أهمية بكثير في المحيط الهادئ”.

وقالت إن صواريخ الضربات الدقيقة مثل توماهوك ضرورية لقدرة الجيش الأمريكي على الردع، وإذا لزم الأمر، هزيمة هجوم صيني في المحيط الهادئ، وهي حالة طارئة ستضطلع فيها البحرية بمعظم القتال، على عكس حروب أمريكا في الشرق الأوسط.

وحذرت المجلة من أن الولايات المتحدة قد تفتقر بالفعل إلى ذخائر دقيقة كافية لحرب بالصواريخ مع الصين. تضيف أحدث عملية للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط مخاطر إضافية إلى المهمة أكثر حساسية لأمريكا.. إعادة بناء البحرية الأمريكية هو مشروع طويل الأجل لم يبدأ بالكاد،على الرغم من التراشق اللفظي بين كلا الحزبين السياسين في امريكا لسنوات”.

 

وأوضحت المجلة أنه بإمكان الولايات المتحدة أن تتوقف عن إلقاء قواتها البحرية في غياهب الجب، من خلال الإرهاق المفرط للسفن والبحارة بسبب الأوضاع الشرق الأوسط، ولإصلاح هذا الأسطول يجب التخلص من القيود التي فرضتها القيادة المركزية والتي شبهها الكاتب بحبل المشنقة، بأسرع وقت ممكن.

قد يعجبك ايضا