تعز اليوم
نافذة على تعز

الملك المستقبلي لبريطانيا يتلقى تبرعات مالية من مجموعة بن لادن

تتصدر أخبار قبول الأمير البريطاني تشارلز مبلغ مليون جنيه إسترليني من عائلة بن لادن الصحف البريطانية، على الرغم من أنّه لم يتم خرق أي قاعدة أو انتهاك أي قانون، ورغم إجراء جميع التحقيقات المناسبة واستدعاء وزارة الخارجية لإبداء رأيها وموافقتها على التبرع.

أخبار العالم – تعز اليوم:

وكشفت صحيفة “صنداي تايمز” مساء يوم السبت أنّ الأمير تشارلز (أمير ويلز) تلقّى تبرّعات قيمتها مليون جنيه إسترليني لجمعيته الخيرية من أقارب أسامة بن لادن.

وبحسب ما أوردت الصحيفة، فإن ملك البلاد المستقبلي وافق على قبول هذه الأموال من بكر بن لادن وشقيقه شفيق، على الرغم من الاعتراضات الأولية للمستشارين في “كلارنس هاوس” (مقر إقامة أمير ويلز ودوقة كورنوال في لندن)، ومناشدة العديد من المستشارين بمن فيهم وصي واحد على الأقل، الأمير تشارلز شخصيًا، لإعادة الأموال.

بكر وشفيق هما الأخوان غير الشقيقين لأسامة بن لادن مؤسس “تنظيم القاعدة”، ووالدهما محمد بن عوض بن لادن، الملياردير اليمني المولد الذي أصبح أغنى سعودي من خارج العائلة المالكة، بعد تأسيس مجموعة بن لادن، (وهي تكتل مقاولات في جدة).

واستحوذ بكر على الشركة فيما بعد، لكنه لم يحظ بقبول لدى النظام الملكي السعودي، ففي عام 2015 أدّى حادث في أحد مشاريعه إلى مقتل 100 شخص. وبعد ذلك بعامين، اعتقل ولي العهد محمد بن سلمان، بكر واثنين من أشقائه، سعد وصلاح، خلال حملة لمكافحة الفساد واحتجزهم في فندق “ريتز كارلتون”.

ولم يطلق سراح بكر سوى في العام الماضي. ولا يوجد هناك ما يشير إلى أن بكر أو شفيق بن لادن قد دعما أو شاركا في أي أعمال إرهابية.

وقال مصدر مقرب من الجمعية الخيرية بعد فحص شامل للقضايا إن الأمناء خلصوا إلى أن تصرفات أحد أفراد عائلة بن لادن لا ينبغي أن تلوث الأسرة بأكملها.

وفي السياق، قال متحدث باسم “كلارنس هاوس”: “لقد أكد لنا صندوق أمير ويلز الخيري بذل العناية الواجبة في قبول هذا التبرع (…) اتخذ قرار القبول من قبل أمناء المؤسسة الخيرية وحدهم وأي محاولة لتوصيفه بخلاف ذلك تعتبر خاطئة”.

مستشارون يخبرون الأمير أن سمعته ستضرر بشكل خطير

ويقال إن الأمير تشارلز 73 عاماً عقد اجتماعاً خاصاً مع بكر 76 عاماً، في كلارنس هاوس في لندن في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، بعد عامين من مقتل أسامة بن لادن برصاص القوات الأميركية الخاصة في مجمع بالقرب من إسلام أباد في باكستان.

وقال أحد العاملين في منزل الأمير للصحيفة إن تسرب الخبر إلى وسائل الإعلام سيؤدي إلى غضب وطني، مشيراً إلى إخبار الأمير أنه “إذا تبين أنه قد قبل أموالاً من عائلة مرتكب أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ، فلن يكون الأمر في صالح أحد”.

كذلك حث مستشار ثان الأمير على إعادة الأموال. وقال للأمير إن سمعته ستتضرّر بشكل خطير، في حال ظهر اسمه في الجملة ذاتها مع اسم الإرهابي الذي كان مسؤولاً عن مقتل 67 بريطانياً إلى جانب الآلاف من الأميركيين في 11 سبتمبر.

كشفت صحيفة “صنداي تايمز” العام الماضي عن تسليم الأمير تشارلز وسام شرف لرجل أعمال سعودي آخر مقيم في جدة، يدعى محفوظ مرعي مبارك بن محفوظ، مقابل تبرعه

وتساءل أحد المصادر عن “السبب الوجيه كي يختار عضو من أعلى مستوى في المؤسسة البريطانية التوسط في صفقات مع اسم وعائلة لا تدق أجراس الإنذار فحسب، بل هي بمثابة رعب مهول في العالم”. وأضاف: “لم أشعر أن أي فرد من العائلة المالكة البريطانية يجب أن يشارك في هذا النوع من المهام”.

وقال شخص آخر من داخل القصر إن “الخوف الكبير” يتمثل في أن يؤدي الدفع إلى تقويض سمعة تشارلز والمؤسسة الخيرية، لافتاً إلى وجود مصادر أخرى للحصول على المال في العالم.

وعارض أحد المصادر الاقتراحات بأن تشارلز توسط شخصياً في الصفقة، وأنّه وافق على التبرعات على الرغم من اعتراضات ومناشدة المستشارين شخصياً لإعادة الأموال. كما نفى المصدر حثّ الأمير على إعادة الأموال أو إبلاغه أن المبلغ “لن يكون مفيداً لأي شخص”.

ومع ذلك، قيل إن تشارلز شعر بأنه سيكون من المحرج للغاية إعادة الأموال إلى الأخوين، وخشي أن يشككا في السبب.

ليست المرة الأولى أيضاً التي يتورط فيها الأمير مع عائلة بن لادن، فقد تصدر عناوين الصحف بعد أن ظهر وهو يتناول العشاء مع بكر في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، بعد أسبوعين فقط من هجوم 11 سبتمبر

وأصر مصدر في “كلارنس هاوس” على أن مساعدي تشارلز لم يخشوا قبول تبرع بن لادن، وأن القرارات المتعلقة بقبول الأموال من عدمه حدثت ضمن اختصاص الأمناء.

تجدر الإشارة إلى أنّه لم يتم الكشف عن علاقة عائلة بن لادن مع جمعيات الأمير الخيرية من قبل، كما أنّها عادة لا تظهر في الوثائق العامة.

ولا يُطلب من المؤسسات الخيرية الكشف عن المتبرعين أو الداعمين لها، بيد أنّ الكشف عن مصدر هذه الأموال، سيؤدي إلى إثارة أسئلة جديدة حول سلوك الأمير وحكمه الشخصي. ففي الماضي، ادعى المتحدث باسم الأمير أن جميع مؤسساته الخيرية تعمل بشكل مستقل عن الأمير نفسه فيما يتعلق بجميع القرارات المتعلقة بجمع الأموال، وأن أمناءها مسؤولون عن جميع العمليات.

ومن المرجح أن تواجه مفوضية الخيرية دعوات جديدة لاتخاذ إجراءات في ضوء الكشف عن تلقي دعم من عائلة بن لادن، إذ تتراوح صلاحياتها التنفيذية بين استبدال الأمناء إلى حل المؤسسة الخيرية.

ليست المرة الأولى

وهذه ليست المرة الأولى التي يتورط فيها تشارلز في فضيحة تتعلق بمانحين سعوديين، إذ كشفت صحيفة “صنداي تايمز” العام الماضي عن تسليمه وسام شرف لرجل أعمال سعودي آخر مقيم في جدة، يدعى محفوظ مرعي مبارك بن محفوظ، وذلك في حفل خاص بقصر باكنغهام.

وقال مساعدون لممثلي محفوظ إنه سيحصل على “صداقة خاصة” ووسام شرف إذا تبرع بالملايين. فيما لا يزال التحقيق مستمراً في هذا الموضوع من قبل شرطة العاصمة.

في المقابل نفى تشارلز، الذي عقد اجتماعات غير معلنة مع محفوظ في لندن والرياض أي علم له ببيع وسام الشرف.

وقالت صحيفة “صنداي تايمز” إنها ليست المرة الأولى أيضاً التي يتورط فيها الأمير مع عائلة بن لادن فقد تصدر عناوين الصحف بعد أن ظهر وهو يتناول العشاء مع بكر لمناقشة العقيدة الإسلامية في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، بعد أسبوعين فقط من هجوم 11 سبتمبر.

ووفقاً لرواية لقائهما الأول في عام 2000، تم تقديم الثنائي من قبل الأمير خالد الفيصل آل سعود، خلال حفل عشاء لجمع التبرعات لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، التي كان تشارلز راعياً لها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ عائلة بن لادن تبرأت رسمياً من أسامة منذ عقود، لكنها لطالما اضطهدت بسبب ارتباطها به. ففي 19 سبتمبر/ أيلول 2001، غادر 13 فرداً من العائلة الولايات المتحدة على متن طائرة مستأجرة خاصة تحمل مواطنين سعوديين.

 

المصدر : العربي الجديد

قد يعجبك ايضا