لماذا يخشى الإصلاح عودتها إلى مدينة تعز.. القصة الكاملة لكتائب “أبو العباس”
في نهاية شهر أغسطس من عام 2018، شهدت مدينة تعز خروج العشرات من مسلحي الكتائب السلفية المدعومة إماراتيا والمعروفة بكتائب “أبو العباس” إلى ريف تعز الغربي قبل أن يتم سحبها ودمجها في تشكيلات القوات المدعومة إماراتيا في الساحل، لكن خلال الأيام القلية الماضية عاد الحديث حول ترتيبات للتحالف “السعودي الإمارتي” لإعادة تلك الكتائب مجددا إلى المدينة، فما الذي تمثله تلك الكتائب؟ وما الذي دفع التحالف لإعادتها للواجهة ولماذا يخشى الإصلاح ذلك؟
خاص_ “تعز اليوم”:
تشكلت كتائب أبو العباس التي تعرف نسبة لقائدها السلفي “عادل عبده فارع الذبحاني” المكنى بأبو العباس والذي كان قبل الحرب ضمن “سلفي دماج”، وتضم مقاتلين من التوجه السلفي المتشدد ويشتبه بعلاقتها بالقاعدة، مع اندلاع الحرب في البلد عام 2015، وخاضت العديد من المعارك العنيفة ضد قوات صنعاء “الحوثيين” في العديد من جبهات مدينة تعز وبالذات الجبهة الشرقية التي أوكل قيادتها لأبو العباس من قبل ما كان يسمى بالمقاومة سابقا ومحور تعز حاليا..
اشتهرت الكتائب بامتلاكها السجون الخاصة وأتهمت من قبل خصومها بارتكاب الانتهاكات بحق المعتقلين في سجونها، فيما تمكنت من تسجيل حضور وكسب تأييد اجتماعي في أحياء عدة من المدينة وبالذات المدينة القديمة والجمهوري والجحملية.
لم تدم العلاقة الطيبة بين كتائب أبو العباس وحزب الإصلاح المسيطر على معظم تشكيلات محور تعز والمقاومة سابقا طويلا، وبدأ الخلاف يظهر على السطح منذ نهاية أكتوبر من عام 2017، عندما اتهم قائد الكتائب، بحوار صحفي، الإصلاح بالمتاجرة بالشهداء ونهب الأموال والمخصصات المقدمة من التحالف والكذب وعدم استكمال عمليات التحرير والتهرب من المعارك وغيرها من الاتهامات التي ساقها الحوار الذي كشف فيه أبو العباس عن هوية مرشد الإصلاح في تعز وقائده العسكري عبده فرحان المخلافي المعروف بسالم، والذي يشغل الان منصب مستشار محور تعز.
تصاعد الخلاف بين الكتائب التي كان قوامها الرسمي يضم 700 من المسلحين وتم دمجها ضمن قوام اللواء 35 مدرع وبين الإصلاح الذي لم يسمح لتلك الكتائب بالاستقلال في لواء منفصل واعتبرها خنجرا مسموما في خاصرته، لكن الكتائب من خلال التمويل والتسليح الإماراتي واصلت استقطاب العشرات من شباب تعز والحاقهم في صفوفها.
خلال الفترة التي أعقبت تصريحات أبو العباس إلى خروج الكتائب من مدينة تعز في أغسطس عام 2018، كانت المدينة مسرح نفوذ مقسوم بين الإصلاح والكتائب وساحة مفتوحة للاشتباكات شبه اليومية بين الطرفين، راح ضحيتها العشرات من المواطنين بين قتيل وجريح ومعتقل، قبل أن يتوجها الإصلاح بمحاصرة تلك المجاميع في المدينة القديمة وارغامها على الخروج في معركة أستمرت لأيام، وارتكب فيها العديد من الانتهاكات الموثقة من قبل قوات الحزب.
بعد خروج الكتائب مهزومة من مدينة تعز إلى مواقعها في جبهة الكدحة في ريف تعز الغربي، وتعرض العشرات من مقاتليها وانصارها للملاحقات والاعتقالات، لم يكتفي الإصلاح بطردها من المدينة وإنما تم إرغامها على مغادرة ريف تعز الغربي بالكامل خلال تحرك قواته للتثبيت سيطرته على ريف تعز الجنوبي أو مابات يعرف بأحداث الحجرية الشهرية..
بتمويل وإشراف إماراتي تم تجميع الكتائب السلفية في الساحل وضمها ضمن تشكيلات “طارق صالح” قائد القوات المدعومة إماراتيا والخصم اللدود للإصلاح، حيث شكلت ضمن قوام ما بات يعرف باللواء العاشر حراس جمهورية، وتم إعادة موضعتها في الجبهات الفاصلة بين مدينة المخا وريف تعز.
في الأسابيع القليلة الماضية، ومع تسليم التحالف السعودي الإمارتي ملف تعز ليد “طارق صالح”، اشترط الأخير على الإصلاح إعادة المجاميع السلفية إلى مدينة تعز الأمر الذي يرفضه الإصلاح ويراه تهديد وجودي لسلطته ومكانته في المحافظة، عوضا عن تخوفه للتعرض قياداته وأنصاره لحملات ثأر وتنكيل من قبل مسلحي الكتائب العائدون بإمكانيات مضاعفة وواقع متغير وثأر مفتوح.