ضمن الآعيب التتويه وتمويت القضايا ،وتفريغها من زخمها وديمومتها الفاعلة على الارض ،هو الرهان على الوقت.
الوقت كفيل بأن يقتل مشروعية اي قضية ،يزيحها من الواجهة الى الظل ،ومن الخانة الرئيسة الى الخانة الثانوية ،ومن مقدم المشهد واهتمام الناس ،الى خلفية باهتة ،لأحداث جسام تحصل ،بين ثنايا الوقت المستقطع.
الحمادي اكبر نموذجاً لكيفية إبهات مشروعية وعدالة قضيته ،وكيف تمكنت نظرية الرهان على الزمن كوسيلة، من تنفيس الضغط من حول القتلة ،وإبهات اهتمام الناس ،ودفعها تحت وقع مايحدث من وقائع واحداث وتطورات ،الى رف النسيان.
الحمادي قضيته تموت ،ليس ببطئ بل بخطى متسارعة ،الناس ذاكرتها آنية مشهدية ،يأخذها حدث اليوم ،وتنسى حدث وجريمة الأمس.
الصمت الراهن يؤشر إلى ان احباطاً مهولاً قد تسرب الى حواملها والذائدين عنها من الشباب ،وابناء المنطقة والمحافظة ،المدينة والوطن.
نهم بالأمس والجوف اليوم وغداً مأرب وشبوة وحروب لا تنتهي ،ووسط زحمة الأهوال ، تذبل قضية الحمادي حد الخذلان والتلاشي.
ايها الأصدقاء ،القضايا ينبغي ان يجمعها رابط موحد ،وخط ناظم لها ،من أغتال الحمادي ،هو من يخسر كل حروبه الآن ،وهو ضد مشروع الشهيد ،مشروع تحرير البلاد، وتصويب وإعادة بناء المؤسسة العسكرية ،بشكل احترافي غير مسيس منضبط ،وبالتالي الدفاع عن حق الحمادي ،يأتي في ذات السياق ، سياق كشف وتعرية من كانوا ومازالوا سبباً، لكل هذا الخذلان ،وكل تلك الهزائم.
لتعد قضية الشهيد الى الواجهة ،لا فصل بين الاثنين.