تعز اليوم
نافذة على تعز

لماذا تم اغتيال العميدعدنان الحمادي؟

محمد ناجي احمد

هذا هو السؤال الذي ينبغي طرحه من قبل المتشيعين له من القوى السياسية والشعبية.

الحمادي خلال سنوات الحرب اكتسب خبرة قتالية وتكتيكات عسكرية ،وراكم قوة عسكرية شعبية ملتفة حول مشروع كان الحمادي حريصا على التصريح به من خلال مكاشفاته الإعلامية…

باختصار الرجل وظف الامكانيات والدعم الذي حصل عليه من التحالف(السعودية/الامارات) لصالح استراتيجية تمتلك استقلاليتها عن استراتيجية التحالف،وهذا خطر وخط أحمر…

استطاع عدنان الحمادي أن يكون طرفا وازنا بين أطراف محلية تتربص ببعضها،وكل هذه الأطراف تخشى قوة الحمادي المتنامية وتسعى الى استقطابه لمشروعها أو إزاحته من طريقها،خاصة وأن قوته تنامت في منطقة الحجرية التي هي ريف عدن وريف تعز في آن وعلى تخوم المخا وباب المندب!

الأطراف المتقاتلة محليا يخف تناقضها حين تجد أن هناك هامشا لطرف ثالث بدأ يتسلل من شروخاتهم،وهنا يفرض منطق التناقضات وأولوياته أن تؤجل خصوماتها وأن تتفق آنيا للتخلص من التناقض الرئيسي والتحدي المشترك لهما…

لهذا تكاتفت جهود الأخوة الأعداء،لوجستيا وميدانيا وإعلاميا خلال الفترة الزمنية التي سبقت اغتياله..

تحويل قضية اغتيال العميد عدنان الحمادي إلى قضية شخص نبيل وبكائيات وشجب ولطم ،بينما يتم نخر اللواء 35 من الداخل وتفكيكه بشكل بطيء وهاديء،وتطويقه بالمليشيا العسكرية داخل جغرافيته-مما يذكرنا بالمثل العربي”أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل”بما يعني تنمية البلاهة من جانب ،وإنهاك عواطف الناس من جانب آخر!

مثلما تم اختراق عدنان الحمادي من داخل عائلته الصغيرة وأسرته ،وقتله بأدوات منها فإنه من السهل أن يتم اختراق قضية اغتياله من خلال المحامين الذين يتابعون ويترافعون في قضيته!

يحرص المحامون المكلفون بمتابعة والمرافعة بقضية اغتيال الحمادي على أن يظلوا غير معروفين ؛لأنهم يريدون مواراة القضية ودفنها مع الوقت،وإلا ما الذي يجعلهم لا يصارحون الناس بمجريات القضية من خلال مؤتمر بل وعدة مؤتمرات يفترض أن يعقدوها؟

هذه ليست مجرد قضية جنائية تترك لأجهزة ليست الكفاءة هو ما ينقصها فحسب وإنما النزاهة والعدل وإحقاق الحق ،هذا إذا توهمنا قدرا من الاستقلالية والالتزام بالموجبات الدستورية والقانونية!

القتلة أكثر وعيا وتنظيما وتنبها لما يريدون ،والبكاؤن يتخبطون ويتمرغون بضجيجهم ،لا يدرون ما يفعلون،وبعضهم يتضرجح مثيرا غبارا يعمي البصر والبصيرة!

يتواجد القتلة بلباس المحامين والإعلاميين والعسكريين والسياسيين!

وحده مشروع الحمادي كطرف وطني ومشروع ثالث ،إن تم استنهاضه والسير فيه كفيل بفرز المواقف وتمييز الحقائق وطرح الصراع على السطح من جديد!

 

*منشور من صفحة الكاتب في الفيسبوك

قد يعجبك ايضا