تعز اليوم
نافذة على تعز

غزة..جيش الاحتلال يستخدم المدنيين كدروع بشرية خلال اقتحامه الشفاء

كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين كدروع بشرية خلال عملياته في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه شمالي مدينة غزة.

متابعات خاصة-“تعز اليوم”:

ووثق المرصد عدة شهادات متطابقة بشأن تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية ضد إرادتهم، وإجبارهم على الدخول في أوضاع خطيرة لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي. مستمرة منذ وقت مبكر من صباح يوم الاثنين.

وتكشف الإفادات أن قوات الاحتلال استخدمت المدنيين، ومن بينهم مرضى ونازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، كدروع بشرية، حيث تستغلهم لحماية عملياتها العسكرية داخل المستشفى، أو تشكل حواجز خلف قواتها وآلياتها العسكرية، أو ترسلهم تحت التهديد إلى المناطق السكنية. المنازل والمباني المحيطة بالمجمع الطبي، لإخلائها قبل أن تقتحم قوات الجيش الإسرائيلي، وتعتقل بعض السكان، وتقوم بعد ذلك بتدمير العديد من هذه المباني.

وذكر أحد الفلسطينيين، الذي عرف باسم “ك. ف” (طلب عدم الكشف عن هويته)، والذي كان يحتمي في مجمع الشفاء الطبي، أن القوات الإسرائيلية أمرته وثلاثة شبان آخرين بالدخول إلى عدة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي بعد أن تم تثبيت كاميرات على رؤوسهم. ثم أُجبروا على التحرك عن بعد بأوامر صادرة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي باتجاه مواقع محددة للتفتيش.

وأضاف أن جيش الاحتلال أجبره على التحرك بالأوامر في مبنى الجراحة العامة داخل مجمع الشفاء الطبي لعدة ساعات متواصلة قبل أن يتم إجلاؤه قسرياً مع زوجته وابنته، فيما لا يعرف شيئاً عن مصير الشبان الآخرين الذين تم استخدامهم. من قبل الجيش الإسرائيلي كدروع بشرية في نفس الحادثة.

وذكر م.ن، وهو رجل مسن في الستينات من عمره، أن جيش الاحتلال أجبر ابنه الأكبر على الدخول إلى أقبية مجمع الشفاء الطبي ومناطق الصرف الصحي، بينما شاهد معتقلين آخرين يتم وضعهم داخل المدرعات أثناء القتال. واضطر آخرون للوقوف خلف قوات الجيش والآليات العسكرية المتمركزة على مداخل المجمع لتحصينهم ومنع أي استهداف لهم.

وفي شهادة أخرى، شهدت زوجة ممرض أجبره جيش الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء المجمع باتجاه مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، قوات الاحتلال تستخدم زوجها كدرع بشري لفتح أبواب أقسام الشفاء المجمع الطبي لعدة ساعات متتالية. وذكرت أن مصير زوجها لا يزال مجهولاً، وتخشى على سلامته.

وأفادت عدة عائلات تسكن محيط مجمع الشفاء الطبي، بأن قوات الاحتلال استخدمت شباناً اعتقلتهم من داخل المجمع، لاقتحام منازلهم والمطالبة بإخلائها فوراً إلى وسط وجنوب قطاع غزة.

وأفادت سيدة من عائلة “عرفات” لفريق الأورومتوسطي أنهم فوجئوا بدخول رجل في أواخر الثلاثينيات من عمره مجرداً من ملابسه باستثناء الملابس الداخلية. وأبلغهم أن الجيش الإسرائيلي أرسله لإخلاء منزلهم خلال 30 دقيقة، وهدد بقصفه فوق رؤوسهم. وبعد إخلائهم، تنفيذًا للأوامر، شاهدوا عدة شبان فلسطينيين آخرين في ظروف مماثلة، حيث أجبرهم الجيش على دخول المنازل المجاورة لتحذير سكانها.

وصباح الاثنين الماضي، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة غربي القطاع، وسط إطلاق نار كثيف وأزيز طائرات بدون طيار، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، واعتقال مئات آخرين. بالإضافة إلى ذلك، دمرت العشرات من المنازل السكنية المحيطة بالمجمع وأضرمت فيها النيران بعد مداهمتها.

ويعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي في مجمع الشفاء الطبي والمخاطر التي يواجهها المدنيون، بما في ذلك المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والنازحين داخله، والذين يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني. ويجب حماية المرافق الطبية والمدنيين ووقف الهجمات ضدهم على الفور.

ويطالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالوفاء بمسؤولياته الدولية في وقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق كافة سكان قطاع غزة، واتخاذ إجراءات فورية وجادة لوقف كافة جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي.

المصدر:  المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان

قد يعجبك ايضا