بعد تشكيل “درع الوطن”.. الإصلاح ينتزع زمام المبادرة في تعز من يد طارق
بدأت الخلافات بين سلطة الإصلاح في تعز وتيار “طارق صالح” تعود إلى السطح من جديد بعد فترة من الكمون، إثر تشكيل السعودية لقوات ما يسمى “درع الوطن” في الجنوب، وتوجهها لما يبدو انه اقصاء للفصائل المحسوبة على الإمارات في اليمن.
خاص-“تعز اليوم”:
وكان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم في عضويته قائد القوات المدعومة إماراتيا في الساحل “طارق صالح”، قد أتاح للأخير تكثيف تواجده السياسي والعسكري في تعز، حيث قام بإعادة ترتيب وتدريب المجاميع المسلحة من السلفيين واليسارين المناهضين لسلطة الإصلاح، وإنشاء لهم تشكيلات عسكرية تابعة لقواته في الساحل بعد تدريبهم واعدادهم تمهيدا لنشرهم في ريف تعز الجنوبي.
من الناحية السياسية، عزز طارق نفوذه السياسي وكسب المزيد من الزخم الشعبي من خلال تكريس تبعية السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ نبيل شمسان له، والزيارة التي نفذها لمدينة التربة ومناطق عديدة في ريف تعز لأول مرة، والمبادرات والمشاريع التي تبناها وجميعها رافقها زخم اعلامي موجه لتحسين صورته بين أبناء تعز، في مقابل تشويه سلطة الإصلاح واظاهره بالمربك وعديم الجدوى.
في المقابل، اضطر الإصلاح طيلة تلك الفترة إلى التواري وترشيد خطابه المناهض لتواجد القوات المدعومة إماراتيا في ساحل، والتي يعتبرها الحزب قوات احتلال وسبق ان طالب بخروجها من المحافظة، إلا انه لم يغفل تعزيز تواجده العسكري في المناطق المتاخمة للساحل.
مؤخرا ومع تشكيل السعودية لقوات ما يسمى بـ”درع الوطن”، وتوجهها لإقصاء الفصائل المحسوبة على الإمارات في اليمن وفي مقدمتها مكون الانتقالي، بدأ الإصلاح يستعيد زمام المبادرة في تعز من خلال تجديده التمسك بالمقاومة الشعبية كمكون شعبي وعسكري مرادف للقوات الرسمية التي يقودها في المحافظة، بما يحمله هذا المكون من خطاب مناهض وصريح لنظام “عفاش” الذي يعد طارق من أبرز رموزه.
بالإضافة إلى التمسك بمكون المقاومة الشعبية، وجه الإصلاح عدة رسائل لطارق صالح، من خلال الزيارة التي قام بها مستشار قائد المحور والقائد الفعلي للحزب في تعز، عبد فرحان المخلافي المعروف بـ”سالم”، لمقر اللواء 35 مدرع ومناطق الحجرية المطلة على الساحل، وهو اللواء الذي كان طارق يراهن على بعض التشكيلات المناهضة للإصلاح فيه لمد نفوذه في تلك المناطق.
ويرى مراقبون أن تصعيد الموقف في تعز بين الطرف متروك لحسابات الخلاف والانسجام بين السعودية والإمارات، إذ قد يعزز الخلاف بين قطبي التحالف، مكانة ونفوذ الإصلاح في المحافظة، فيما سيدفع ثمن التقارب بينمها من نفوذه وربما وجوده.