لن ننقرض بسبب كورونا. هذا مؤكد، والمؤكد أيضاً أن الجنس البشري سينقرض حتماً يوماً ما، كـ 99.9% من الأجناس الحية الأخرى التي عاشت على الأرض.
قبل أربعة مليار عام، كانت الأرض على لقاء نادر للغاية بالحياة، لا أحد يدري أيهما كان محظوظا أكثر بالآخر. لكنهما معاً مثّلا حالة كونية فريدة.
لقاؤهما حدث يشبه المعجزة، ومن حينه ظلت علاقتهما تتطور باطراد، وإن تعرضت لنكسات قليلة خلال هذه المدة الفلكية من علاقتهما المشتركة.
في كل مرة كان توازن المحيط الحيوي للأرض يتعرض للاختلال، ما يهدد الحياة، ويتسبب بانقراضات جماعية للأنواع والأجناس الحية على نطاقات واسعة.
آخرها انقراض “الهولوسين”. “الانقراض العظيم السادس” الذي يجري حالياً ومنذ 100.000 عام، معاصراً لتاريخ البشرية.
الجنس البشري أحد أهم أسباب هذا الانقراض الجماعي المتصاعد للكائنات الحية الأخرى، لكنه في الأخير سينقرض مثلها ولنفس السبب المتمثل بعدوانه على الحياة..
عندما ينقرض الإنسان لن يعرف بانقراضه أحد، إذا لم تظهر كائنات ذكية في المستقبل.وفي كل حال لن تبكي عليه السماء، أما الأرض فستعود أكثر نضارة وكثافة بالحياة، كعادتها بعد كل انقراض.
*من صفحة الكاتب في الفيسبوك