تعز اليوم
نافذة على تعز

#عن_تُربة_الطيار #بين_مدينتين

احمد النويهي - تعز اليوم :

التُربة..جمع تُرب وهو الوقف الصالح الذي يعود لواقفه سيدي ،ومولوي الواهب العارف بالله القطب الرباني ،والترجمان الإلهي سيدي الشيخ احمد ابن علوان تقدس سره الساكن عالي الخيام بوادي الفراديس الخصيب حيث تنوس الملائك ،والحمام هزار الغصون..يفرس المبتدأ والختام..

وهذا الصبح مد.. ومدد يا سيدي مددد،،

كانت التُربة مقصد ومربد لتلاميذ ومريدو الشيخ العارف بالله واتخذ فيها الزوايا العلوانية لتعليم التلاميذ والمريدين اصول الفقة والأدب والدين..
عاش فيها العارف الزاهد عمر بن علي مسن الطيار وهذا القيم الزاهد على الوقف العلواني الشاسع ،والممتد حتى وسط القارة الهندية حيث ركب الشيخ بحر الظلمات ليشرق هناك حيث بلاد ماوراء جيحون وسيحون..حيث غناهم في قربهم وبعدهم.. تمعنى لهم واثنى عليهم حيث تعالت الصلوات على النبي التهامي ،،

احبابنا بجيرون إني بكم لمفتون باكي العيون محزون مجنون غير مجنون..
نيسان بعد كانون..
اوتار كل قانون..
من حاجبين كالنون..

التُربة.. ترابها طاهر لم يطأه إلا الاخيار ،والاطهار من بعد اوقفها الشيخ سلطان الزمان مولوي بن علوان..نشأت فيها الزوايا والأربطة العلوانية ليتدفق المريدين من كل حدب وصوب..

حكى عنها شيخي وسيدي واستاذي العارف بالله العلواني نسبة لشيخه علماً وحلماً وأدباً النبراس الباحث عبدالعزيز سلطان المنصوب في بحثه الموسوعة الشاملة والكاملة عن تاريخ الأدب الصوفي وسيرة أهل الصفاء وكان لابد للعارف بالله المنصوب الباحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني بشارع بغداد _صنعاء حيث المقر الرئيس للكتلة الثقافية التي نقبت عن البلد المكنون.. أن يدون ما يبقى ليرقى حيث رفد المكتبة القومية بعشرات المباحث والمخطوط والأصول ..”الفتوح ، التوحيد الأعظم ، الكبريت الأحمر..” هذه بعض مسميات مخطوطات حققها المنصوب الباذخ الحرف بسر سر المعاني المكنون،،
عاش الرفيع عبدالعزيز سلطان ذلك الباحث عن السر المكنون..قضى سنوات طوال وسهر ليالٍ كثار، فتش عن القصاصات والأوراق المتناثرة مشارقها والمغارب شمالها والجنوب..

عاش الشيخ في الفترة التي حكم فيها الرسوليين تعز جنوب اليمن..حتى جاء على لسان المحقق أن السلطان الرسولي فرض ضرائب مجحفة وطالبهم بمضاعفة الخراج على الثمار والزروع والوقف الموهوب لله
كان الحال لايخفى على أحد في “جبل ذُخر” غرب تعز ومركز المحلة/ الناحية/ المديرية اليوم #يفرس
حيث يقيم العارف الشيخ..امتطى فرسه الجموح ودلف البلاط الرسولي كان الحجاب يفتحون أمام القطب الرباني حين دلف مقام المعتمد الرسولي بفرسه وسط ذهول اربك الوالي وحواشي القصور،
هتف شيخي ومولوي وراح ينشد كما اكد الرائي المبصر عبدالله البردوني انه لم يكن شاعراً فحسب بل قبل هذه وتلك كان ثورياً كما لو خلق ليعيش ثورياً من عهد الفلاحين الثوريين عندما يتحدث البردوني فالسطور تبتهل كما لو تمطر بغزارة تنهمر الصدور غبطة وسرو بل يخصر كل البهاء والزهو بعالي الحضور
“عار عليك عمارات مشيدة وللرعية دور كلها دُمن
تجبي الألوف ولا تستفيٌ جامعها وتخزن وبأي الحكم تختزن.؟
هذي تهامة لا دينار عندهمُ بل لحج بل صنعاء بل عدنِ”

كان يقف منافحاً عن الرعية، المستضعفين من أمتي والفقراء المعدمين سبل العيش في حده الأدنى ..قارع الظلم وجبروته والطغيان ..
حتى عاد المعتمد وعدل عن فرمان دولته العتيدة، والشديدة،

عاد الشيخ بن علوان مكللاً بالغار ،والبنفسج والياسمين، الراح ،والريحان، والروح القُدس المكين.. لقد اسقط الضرائب المُجحفة بحق ابناء وطنه الممتد من البحر إلى البحر ومن السهل إلى الجبل_من الرمل إلى الوديان ،السهوب ،السهول الوهاد ،التلال، الهضاب ، القيعان الأفخاذ والبطون الاقحاح والشذى الفواح في وادي سبأ أرض الجنتين الفسيح ..

تنفس الناس الصعداء وتمغنجوا بصوت الناي والدفوف ترغي تقرع الروح تجليات ترعش نوافذ المعراج تنسف الخوف،الفقر،الجوع، المرض، الحروب، تهدم الكفر تبني للعالمين الحالمين برضاه ربنا سيد العالمين..

عاد الشيخ وامتطى فرسه الجموح يجندل قدميه نحوها التُربة يلقي على المريدين من الله التحية، والسلام..

بين يفرس حيث مقام العارف بالله شيخ الطريقة والمريدين أتباع الحضرة العلوانية مسافة تطويها الحجول بلمح الساعة وآخرى تنفق بذكر الله وخاتم الرسل الغر المحجلين..

تنوس السحابة تتموج الغمام، تغني الهديل صوت الحمام..الهزاري يتثنى كما لو يتغنى والهطل طلول الندى رذاذ الندى، والهيام يطوي الزمن ليحضر التُربة_يفرس

بين مدينتين عاش البهاء، الصفاء، الترجمان القطب الرباني ،والترجمان الإلهي يرشف المعاني والمثاني مغاني لترتفع راية العلم مباني شمخت معه منارات ومدارات، الوئام والسلام لم يزل هناك يحفها المدينة والوصيفة عالي المقام..تحرسها الملائك وتغشاها الكرامات كرامات الأولياء، والصالحين ..

“العلم علمان علم يستضاء به وعلم يكشف الحجبا.”

عاشتا على مر الزمن مدينتين بينهن من الوصل ما لو كان وتراً إذ اشتد يتثنى لتنثني معه الأزاهير والصباحات نشيد ونشيج..عقد ابن علوان للذكر حيث يطيب اللقاء عناقات يطول سروها والزهو الحوريات الحسان..يا باهوتها مهاها سبحان من براها للعالمين هاتوووون،،،

ربي صلي على النبي التهامي وعلى المدني من رسله لا العسكري..

قد يعجبك ايضا