اليمنيون و”كأس الخليج” .. قصة الحلم الذي لم يتحقق !
علاء الدين الشلالي-“متابعات”-“تعز اليوم”:
في ظل الحرب التي يعاني منها اليمنيون منذ ثمانية أعوام، بات الكثير منهم داخل اليمن وخارجها يتحين الفرص لوجود مساحات للفرح لعلها تخفف من المصائب التي ألمت بهم.وفي كل مناسبة أو بطولة كروية تشارك بها المنتخبات اليمنية لكرة القدم، بمختلف فئاتها، يحلُم الكثير من اليمنيين، بمن فيهم غير المهتمين بالرياضة بأن يحقق منتخب بلادهم الفوز أو أي إنجاز يبهجهم، ولكن ذلك لا يتحقق في أغلب الأحيان، وإن وجد اليمنيون طعم الفرح عند تسجيل هدف هنا أو هناك.
ومع انطلاقة بطولة «كأس الخليج العربي» بنسختها الـ 25 للعام 2023، والتي تقام في العراق، يعلق الكثير من اليمنيين الآمال على إحراز منتخبهم الفوز الذي يعتقدون إنه سيعيد الاعتبار للرياضة اليمنية المتعثرة منذ حق ماضية لكن ذلك لم يحدث الى حد الأن .
إثبات وجود:
محمد الصالحي، شاب عراقي ولد وترعرع في صنعاء. عندما علم أن العراق ستستضيف بطولة «كأس الخليج» في نسختها الـ25 وأن منتخب اليمن سيشارك في البطولة، قرر أن يحتفل بهذه المناسبة على طريقته الخاصة. يقول محمد: “حينما افتتحت البطولة كنت ارغب في السفر الى العراق مع عائلتي لكن مشكلات العبور من صنعاء الى العراق حالت دون ذلك”.
يضيف محمد قائلاً ،” الشىء الوحيد الذي عملته دعوتي لأصدقائي في صنعاء لتناول طعام الغداء، وتعمدت أن يتضمن الغداء أكلات عراقية،كتعبير بسيط مني على احتفائي بالبطولة “.
وقبل انطلاق البطولة بأيام قليلة، توافد مئات اليمنيين المغتربين في السعودية والكويت الى العراق لتشجيع ومؤازرة المنتخب اليمني في البطولة. يقول الصحافي العراقي محمد البابلي، معلقاً على ذلك: «تفاجأنا بتوافد عدد من اليمنيين المغتربين في دول الخليج الى البصرة لحضور المباريات ،رغم الظروف الصعبة وهذا شيء مهم بالنسبة لنا»، في إشارة منه إلى زيادة عدد المشجعين للمنتخب اليمني في المباريات التي سيلعبها.
وشارك المنتخب الوطني اليمني الأول لكرة القدم في بطولة «كأس الخليج العربي»، للمرة التاسعة في تاريخ البطولة، رغم أنه لم يحقق فيها أي فوز له منذ مشاركته الأولى بها في العام 2004 عندما أقيمت بنسختها 16 في الكويت.
رياضيون يمنيون يقولون إن مباريات كرة القدم لا تعترف بالعواطف، بل بحسابات الربح والخسارة الناتجة عن تكامل الامكانات المادية والمعنوية الخاضعة لمعايير رياضية دقيقة.
وفي هذا السياق، يتحدث الصحافي الرياضي لبيب المعمري، عن أنه “لا مجال في أن تتحكم السياسة والعواطف بقواعد وأصول كرة القدم المتعارف عليها، ومع ذلك فإن الأمر لا يخلو من تأثير العامل النفسي للاعبين عندما تؤازرهم الجماهير المشجعة وهم على أرض ملعب المباراة.”
ويعتبر المعمري أن “المنتخب الوطني اليمني بوجود لاعبين مستجدين كان أمام تحد حقيقي لتغيير الصورة النمطية السلبية التي كانت تظهر في أدائه خلال مشاركتة بالدورات السابقة لكأس الخليج.”
موسم “غير”
وخلال خوضه 24 مباراة في مشاركاته السبع السابقة، بما فيها الدورة التي أقيمت على أرضه، والتي عرفت بخليجي 20، لم يحقق المنتخب اليمني أي فوز، وكانت أفضل نتائجه هي التعادل في 5 مباريات، إلى جانب خسارة 19 لقاء، وما زال إلى اليوم في مرحلة البحث عن الفوز، لكن هذه الدورة برزت فيها توقعات تسودها مشاعر التفاؤل بتحقيقه نتائج أكثير إيجابية عن ما مضى.
وفي هذا الإطار، يقول أمين عام الإتحاد اليمني لكرة القدم، الدكتور عبد الكريم الشيباني، إنه “متفائل جداً بهذا المنتخب وبتقديمه نتائج مشرفة تكون مغايرة عن ما قدمه في المواسم السابقة”.
و يرى الشيباني، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الخليجي لكرة القدم، أن هناك “مؤشرات تدلل على أن المنتخب الوطني اليمني قد تغير للأفضل، وهو اليوم أصبح أكثر نضجاً لعدة أسباب، منها: أن المنتخب يلعب الملحق الآسيوي، وقدم مستويات طيبة جعلته قادراً على أن ينافس على التأهل إلى نهائيات كأس آسيا ، كذا انسجامه مع المجموعة التي يلعب بها”.
ندّية وإثارة:
ويؤيد الكابتن رحيم عودة، عضو الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، ما قاله كل من الشيباني ؛ ويقول عودة: «لا يختلف اثنان على أن المنتخب اليمني يعد أحد الفرق التي طورت من ذاتها في الآونة الأخيرة من حيث المستوى والأداء على الصعيد العربي، إلا أنه وبالرغم من ذلك ظل بعيداً عن المنافسة على الألقاب.
ويضيف عوده، “ربما يتفق الكثيرون معنا على أن مباريات كأس الخليج التي ينظر إليها البعض وكأنها كأس عالم مصغرة سوف تتسم مبارياتها بالندية والإثارة”.
واستهل المنتخب اليمني مسيرته في البطولة هذه الدورة بمواجهة نظيره السعودي، بخسارة، ثم نظيريه العُماني بخسارة لكنها مشرفة.
وقبيل بدء مشاركة المنتخب اليمني اثارت تصريحات مدرب المنتخب سكوب ردود أفعال غاضبة لدى الجماهير اليمنية التي رأت انها تصريحات محبطة ومثبطة لعزيمة اللاعبين فيه.
وخلال سير المباريات أحدث مشهد تبادل كسارات لاعبين يمنيين خلال مباراتهم مع المنتخب السعودي موجة غضب وجهت ضد قيادات اتحاد كرة القدم اليمني ووزارة الشباب اليمنية متهمين تلك القيادات بالفساد والتقصير تجاه رعاية لاعبي المنتخب،وهو الأمر الذي نفاه الاتحاد في بيانات وتصريحات رسمية متفاوتة خلال الأزمة التي تصاعدت مع تنظيم حملة من قبل ناشطين عراقيين لجمع تبرعات مالية لصالح مساعدة المنتخب اليمني.
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أدرج مباريات كأس الخليج 23 ، ضمن أجندته الدولية. وإدراج بطولة الخليج في الأجندة الدولية للفيفا سيكون له تأثير على ترتيب المنتخبات المشاركة في التصنيف الشهرى. وتأتي هذه الخطوة من الفيفا بعد مرور49 عاماً على انطلاقة بطولة “كأس الخليج”.
وتشارك 8 منتخبات في البطولة ، وهي: الكويت والإمارات والسعودية وعمان وقطر والعراق واليمن والبحرين .
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.