أطباء بلا حدود تحذر من أزمة إنسانية في مأرب وتدعو لاتخاذ إجراءات استباقية لمنع حدوث كارثة صحية بين النازحين
قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن “الأوضاع الصحية المتردية التي يعيشها النازحون في محافظة مأرب يمكن أن تؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة، لا سيما مع الخطر الذي بدأت تنذر به تداعيات الظروف المعيشية للسكان على صحتهم النفسية والجسدية”.
متابعات – تعز اليوم :
وأضافت في بيان نشرته على موقعها الرسمي، أن “هناك مخاطر عالية لتفشي الأمراض. بما في ذلك الحصبة والكوليرا وكوفيد 19”.
وأوضحت أن عواقب الظروف المعيشية للناس على صحتهم الجسدية والنفسية مقلقة بالفعل. مطالبة المنظمات الصحية والإنسانية العاملة في مأرب، باتخاذ إجراءات استباقية لمنع حدوث كارثة صحية.
وقالت: “يجب على المنظمات العاملة في مأرب زيادة أنشطتها فيما يتعلق بالغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية.”
كما لفتت إلى أن المشهد في مأرب هو صورة قاتمة للظروف القاسية التي يعيشها ملايين اليمنيين نتيجة الصراع المستمر منذ سبع سنوات. إذ يعيش آلاف من الذين وصلوا إلى مأرب من جميع أنحاء اليمن بحثا عن الأمان في حوالي 150 من المخيمات المنظمة وغير المنظمة التي تفتقر للضروريات الأساسية كمواد الإيواء والبطانيات والمياه النظيفة والمراحيض. كما تأوي منازل السكان في المدينة عدداً من النازحين يفوق عدد قاطني تلك التجمعات.
وأشارت إلى أن توافد المزيد من النازحين إلى مدينة مأرب يضع المدينة تحت ضغط كبير. لا سيما في إطار الاستجابة لاحتياجات السكان من المواد الغذائية والصحية. حيث لا تلبي المساعدات المتوفرة احتياجات السكان والنازحين الذين تقلصت كميات المساعدة المقدمة لهم بسبب نقص التمويل.
وتابعت: إن “معظم تلك المخيمات شيدت في بيئة رملية مليئة بالغبار باستعمال الشجيرات والأغصان الملتقطة من الصحراء وأغطية بلاستيكية ومواد جمعت من النفايات. ولا تتوفر فيها مياه الشرب النظيفة. حيث يعيش معظم النازحين دون مراحيض أو أماكن للاستحمام”.
واستطردت بالقول: “يحل الشتاء قاسيا في صحراء مأرب إذ تأتي برياح باردة وقوية وتنخفض درجات الحرارة إلى دون العشر درجات مئوية، وليس لدى النازحين أفرشة أو بطانيات فيما لجأ البعض منهم إلى تشييد جدران باستخدام أكياس الرمل في محاولة منهم للتخفيف من البرد على مساكنهم”.
ونقلت عن إحدى النازحات قولها: “لا نملك بطانيات لنغطي أنفسنا، ولا يتوفر لأولادي ملابس تبعث الدفء. كما أنني لا أستطيع أن أزودهم بما يكفي من الطعام. ولا أملك منزلا بل أقيم في خيمة لا ترد عنا الرياح في ليالي الشتاء الباردة”.
وأوضحت المنظمة، أن النزاع أدى إلى تضرر المجموعات الضعيفة والمهمشة في البلد وعلى رأسها المهاجرين الإفريقيين ومجموعة المهمشين حيث يعيش المهاجرين الأفارقة في ظل ظروف معيشية سيئة.
وقالت إن “فرق بلا حدود تعمل على توفير الخدمات الطبية الأساسية عبر 8 عيادات متنقلة ومركز للرعاية الصحية. وتستقبل فيها عددا هائلا من المرضى معظمهم من الأطفال الذين يعانون من الأمراض بسبب تردي وضع الصرف الصحي والظروف المعيشية الصعبة”.
وأردفت: “خلال الفترة بين أكتوبر وديسمبر الماضيين ارتفع عدد المرضى الذين استقبلتهم بلا حدود بنسبة 44 بالمئة مقارنة مع الأشهر الثلاثة التي سبقت تلك الفترة. حيث يشكل الأطفال نسبة 66 بالمئة منهم. كما ارتفعت حالات الإصابة بسوء التغذية بنسبة 11 بالمئة”.
وقالت رئيسة بعثة بلا حدود في اليمن إليزابيث بيجتلار: “تقاسي مأرب أزمة طارئة. فقد أدت موجة النزوح المتكررة التي مر بها السكان وعاشوها من دون توفر الضروريات الأساسية إلى تضرر الأشخاص بشكل كبير لا سيما الفئات المعرضة للخطر منهم كالنازحين والمهجرين والمهمشين”.
وأوضحت بيجتلار، أن المنظمات والسلطات في مأرب لم تكن مستعدة لهذا الحجم من النزوح، حيث واجهتا تحديات كثيرة للتعامل مع وصول الأعداد الهائلة من النازحين.
وإذ أشارت إلى أن النزاع في مأرب لا يبدو أنه مشرف على النهاية. عبرت عن خشيتها من وصول عدد إضافي من النازحين بسبب تصاعد الأعمال القتالية.
ودعت المنظمات إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والاستجابة للاحتياجات الحالية للنازحين مع التخطيط للزيادة المحتملة في معدل الاحتياجات في المستقبل القريب.
وقالت: “تعتبر مأرب نموذج على ما يمر به اليمنيون. فبينما تتصدر المحافظة عناوين الأخبار بسبب الأحداث الأمنية والأعمال القتالية في جبهات المواجهة. يجب ألا ننسى أن البلد بأكمله يعاني من تداعيات الحرب الطويلة الأمد “