تعز اليوم
نافذة على تعز

مليشيا “الحشد الشعبي”..بندقية الإصلاح لتصفية خصومة في تعز (ملف)

حسم حزب الاصلاح في تعز معظم مواجهاته العسكرية البينية مع القوى العسكرية في اطار مايسمى الشرعية عبر مليشيا الحشد الشعبي التي أسسها خصيصا كقوة عسكرية خاصة ذات طابع عقائدي صرف تدين له بالولاء والطاعة وتتحرك وفقا لتوجهاته وأوامره، في التقرير التالي الذي نشرته صفحة “شارع تعز” نسلط الضوء عن مراحل إنشاء الإصلاح لمليشيا الحشد الشعبي والأدوار التي لعبتها منذ تأسيسها

متابعات خاصة_ تعز اليوم:

وفي كل المواجهات الدامية بين الأطراف الموالية للشرعية التي شهدتها تعز خلال الفترة السابقة كان لحزب الإصلاح (ذراع تنظيم الإخوان المسلمين الدولي في اليمن) سبق تفجيرها، وكان لمليشياته المسلحة حسمها لصالحه وتعزيز سلطته على مفاصل أجهزة الدولة المدنية والعسكرية.

ووفقا لتقارير حقوقية محلية تشكلت مليشيا الحشد الشعبي في تعز كمليشيا طائفية سنية ذات عقيدة قتالية وسياسية إخوانية صرفة وأشرف على تشكيلها حزب الإصلاح عبر قيادات عسكرية وأمنية منتمية له في تعز، وهي قيادات كان أغلبها مدنيا قبل اندلاع الحرب في 2015م، وتم تعيينها ومنحها رتبا عسكرية كبيرة عند إعادة حكومة الشرعية تشكيل الجيش الوطني إثر تمرد معظم جيشها السابق عليها وانحيازه الى جانب الحوثي.

مصدر خاص أكد  أن أولخلية سرية لمليشيا الحشد الشعبي في تعز تأسست بقوام 25 فردا بقيادة يحيي الريمي أحد أبرز القيادات الإخوانية في تعز وابنه عبد الله يحيي عقب انطلاق ثورة 11 فبراير وضمت في قوامها أشخاصا متطرفين قدموا إلى تعز من محافظات عمران وريمة وشبوة وذمار والبيضاء إضافة إلى العديد من أبناء تعز.

الريمي الذي أسند له حزب الاصلاح هذه المهمة عقب عودته من قطر وتلقيه تدريبات عسكرية هناك كانت مهمته أثناء ثورة فبراير اختيار المؤثرين من الناشطين والصحفيين الذين لاينتمون إلى حزبه وإصدار الأوامر إلى خليته بقتلهم لإشعال حماس المتظاهرين بعد إراقة الدماء وللتخلص منهم كمنافسين سياسيين حسب المصدر.

ويؤكد المصدر أن الريمي عاود نشاطه بعد الإنقلاب الحوثي العفاشي على السلطة وتشكيل مجلس تنسيق المقاومة والمجلس العسكري بتعز وأسند له حزب الإصلاح مهمة عسكرية رسمية منح بموجبها رتبة عقيد دون قرار جمهوري وتم فرضه من قبل الحزب على اللواء 22 ميكا كقائد للقطاع الثاني في اللواء مضيفا أن ابنه عبد الله يحيي الريمي تم ترقيته أيضابدون قرار جمهوري من قائد للقطاع الثاني باللواء 22 ميكا إلى ركن التوجيه المعنوي بالمحور .

ويشير إلى أن حزب الإصلاح أوكل إلى الريمي وابنه إلى جانب عملهما العسكري قيادة فرقة الملثمين الإرهابيين المكلفة بعملية الاغتيالات وتصفية شركاء النضال ورفقاء السلاح حد وصفه والتي اتخذت من بدروم فندق مأرب مقرا لها، كما أسندت إليه إلى جانب قيادات إخوانية أخرى أبرزها عبده فرحان (سالم) وأحمد المقرمي وضياء الحق الأهدل وبكر صادق سرحان مهمة تشكيل ما يسمى بفرق المقاومة الشعبية في حواري ومربعات المدينة التي جرى استقطاب عناصرها لاحقا عبر قيادات إخوانية ميدانية وتدريبها داخل معسكرات جيش الشرعية، معتبرا أنها كانت النواة الأولى لتشكيل قوام مليشيا الحشد الشعبي بشكلها الحالي.

يقول المصدر أن أول عملية تدريب لأول دفعة من مليشيا الحشد الشعبي بشكل من منظم تمت في معسكر اللواء 22 ميكا التابع لجيش الشرعية الذي يقوده القيادي الإخواني صادق سرحان أحد أبرز القيادت العسكرية الموالية لنائب الرئيس علي محسن الأحمر في تعز خلال الفترة من اكتوبر – ديسمبر 2028م وكذلك معسكر اللواء 17 مشاة الذي كان يقوده عبد الرحمن الشمساني أحد أبرز القيادات العسكرية الاشتراكية الموالية للإخوان.

ويوضح أن قوام الدفعة ألف متدرب تم تدريبهم في مواقع اللواء 22 ميكا في كل من المجمع القضائي بجبل جرة ومدرسة أبي بكر الصديق ومعهد المعلمين ومقر الشرطة بالعرضي وكذلك معسكر الاعداد التدريبي التابع للواء 145 بمنطقة يفرس حيث تم توزيع 200 متدرب على كل موقع.

وبالرغم من أن تخرج هذه الدفعة ظل طي الكتمان إلا أن الاشهار عن تشكيل مليشيا الحشد الشعبي بشكل رسمي كان في 10 مارس 2019م مع تخرج الدفعة الثانية من المليشيا عبر حفل ختامي حضرته قيادات عسكرية وميدانية إخوانية في مقر قيادة الشرطة العسكرية بتعز.

وحددت صورة شعار الحفل الختامي لتخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي فترة تدريب أفراد الدفعة وإعدادهم – 45 يوما – من (25 يناير – 10 مارس 2019 م) .

وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح اعتبرت وقتها أن تخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي يأتي في إطار دعم الجيش الوطني لافتة إلى أن هذه القوات تابعة اللواء 22 ميكا.

ومع اندلاع الاشتباكات في المدينة القديمة في النصف الثاني من

مارس بين كتائب أبي العباس وقوات الإصلاح مشاركة مليشيات الحشد الشعبي في القتال بشكل رئيس وقيامها بعمليات تنكيل وضرب عشوائي واقتحامات للمنازل وقتل وجرح مدنيين في المدينة وهدم منازلهم ومحلاتهم والإضرار بمباني عامة وممارسة جرائم ترقى الى الوصف بأنها جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي الإنساني، أصدر حزب الإصلاح في تعز بلاغا في 26 مارس 2019 م يتبرأ فيه من أي علاقة له بمليشيا الحشد الشعبي وأنكر نافيا بشكل قطعي وجود هذه المليشيا معتبرا أن مليشيا الحشد الشعبي اسما مختلقا من خيال مريض إلا أن هذا النفي وحسب تقارير حقوقية لم ينل القبول وزاد من وثوقية علاقة حزب الإصلاح بمليشيا الحشد الشعبي لدى المجتمع المحلي في تعز والرأي العام وبدأ المجتمع المحلي والرأي العام والقوى المدنية والسياسية يشعرون بخطورة وجود هذه المليشيا الحزبية الإخوانية محليا ووطنيا وإقليميا.

واعتبرت تقارير حقوقية أن حزب الإصلاح يحاول من خلال هذا النفي أن ينأى بنفسه عن المسؤولية بعد أن تورطت هذه المليشيا بممارسة جرائم وأعمال انتقامية ووحشية ضد السكان المدنيين في المدينة القديمة وتمردت على توجيهات محافظ تعز بوقف إطلاق النار ووقف الحملة الأمنية التي كانت مشاركة مليشيا الحشد الشعبي فيها غير قانونية وغير شرعية أصلا.

وفي هذا الإطار فقد خرج المجتمع المحلي في تعز بمظاهرة دعا إليها التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في 6 أبريل 2019 م ضد جرائم مليشيا الحشد الشعبي وطالب البيان الصادر عنها بإقالة ومحاسبة كل القيادات العسكرية التي سمحت بتحويل المؤسسة العسكرية ومراكز التدريب فيها الى ساحات لتدريب وتخريج دفع ما يسمى بالحشد الشعبي.

كما نظم المؤتمر الشعبي العام في تعز مظاهرة أخرى يوم السبت 13 أبريل 2019م ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستكمال تحرير المحافظة من الحوثيين وبناء وتفعيل ‎ وإنهاء الإختلالات الحاصلة في المؤسستين الأمنية والعسكرية الشرعية كما رفعوا شعارات تؤكد رفضهم لحملات الانتقام التي شنتها مليشيات الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح ضد سكان المدينة القديمة وطالبوا بمحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات بحق المدنيين.

من جهتهما أصدر الحزب الإشتراكي وحزب البعث في تعز بيانين في 24 و 26 مارس أكدا فيهما على ضرورة إلغاء أي تشكيلات مسلحة لا تقبل الاندماج بالمؤسسة العسكرية معتبران وجودها جريمة جنائية تضع قيادة تلك الجماعات والمنتسبين إليها تحت طائلة المساءلة القانونية والعقاب واتهما أطرافا حزبية في الشرعية بحرف الحملة الأمنية في تعز عن مسارها والذهاب بها إلى غايات حزبية خاصة ‏ في إشارة واضحة لما يقوم به حزب الإصلاح ومليشيا الحشد الشعبي التابعة له.

وتفيد معلومات حصلت عليها صفحة شارع تعز أن العدد الإجمالي لمليشيا الحشد الشعبي وصل إلى مايقارب 7000 فرد من أعضاء حزب الاصلاح إلى ما قبل سيطرة الحشد الشعبي على اللواء 35 مدرع في أغسطس الماضي مبينة أن هذا العدد هم نتاج تخرج 7 دفع مليشاوية (دفعتان في اللواء 17 مشاة، ودفعتان في اللواء 22 ميكا، دفعتان في اللواء الرابع مشاة جبلي، ودفعة في اللواء 170 دفاع جوي)، مبينة أنه يتم استقطاب أفراد هذه المليشيا بشروط حزبية مع تركيز خاص على أبناء المقربين من قيادات حزب الإصلاح وبتزكيات قيادات الحزب في المناطق.

وتؤكد المعلومات أنه يتم تقسيم الدفع المتخرجة على شكل كتائب وسرايا يبلغ قوام السرية الواحدة 60 فردا يجري توزيعها على معسكرات الجيش التي يتبع قادتها حزب الإصلاح إضافة إلى قيام حزب الإصلاح بعملية إحلال لعناصره ومنحهم أرقاما عسكرية، كبدلاء عن أفراد الجيش الرسمي الذين سحبت أرقامهم العسكرية، إلى جانب قيام قيادات هذا المعسكرات بالرفع بأسماء المتخرجين من هذه الدفع ومطالبة وزارة الدفاع باستيعابهم ومنحهم أرقاما عسكرية.

وتضيف المعلومات أن قيادة محور تعز قامت بترقيم أكثر من ثلاثة آلاف فرد من عناصر هذه المليشيات بأرقام عسكرية وهي الأرقام المخصصة للمحور بتوجيهات من الرئيس عبده ربه منصور لترقيم الجنود والجرحى في عدد من جبهات القتال، كما قامت بالاستيلاء على 2000 رقم عسكري كانت مخصصة للواء 35 مدرع بتوجيهات رئاسية ومنحها لعناصر مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية، وهو الأمر الذي شجع ودفع الكثيرين من الشباب والعاطلين ينظمون إلى هذه المليشيات ويقتنعون بمشروعية الحشد الشعبي وارتباطه بجيش الشرعية.

ويجبر المتدربين على الاستماع بشكل دائم إلى محاضرات دينية وجهادية لأبرز قادة الإخوان المتطرفين أمثال عبد الله أحمد علي وعرف الصبري والحزمي وغيرهم، إضافة إلى اختيار العديد من المتدربين وارسالهم للقتال إلى جانب عناصر القاعدة في البيضاء وشبوة، وفقا للمعلومات إلى جانب إخضاعهم لمحاضرات مكثفة ضمن برنامج غسيل للأدمغة يشمل محاضرات تحريضية ضد الأحزاب ومنها الاشتراكي والناصري وضد المؤتمر والسلفيين وبخاصة جماعة أبي العباس والعلمانيين والحراك الجنوبي كما يتم بث الأناشيد الجهادية الخاصة بالجماعات الدينية المتطرفة والأناشيد الحماسية لحركات المقاومة المسلحة كحماس والقاعدة وإهمال الأناشيد والأغاني الوطنية خلال فترة التدريب.

ويتلقى المتدربين في هذه الدورات مهارات أمنية حول الحركة النظامية والاقتحامات وحرب الشوارع واقتحام المنازل ومداهمتها وفنون ومهارات الزحف ومهام اقتحام وحماية المنشآت، بعيدا عن اي مهارات عسكرية

قد يعجبك ايضا