نشرت صحيفة الواشنطن بوست صباح اليوم تحليلا بعنوان (فيروس كورونا سيعيد فتح الإنقسامات الغاضبة في أوربا).
تحدث التحليل عن خيبة أمل الدول الفقيرة (نسبيا) داخل الإتحاد الأوربي من الإجراءات الأحادية التي اتخذتها الدول القادرة على مقاومة الكلفة العالية لمواجهة إنتشار الوباء، وكيف أن هذه الدول إنكفأت على نفسها.
وزيرة خارجية اسبانيا ارانتشا غونزاليز غردت (نحن جميعنا في الإتحاد الأوربي فوق قارب واحد. لقد إصطدمنا بجبل الجليد. نحن جميعا نتشارك في المخاطر. ليس هذا وقت للنقاش عمن يحمل تذكرة درجة أولى أو درجة ثانية. ليس هذا وقت التخلي عن المواطنين. التاريخ سيحملنا مسؤولية ما نصنعه اليوم).
الأهم هنا هو أن الإثار المستقبلية المترتبة عن الوباء ستخلف في أوربا إقتصاديات منهكة محطمة، وستثير رعب المستثمرين وارتفاعا في أرقام العاطلين عن العمل، وستمثل الخطط التقشفية إنتحارا سياسيا لصانعي القرار، وستكون القارة بحاجة خطط لتحفيز الإقتصاد قد تقترب من المبلغ الذي خصصته الولايات المتحدة (٢ تريليون دولادر).
أما نحن في اليمن فعلى الذين يتوهمون أن العالم سيتقدم لنجدتنا مواجهة الحقائق:
نحن شعب فقير، بلا موارد مثبتة، عاجزون عن حل خلافاتنا، غير قادرين على الإنتاج، نعيش عالة على العالم، ما من يمني إلا وهو يبحث عن موطن آخر له لأهله، حكوماتنا فاسدة وفاشلة، بلا نظام صحي في أدنى متطلباته، حكامه تخلوا عن كل المعايير الأخلاقية والوطنية، بلد منهوب منكوب بطبقة سياسية فاسدة تبحث عن كوارث طبيعية وحروب لتنهب كل مساعدة محتملة. بلد يتحول فيها المواطنون إلى أدوات بيد قيادات مليشيات تقاتل من أجل الحكم والحكم فقط وتدعو الله ليل نهار ألا تنتهي حروبها كأنهم وحوش آدمية…
هناك قائمة طويلة من الحقائق لا يتسع لها مقال ولا كتاب ولا مجلد.
الخلاصة أنه في حين يبحث العالم في وسائل لتفادي الكارثة الوبائي وكيفية تحفيز الإقتصاد، ينسى اليمنيون أنهم إلى جانب كارثة الأوبئة التي سيعجزون عن مواجهتها وأتمنى أن لا تضرب أي يمني، مازالوا منشغلين في إحصاء أعداد القتلى اليمنيين وما دمروه، وكم من المساحات التي احتلها اليمني داخل الوطن أو طردوا منها المحتل اليمني!
ستنتهي الحرب يوما وحينها لن يجد اليمنيون أمامهم إلا الخراب والدماء والأحقاد.
لن يأتي العالم لينقذنا، لأن أيا كانت مسمياتهم ودعاواهم فإن القتلة اليمنيين قرروا أن المواطن ليس إلا كائنا رخيصا يمكن إستبداله بمال ومنصب وجاه.