تخادم بين السلطة والعصابات المسلحة..تجار تعز يسمعون وعود ويرغمون على دفع الجبايات
تبدو السلطات التابعة للمجلس الرئاسي أو ما كان يسمى بالشرعية في محافظة تعز عاجزة أمام العصابات المسلحة التي تمارس الابتزاز والنهب بحق تجار وأهالي المدينة سوى من عقد اجتماعات وإصدار تصريحات لا يجد صداها المواطنون في الواقع، الأمر الذي دفع التجار للتساؤل عن جدية تلك السلطات وعلاقة التخادم التي تربطها مع العصابات المسلحة.
خاص_ “تعز اليوم”:
وينفذ تجار تعز للأسبوع الثاني على التوالي إضراب ووقفات احتجاجية مطالبة بإلقاء القبض على العصابات المسلحة التي تفرض عليهم جبايات غير قانونية وعلى رأسها عصابة المدعو “صهيب المخلافي”، المقرب من قائد سابق لأحد ألوية المحور، وهو مالم يتم تحقيقه حتى اللحظة.
السلطات المحلية التي تجاهلت نداءات وبلاغات تجار المدينة طيلة السنوات الماضية، عقدت اجتماع اليوم الأحد مع الغرفة التجارية للتجار تعز، لم يخرج عمليا بجديد سوى تشدديها على منع الجبايات غير القانونية وتجديدها الإعلان عن توجيهها بضبط العصابات المسلحة، حسب الإعلام الرسمي للسلطة المحلية.
الاجتماع الذي عقدته السلطة استجابة للإضراب التجار جاء بعد يوم من إعلان الشرطة تنفيذ حملة أمنية، أسفرت عن ضبط ثلاثة من عصابات “صهيب المخلافي”، الذي عاد ليمارس الجبايات في سوق سبأ بحي التحرير بعد مغادرة الحملة، حسب تجار ومواطنون.
مسرحية القبض على عصابات المخلافي التي شكك فيها تجار تعز، دفعت الأخيرين في بيان لهم، إلى طرح تساءل إلى الجهات المختصة، مفاده ” هل يعقل أن جميع قوات الأمن لم تستطع حتى يومنا هذا ضبط هذه العصابة بالرغم من تواجدها في الأسواق ليل نهار؟ و هل يعقل أن يتم ضبط السيارة ويفر الجناة من أيديهم ؟”.
تشكيك تجار تعز بجدية السلطات واتهامها بتقديم غطاء للعصابات المسلحة له ما يدعمه على أرض الواقع سواء من تجاهل تلك السلطات لبلاغاتهم وترك الميدان مفتوح لعبث تلك العصابات خلال السنوات الماضية، أو العلاقات التي تربط تلك المجاميع مع قادة عسكرين ونافذين في السلطة، وعصابة صهيب المخلافي كأبرز مثال.
فعصابة المخلافي التي تتصدر رأس القائمة في جرائم الابتزاز والجبايات والسطو على أملاك التجار والمواطنين، يتزعمها أحد أقارب قائد اللواء 22 ميكا السابق صادق سرحان، وهو كذلك الأخ الشقيق للقائد العصابات الشهير “غزوان المخلافي” الذي قدمه إعلام الإصلاح لفترة كأحد أبرز قيادات المقاومة في المدينة أثناء صراعه مع مجاميع السلفي “أبو العباس”، وكلاهما أي صهيب وغزوان بالرغم من كونهما مطلوبين للأمن، يحظان بالدعم والحماية والغطاء من الأمن لعلاقتهم المقربة من قيادات في محور تعز العسكري التي توفر لهم سلاح الجيش للعبث بالمواطنين.