المؤتمر الصحفي الخازوق .. إذلال للمهنة على حساب الدواعي الأمنية!
طيب رشاد-تدوين حر- “تعز اليوم”:
ملاحظات لزملاء المهنة : ماحدث اليوم في المؤتمر الصحفي لمدير أمن محافظة تعز وفي قاعة كلية الآداب التي يتواجد فيها قسم الإعلام وعلوم الاتصال حدث يبعث على السخرية والسقوط .
آلمني كثيرا ماحدث، لم يكن الصحفي يوما تابعا لأحد هكذا تقول الأعراف في المدارس الصحفية ، ولا يمكن أن يدير المؤتمر الصحفي المسؤول ، هكذا تعلمنا في أبجدية (أب) صحافة.
صحفي يسأل ، يقاطع .. يحتج إذا رأى أن المؤتمر سيديره المسؤول !!
إنه لمن المخزي أن يتجمع صحفييو تعز في مؤتمر لمسؤول أمني قال: إنه يريد الإفصاح عن معلومات مهمة تخدم تعز وتوضح كثير من الملفات الشائكة، ثم بقدرة قادر يتحول هذا المؤتمر إلى محاضرة يلقيها المسؤول ويكون الصحفيين “مقعيين” مستمعين بكل جوارحهم لخطبة عن أخلاقيات المهنة ولم ينبسوا ببنت شفة !
إلى هنا لم يتغير الأمر رغم فداحة الفعل ووقاحته ، يتطور الأمر إلى أن يصدر المسؤول الداعي للمؤتمر اغلاق البث المباشر للقناة التي يعمل بها أحد الزملاء ولم تثر حمية بقية الزملاء جراء هذا التصرف المشين .. كنت أتوقع أن يثور الجميع ويغادروا القاعة مع أمتعتهم تضامنا مع زميلهم، ويدعوا المسؤول يخاطب الجدار ، حينها ستكون لهم قيمة وهيبة ، أما وقد حدث ما حدث فإنه الانبطاح والجبن والسقوط.
ماذا تركتم لمهنة الصحافة ؟!
كيف سيحترمكم العالم والرأي العام وأنتم تجارون المسؤول ولم تصنعوا لكم موقف ؟!!
نسفتم هيبة الصحافة وجردتموها من أي سلطة ، بعد أن كانت السلطة الرابعة، وإلا لماذا سمي مؤتمرا صحفيا؟!!
أحد زعماء فنزويلا يقول ” إنني أرتعش من صرير قلم بيد محرر في جريدة ” هكذا هي الصحافة تدك عروش القياصرة وتزلزل الحكومات وتغير أنظمة، إنه زمن السقوط والمجاراة على حساب قداسة المهنة للأسف، قداسة المهنة يجب أن تكون مبدأ مغروس في قلب كل صحفي.
بربكم هل كنتم تريدون من مدير الأمن توجيها بأن تمنتجوا له المؤتمر وقص مالايريد الإفصاح به؟!!
ملاحظات لمن هم خارج إطار المهنة:
هناك من يتحجج دون دراية بصوابية قرار مدير الأمن الداعي للمؤتمر الصحفي وإغلاق البث المباشر وللأسف بعض من زملاء المهنة انجرف وراء هذا الرأي معللين ذلك “لدواعي أمنية”.
ماحدث دعوة تلقتها عديد من وسائل الإعلام لحضور مؤتمر مهم سيديره مدير أمن تعز ، ما يعني أن المكان والزمن معروفين وسبق الإعلان عن ذلك، فعن أي احتياطات أمنية تتحدثون؟؛
ثم إننا في فضاء مستباح، ووسائل الإعلام الحديثة لن يوقفها أي تيار أو نظام أو ديكتاتور .. إننا في زمن السرعة الخاطفة في إرسال المعلومة، لماذا تتناسون أن الصحفي والمواطن بإمكانه تحت بند عاجل في الفيسبوك وغيره ” يحدث الآن.. مؤتمر صحفي لمدير أمن تعز في قاعة كلية الآداب بجامعة تعز” وهو داخل القاعة ، وبإمكانهم بث ما يحدث داخل القاعة مباشر بتلفوناتهم في صفحاتهم بالفيس بوك.
فعن أي احتياطات أمنية تتحدثون، ليتكم يا زملاء صنعتم لكم موقف تفاخرون به العالم، أما وقد انبطحتم فإنه السقوط والذل!!
استدراك:المؤتمر الصحفي كشف عن إنجاز أمني مهم وهو يحسب إيجابا على الأجهزة الأمنية بالمحافظة وهو عمل يشكرون عليه، لكن ينبغي ترميم العلاقة بين المسؤول والصحفي ومعرفة أن كل طرف يريد البناء لا الهدم، وأن مهمة الصحافة هي تقويم الأخطاء وكشف الفساد .
*من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.