الملاريا في تعز.. انتشار كبير وسلطة متخاذلة
في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19)، لاتزال الأوبئة الأخرى تتوالى على حياة اليمنيين، وعلى رأس هذه الأوبئة الملاريا التي انتشرت بشكل مخيف في الآونة الأخيرة بمحافظة تعز.
أسامة فرحان – تعز اليوم:
فبحسب إحصائيات مكتب الصحة بتعز، فإن ما يزيد عن 16 ألف حالة قامت بالفحص، منها 2850 حالة مؤكدة الإصابة بالملاريا. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات لا تشمل المناطق النائية التي لا تقوم بالتبليغ عن وجود حالات إصابة بالملاريا فيها.
وتشير هذه الأرقام إلى أن محافظة تعز كان لها النصيب الأكبر من إصابات الملاريا التي انتشرت في كثير من مديريات المحافظة بدءًا بالمديريات الساحلية مثل الوازعية، مقبنة، موزع، وذوباب، وتأتي بعدها مديرية المعافر وأجزاء من جبل حبشي، وصبر الموادم، أما في داخل المدينة فكانت مديرية المظفر في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات، ثم مديرية القاهرة، ثم مديرية صالة.
ويقول علاء خالد، أحد سكان منطقة الحصب بتعز، وأحد المصابين بوباء الملاريا، إنه أصيب بالوباء إثر تعرضه للدغات البعوض الذي اجتاح الحي نتيجة المياه الراكدة والنفايات المكدسة في أزقة وشوارع الحي، ويضيف أنه يعاني من حمى حادة وصداع، بحسب المشاهد.
أسباب انتشار الملاريا
تواصل الأوبئة انتشارها فيما يواصل القطاع الصحي تدهوره بعد أن دُمر بالكامل نتيجة الحرب في 2015.
ويعود سبب انتشار الملاريا إلى عدم وجود شبكات مياه للمنازل إثر الحرب، مما يجعل مصادر المياه ملوثة نتيجة تخزينها بشكل عشوائي وخاطئ من قبل المواطن، ما يساهم في خلق بيئة مناسبة للبعوض الذي يعد السبب الرئيسي لنقل الوباء واستيطانه، بحسب الدكتور سيف غالب الحياني، منسق برنامج الملاريا وحمى الضنك بمحافظة تعز.
ويقول الحياني إن انتشار وباء كورونا جعل كل الجهود تصب في مصلحته، وبالتالي تم إهمال وباء الملاريا، بالإضافة للمناكفات والتسييس المسيطر على المؤسسات الصحية، وترك العمل من منطلق إنساني بحت.
ويبدأ مكتب الصحة من شهر مارس بمكافحة البعوض الناقل للملاريا، ومن شهر مايو إلى شهر أغسطس يبدأ بمكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك، إلا أن الأنشطة توقفت هذا العام لعدم الرد والموافقة على الخطط المرفوعة إلى وزارة الصحة والمنظمات والشركاء
الملاريا في المتاريس
معاناة مضاعفة للمقاتلين بالجبهات وخلف المتاريس، إذ ينتشر البعوض بشكل كبير، ناشرًا معه وباء الملاريا.
ويناشد الدكتور الحياني، قادة الوحدات العسكرية، والثكنات العسكرية، ضرورة تعاون جميع الجهات لمقاومة الوباء، كلًا بما يستطيع، مؤكدًا أنهم لم يستطيعوا تقديم شيء بالرغم من المذكرات والمناشدات التي تصل إلى مكتب الصحة، نتيجة لقلة الدعم والإمكانيات.
مسؤوليات مشتركة
ويؤكد الدكتور الحياني أن المسؤولية لا تقع على عاتق مكتب الصحة فقط، وإنما لمؤسسة المياه، ومشروع النظافة والتحسين، والأشغال وجهات أخرى دور كبير في الحد من انتشار وباء الملاريا في محافظة تعز، مشيرًا إلى أهمية وضرورة تعاون هذه الجهات مع مكتب الصحة.
ويقول: “لم نتقاضَ أية نفقة تشغيلية للبرنامج، مما سبب له مشكلة في عرقلة نشاط البرنامج”.
ويطالب بتدخلات لرش المنازل من الداخل في الناطق الريفية للوقاية من وباء الملاريا فترة أطول، بالإضافة إلى توفير 370 ألف ناموسية. مشيرًا إلى أنه تم، الأسبوع الماضي، توفير ما يقارب 135 ألف ناموسية من قبل الهجرة الدولية، ستوزع على المناطق عالية الانتشار في محافظة تعز.