بتأمين قواته الخط الفاصل بين تعز والمخا..الإصلاح يستكمل “هزة سالم” (تحليل)
بإعلان محور تعز، اليوم الأربعاء، تأمينه الخط الرابط بين مدينة تعز ومدينة المخا الساحلية والتحامه مع قوات العمالقة الجنوبية بعد سيطرته على مناطق محاذية لمديريات الساحل التي تسيطر عليها قوات “طارق صالح”، أزداد منسوب القلق ارتفاعا عند الأخير خشية من تمدد قوات الإصلاح نحو مناطقه، قلقا زاد من وتيرته ظهور القائد الفعلي للإصلاح بالمعركة عبدفرحان المخلافي المعروف ب”سالم”، والذي يوحي ظهوره أن الإصلاح يمضي قدما في تمدده نحو المخا أو مابات يعرف “بهزة سالم”.
تحليل_ تعز اليوم:
على عكس الهدوء الذي تشهده معظم الجبهات في مدينة تعز، اشتعل الصراع العسكري سريعا بين قوات المحور التابعة للإصلاح وقوات الحوثيين في الجبهة الغربية وبالتحديد جبهات الكدحة ومقبنة المحاذيتين والمطلتين على مديرات الساحل، ليسفر عقب ثلاث أيام فقط من المناوشات عن تسليم الحوثيين وانسحابهم من كافة المناطق التي كانت تفصل قوات الإصلاح عن القوات المدعومة إماراتيا في الساحل، الأمر الذي وضع العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة ومسار المعركة الخاطفة، في حين أعتبر إعلام “طارق صالح” هدفها التمدد نحو المخا، ملمحا إلى صفقة بين الإصلاح والحوثيين.
في مطلع شهر أغسطس من العام الماضي، انتشر تسريب مشهور لسالم، كشف به عن تنسيق الإصلاح في تعز مع كل من دولة “قطر وتركيا” وتلقيه الدعم لتنفيذ مشروع يرمي إلى مد نفوذ سلطة الحزب وسيطرته إلى مدينة المخا الساحلية وطرد قوات طارق صالح المدعوم إماراتيا منها، وهو ما أطلق عليه سالم حينها “بالهزة نحو المخا “.
أيام معدودة على انتشار تسريب سالم، الذي أشار فيه إلى التنسيق مع إيران لتسهيل عملية تمدد قواته نحو الساحل، حتى أحكمت قوات الحزب سيطرتها على كافة مناطق الريف الجنوبي لتعز (الحجرية)، وتمكنت من إخضاع اللواء 35 مدرع وتعيين قائد جديدا موالي لسلطة الحزب بديلا عن عدنان الحمادي، قائده السابق أكبر مناوئين الإصلاح في تعز والذي يتهم الإصلاح بالوقوف خلف اغتياله في نهاية عام 2019 الماضي.
بعد استكماله تأمين الحجرية وقمع مناوئيه في اللواء 35 مدرع والمكونات السياسية، نجح الإصلاح في استحداث قوات ومعسكرات جديدة وتوسيع نطاق سيطرته بالتمدد نحو مديريات طور الباحة والصبيحة في لحج وإنشاء محور طور الباحة العسكري كمحور عسكري يضم العديد من الألوية ومهمته السيطرة على منطقة الصبيحة وفصل القوات المدعومة إماراتيا في المخا عن عدن، بالإضافة إلى استقطابه قوات عناصر جديدة لقوام فصيل “الحشد الشعبي” المدعوم من قطر.
العلاقة بين الإصلاح و “طارق صالح”، اتسمت بالعدائية والتشكيك والتصريحات المتوترة والتي وصلت مؤخرا إلى توعد محور تعز على لسان قائده وناطقه بعدم السماح باستمرار العبث الإماراتي في مدينة المخا وإفشال مشروعها الرامي إلى فصل المدينة عن عمقها الاستراتيجي بالأخص أنها المتنفس البحري الوحيد للمحافظة، في حين ظل إعلام طارق صالح يترصد تصريحات الإصلاح وينظر لكل تحركات الحزب ضمن مشروع تركي قطري في المنطقة واليمن.