محمد القادري يكتب ..ومن ينتقد فسادهم قالوا عنه حوثي
محمد عبدالله القادري – تدوين حر:
ارتكاب الفساد في ظل حالة حرب ومعاناة يعيشها الوطن ، تعد جريمة خيانة وطنية ، ولم تعد قضية فساد فقط ، وما فساد المنح التي انكشفت إلا قطرة من بحر فساد مستشري في غالبية أجهزة الدولة ومتأصل داخلها منذ ثمان سنوات ، ليتضح لنا أن اولئك الفاسدون وان ظهروا مختلفون بأحزابهم ومواقفهم إلا أنهم متحدون في ممارسة الفساد يشكلون كعصابة يخدم ويدعم بعضهم بعضاً لينطبق عليهم المثل السائد “السرق أخوة” ، كما يتضح أيضاً أن تلك السلطة ليست إلا كجهنم تفسد وتنهب ولم تشبع أو تقنع وكلما ناداها الفساد هل أمتلأتي تقول هل من مزيد ، كما أنها جعلت الشعب يعيش في وضع كداخل جهنم معذب يعاني الجوع والفقر والبؤس ، وكلما قالت لها تلك المعاناة هل يكفي هذا الشعب ما يقاسيه طيلة ثمان سنوات فترد عليها هل من مزيد.
كنا من قبل نبدي تعاطفنا مع المبتعثين للدراسة في الخارج عندما يقومون بوقفات يشكون تأخر مستحقاتهم ، وبعدها يقوم المسؤول معلناً صرف كامل مستحقاتهم ويعتبر ذلك كمنجز ونحن نقوم بشكره ، ولكن وثائق المنح جعلتنا ننصدم فغالبية المنح تتبع حزب وأبناء مسؤولين حلوا محل المستحقين ، ليتضح أننا كنا مخدوعين بمسرحية تقف خلفها عصابة الفساد جعلتنا نتضامن مع فسادهم من جهة ونشكرهم عليه من جهة أخرى ونحن لا ندري.
أشخاص كثيرون مناهضون للحوثي تشردوا وسجنوا ويعيشون حالة الحرمان والفاقة ولم يستطيعوا مواصلة تعليمهم وظل همهم الحصول على وطن مسلوب واستعادته كاملاً ، بينما أولئك اتجهوا نحو الحصول على المؤهلات والشهائد لأن هدفهم الحقيقي هو المال والمناصب.
حزب فاسد وفساده منظم جعل توجه كوادره نحو الحصول على الشهادات من أجل أن يسيطر على المناصب والتعيينات ، ومعه بقية الفاسدين هدفهم أيضاً أن يكون لأبناءهم وأقاربهم مؤهلات لتمكنهم مستقبلاً من الحصول على المناصب ، ولم يعلمون أننا في مرحلة تتطلب أن يكون مؤهلك وشهادتك النزاهة وماذا ضحيت للوطن ، وليس شهادة أتيت بها من دولة خارجية عبر منحة حصلت عليها لأنك تبع حزب معين أو ابن قيادي او أخوه أو قريبه.
عصابة ومافيا الفساد داخل الدولة ، يرمون تهمة الحوثية على كل من يرفض وينتقد فسادهم ، بمجرد أن تنتقد فسادهم يدعون أنك تخدم الحوثي وأن أي أثارة ضد فسادهم مصدرها الحوثي ، مع أن الحقيقة هي أن الحوثي يقف ويتضامن معهم ويتمنى بقاءهم واستمرارهم بالفساد لأنهم بذلك يقومون بنفس ما يقوم به في المناطق التي يسيطر عليها ، ولأنهم أيضاً يخدمونه من خلال ضعف الدولة بما يؤدي لعجزها عن التقدم للتحرير وهو ما يضمن بقاء الحوثي.
هؤلاء الفاسدون هم سبب المعاناة التي يعيشها المواطن في المناطق المحررة ، وهم سبب بقاء الحوثي مسيطراً في المناطق التي لم تتحرر ، وهم سبب امتناع الكثير من الدول في العالم عن تقديم الدعم والمساعدة اللازمة ، وهم سبب كل البلاوي والمصائب وسيكون سكوتنا عنهم سبب لاستمرار معاناتنا وغضب الله علينا ، ولذا يفترض أن نطالب ونسعى بكل جهد للمطالبة بتخليص وتطهير الدولة منهم كضرورة نستطيع من خلالها ايجاد مشروع دولة ناجح وقوي ونتوجه بعدها لتحرير بقية المناطق من ميليشيات الحوثي ، فنجاح المعركة ضد الحوثي تتطلب رجال مخلصون شرفاء نزيهون وليس فاسدون ولصوص.