تعز اليوم
نافذة على تعز

تعز ..في اول خطوات تصحيح المسار

تفجرت لليوم الثاني ما يشبه “الانتفاضة الشعبية” في وجه مسؤولين سلطة الشرعية مدينة تعز, نتيجة الاوضاع التي لم تعد تحتمل, لكن هذه المرة ضد سلطة “الاخوان”، الذين يقبضون على مفاصل الحكم منذ طرد حلفائهم في “الشرعية” وإقصاء آخرين، فما هي أسباب وتداعيات ذلك؟ وهل ينجح الاخوان في تجاوز الازمة الحالية؟

تقرير – تعز اليوم

لم يعد الوضع في تعز يحتمل. هذه العبارة أصبحت على لسان كل شخص يسكن المدينة ويعيش واقعها المؤلم. المخلفات تتكدس في كل زقاق وحارة . الفساد ينخر المدينة. والفوضى تقتل سكانها بكل أريحية. قصص المآسي تنثر في شوارع المدينة المكتظة بمئات الآلاف من البشر. آخرها كانت لعناصر “داعش” يجوبون #سوق _الصميل في وضح النهار، وقبلها كان مسلحون اقتحموا غرفة الطوارئ في #مستشفى_الثورة وقتلوا شخصاً على وشك إجراء عملية جراحية.

اكتملت الصورة وانكشف الغطاء ,واصبح البصر حديد ,في اول يوم ثوري, تتعرى السلطة المحلية والقيادة العسكرية ستار الفساد وينكشف المبهم وتتضح الصورة في ابشع صورها للناظرين , في مدينة تعز ينطق الصامت المغلوب والمريض المكلوم ,والطفل المغتصب المعيوب, والاب المقهور ,والعسكري الجريح المعلول ,كُلاً يصرخ ,يكفي صمت .

اليوم الأربعاء, شهدت مدينة تعز ، مظاهرات حاشدة امام مقر مكتب المحافظة, احتجاجا باستمرار الفساد والعبث بالمال العام، وتنصل المسؤولين عن التزاماتهم، أمام الموظفين المنقطعة رواتبهم والمخصصات المالية للجرحى وانعدام الخدمات الاساسية للمواطنين.

ونصب المتظاهرون العديد من الحواجز في طرقات المدينة واشعال الاطارات ,تعبيرا عن سخطهم وغضبهم البالغين تجاه الممارسات الغير مسؤولة من قبل حكومة الشرعية في المحافظة .

وطالب المحتجون من الجرحى والناشطين والمواطنين, السلطة التنفيذية ,بسرعة صرف مستحقات الجرحى العلاجية في الداخل والخارج, المتوقفة منذُ شهور, ونددوا باستمرار الفساد والعبث بالمال العام وتنصل المسؤولين عن التزاماتهم ,أمام المواطنين المنقطعة رواتبهم في ظل انعدام الخدمات .

وفي استجابة غير مسبوقة وجه محافظ تعز, المعين من قبل حكومة الشرعية , نبيل شمسان ,من مقر اقامته في القاهرة ,بصرف مبلغ ثلاثمائة مليون ريال لحساب الجرحى في الخارج بشكل عاجل ودون أي تأخير.

ودعا شمسان إلى “عدم استغلال الجرحى كورقة سياسية للمتاجرة بها والمزايدة على الشارع العام ، واستغلال جراحهم واوجاعهم في مناكفات ومهاترات تضرهم ولاتنفعهم”.

ازمة المخصصات المالية المخصصة لجرحى تعز ليست وليدة اللحظة انما لها اثر رجعي منذ بداية الحرب ,فليست المرة الاولى التي يحتشد فيها الجرحى واسرهم امام مكتب المحافظة .

وفي بيان سابق صادر عن رابطة جرحى تعز، ذكر: “إنهم يعانون من إهمال متعمد، وقيام لوبيهات الفساد في مؤسسات الشرعية في وزارة المالية والبنك المركزي بعرقلة وصول المخصصات المطلوبة لعلاجهم، فضلا عن عدم قيام السلطة المحلية بالمحافظ بواجباتها” واتهمت الرابطة في وقت سابق قيادة المحور بنهب مبلغ وقدره ثلاثة مليار ريال تحت مسمى جرحى تعز.

وفي سياق متصل قال الناشط اسامة الشرعبي, في منشور على صفحته في الفيسبوك “أن قيادة محور تعز تتسلم سنويا 8 مليار ريال اعاشة للأفراد الذين معظمهم في منازلهم؛ فيما اللجنة الطبية العسكرية التابعة للمحور توقف اعمالها وتترك جراحات افراد جيش الشرعية تتعفن بحجة عدم توفر موارد مالية”.

حالة غضب عارمة تحت هاشتاج يكفي صمت

حراك ثوري, يعري سلطة الشرعية المحلية والتنفيذية في محافظة تعز ,ستار الفساد وتتجلى الصورة في وجه الصامتين ,في اول هاشتاج ,عبّر فيه الغاضبين عن رفضهم للتعسف السلطوي والعابثين بالمؤسسات الحكومية والناهبين للأموال العامة والخاصة والمساعدات الاغاثية .

في تحرك غير مسبوق دشنّ ناشطون وإعلاميون في مدينة تعز، حملة شعبية، واسعة للمطالبة بإقالة كافة الفاسدين من مناصبهم، بدءاً من محافظ المحافظة نبيل شمسان، الذي يقبع في القاهرة، ولم يحضر تعز سوى أسبوع واحدة منذ قرار تعيينه قبل خمسة أشهر.

وتداول الناشطون على منصتي “تويتر وفيسبوك” على هاشتاج #يكفي_صمت, الذي حقق مرتبة عالية في الترند المحلي, العديد من التغريدات والمنشورات الساخطة والمستنكر لدور السلطة المحلية والنافذين من القيادات المدنية والعسكرية في محافظة تعز ,.

وقال الصحفي رفيق الجرادي, في تغريدة على ,تويتر, واصفا فيها سخطه ” كلما بدأنا بالحديث عن فسادهم ,يقولون لنا لا تشقوا الصف عدونا الحوثي وهذه افرازات الحرب وستنتهي “.

كما غرد المواطن خاطر الذاهبي لقولة “انعثوا ابوه اي سارق او نصاب في تعز, بهذلوبنا سمعوا بنا المسامع, لا خلو لنا الجهال, ولا خلو الجوازات, ولا مؤسسة مياه وكله لظهر المواطن المسكين.

وغرد الصحفي طه صالح في تويتر ,بقوله ” السلطة المحلية اليوم تغلق مصلحة الجوازات بعد اغلاق مشفى الثورة وتعطيل صندوق النظافة ومؤسسات الكهرباء والمياه ومصلحة الطرقات …الخ والمؤسسات الوحيدة التي تعمل هي الضرائب والواجبات .

وفي منشور اخرى للناشط عبدالحكيم المغلس ,على صفحته في الفيسبوك ,رصد فيها الاموال المنهوبة من قبل القيادات المدينة والعسكرية النافذة في المدينة قال ان “2 مليار ريال لتطبيع الحياة في تعز.2 مليار ريال كل ثلاثة اشهر اعاشة تتسلمها قيادة المحور.100 مليون ريال شهريا يتسلمها محافظ المحافظة وهو في مصر. ملايين الريالات يوميا يتقاسمها الوكلاء من عائدات ضرائب القات.. ملايين الريالات من الضرائب والواجبات والجبايات من التجار والمحلات. ملايين الريالات رسوم تحسين وغيرها يتم تحصيلها في النقاط والفرزات من مركبات النقل والشحن .واضاف بقولة ” بعد أيام سنخرج الى الشوارع بجانبنا عمال النظافة والجرحى والموظفين الموقفة رواتبهم, وكل من يرى أن السلطة المحلية يجب أن تتغير سيخرج كل من يرفض الجرائم والفساد.

وطالب الناشطون الحقوقيون عبر منصات التواصل الاجتماعي ,كل المواطنين والمهتمين والمتضررين من ممارسة قيادة الشرعية في المحافظة ,برصد كل المطالب والاحتياجات الخدمية التي لم توفي بها السلطة المحلية ,وتقاعست عن اداء تنفيذها .

كما اعلن العديد من الناشطين الخروج يوم غدا الخميس والانضمام الى المسيرة الجماهيرية بجانب عمال النظافة ,الذي مازالوا منذُ عشرين يوم وهم في وقفات احتجاجية مطالبين بصرف مرتباتهم المنقطعة منذُ اشهر ,والتي لم تلقى أي استجابة من أي مسؤول في المحافظة .

 

قد يعجبك ايضا