معارك المدينة القديمة..تحقيق يكشف جرائم فاشية لسلطة المحور في تعز
كشف تحقيق نشرته صفحة “شارع تعز” على فيسبوك جانبا من جرائم حزب الإصلاح بحق المواطنين من أبناء مدينة تعز.
متابعات- تعز اليوم:
وأورد التحقيق شهادات وردت على لسان الضحايا والشهود، الذين أكدوا تعامل الإصلاح بفاشية، مع كل من لا يدين له بالولاء في المدينة.
وبحسب الشهادات الواردة في التحقيق فإن الإصلاح ارتكب جرائم قنص وتعذيب وتهجير لا سيما للمواطنين في المدينة القديمة، التي كان يتمركز فيها أبو العباس.
فيما يلي نص التحقيق:
يقول المواطن ش.ع.أ ” قمت بزيارة إلى منزل أهلي في منطقةالدائري ثاني أيام الهجوم على المدينة القديمة وكانت الحشود المسلحة تقوم بمحاصرة المدينة القديمة من كل الجهات”.
ويردف بالقول “منعوا دخول الغذاء والماء والدواء وقطعوا الشوارع وانتشروا بقناصيهم على أسطح المنازل في شارع العواضي ومدرسة ثانويه تعز الكبرى ومحكمة الاستئناف بالجمهوري وفي قلعة القاهرة وأماكن اخرى ووجهوا قذائفهم ورصاص قناصيهم وأسلحتهم المختلفة فوق رؤوس ومنازل المواطنين الساكنين في المدينة” .
ويؤكد “لقد قتلوا العشرات ومئات الجرحى وشردت مئات الأسر نتيجة الضرب العشوائي والقنص المتعمد والمركز على كل من يخرج من منزله”.
ويقول “شاهدت ثلاث حالات قنص خلال دقائق معدودة ففي تاريخ 21 مارس 2019م الساعة الثانية عشر ظهراً خرج هشام عبدالناصر 21 عاماً من منزله الكائن في وادي المدام في المدينة القديمة لشراء احتياجات المنزل من البقالة المجاورة لمنزله وتم قنصه أمام باب منزله من قبل قناص تابع للحشد الشعبي متمركز في مدرسة ثانوية تعز الكبرى، تبعد 350 مثر قريباً عن منزل الضحية”
ويوضح قائلاً “أصيب بطلقة قناص في القلب وحين خرج أخوه الأكبر رشدي (29سنه) لإسعافه تم قنصه أيضاً من نفس المكان (ثانوية تعز الكبرى)، أصيب أيضاً بطلقتين في القلب أردته قتيلاً وحين قام جارهم يحيى الصنعاني ( 33سنه ) بمحاولة إسعافهم تم قنصه كذلك من قبل نفس القناصين المتمركزين في المدرسة، أصابته طلقة نارية في رقبته توفى على إثرها”.
ويستطرد ش.ع.أ “المدينة القديمة من فترة 18 إلى 23 مارس 2019م عاشت أوضاعاً مأساوية صعبة من نقص الغذاء والماء الصالح للشرب ونقص الدواء وعدم القدرة على إسعاف المصابين خارج المدينة القديمة بسبب منع مليشيات الحشد الشعبي للمسعفين بإسعاف الجرحى”
ْويوضح أن الكثير من الأسر داخل المدينة نزحت إلى أماكن أخرى خوفاً على حياتهم من نيران مليشيات الحشد وقناصيها، تاركين منازلهم لافتاً أن النساء والأطفال أصيبوا بالذعر نتيجة للضرب الكثيف والعشوائي على المدينة.
ويشير إلى أن حواجز المنع التي فرضتها عناصر الحشد الشعبي على مداخل ومخارج المدينة حالت دون السماح لأعمال الاسعافات للجرحى في وقتٍ كانت فيه الأحياء السكنية تكتوي بلهيب نيران القصف العشوائي من جميع الاتجاهات حد وصفه.
يضيف “كانت الأحياء السكنية والحارات في منطقة وادي المدام من أكثر الأحياء في المدينة قد تعرضت للهجمات المسلحة طيلة أيام القصف وكان أشدها يومي 22 – 23 من شهر مارس 2019م مما ضاعف المعاناة عند الأهالي في تلك الأحياء نظراً لقرب بعض المواقع التي تشن الهجمات المسلحة كموقع قلعة القاهرة وحي العقبة وموقعي مبنى محكمة الاستئناف
ومبنى مدرسة تعز الكبري الصادرة منهما نيران أعمال القنص”.
عند الثالثة فجر الجمعة 26 أبريل 2019م تعرض منزل المواطن “ع.م.ل” لعديد من الطلقات من لاعتداء مسلح من قبل عناصر مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية وأصيبت طفلته مشيرة “12 عاماً” بشظايا قذيفة في الفخذ الأيسر.
يقول “ع.م.ل” صحوت عند الثالثة فجر ذلك اليوم على أصوات الأسلحة المتنوعة بعد أن عاودت عمليات القصف مجدداً على حينا والتي كانت تنهمر على منزلي كالمطر وأصيبت ابنتي مشيرة بشظايا قذيفة في الفخذ الأيسر”.
ويواصل القول “تم ترويع الأطفال والنساء القاطنين في المنزل “4 أطفال و6 نساء ” وإحداث أضرار مادية فيه وكان يتم القصف من على أسطح المباني الواقعة في شارع العواضي على بعد 150 مترا تقريباً من منزلي”.
ويوضح “المجاميع المسلحة قامت بعملية القصف بقذائف الأسلحة الثقيلة باتجاه باب المدينة القديمة “باب موسى” أدت إلى خلعه وإحداث فجوات في محيطة لتتم بعد ذلك عمليه الاقتحام والانتشار بداخل المدينة”
“تراوح عدد المهاجمين حينها ما بين “70 إلى 100” مسلح يرتدون الزي المدني أغلبهم ملثمون ولم أر أشخاصاً يرتدون الزي العسكري مع المسلحين
المقتحمين للمدينة إلا بعد ثلاثة أيام من عملية الاقتحام حيث تمت مشاهدة القوات النظامية في المدينة” يضيف “ع”.
“ع” أشار في حديثه إلى حدوث عملية نزوح لجيرانه نتيجة عمليه الاقتحام من قبل هذه العناصر المسلحة والقصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة
على المديئة القديمة، لكنه نفى معرفته بحدوث عملية تهجير قسري للسكان وقتها.
ابنته مشيرة 12 عاماً تدرس في الصف السابع الأساسي أصيب فخذها بشظية قذيفة اخترقت منزلهم جراء الإعتداء المسلح عليه وأطلقها ملسحوا الحشد الشعبي.
تقول مشيرة “بعد أن عادت أصوات القصف على الحي كنت حينها مستلقية في غرفتي عند الثالثة وعشر دقائق، فجأة اخترقت نافذة الغرفة التي أنا فيها شظية أصابتني في فخذ رجلي اليسرى”.
صرخت مشيرة من شدة الألم وكانت الدماء تتساقط بكثرة من مكان الإصابة وتعرضت لنزيف مع تصاعد أصوات الأسلحة التي كانت تسمعها من أماكن متعددة.
“أصبت بالرعب والخوف الشديدين مع أفراد عاتلتي وكنا جميعاً مرتبكين وعلى الفور أخذني والدي لإسعافي الى المستشفى، لكننا لم نستطع الخروج من باب المنزل نظراً لتواجد تجمعات المسلحين، كانوا منتشرين في الممر الرئيسي لمدخل المدينة وبمحيط منزلنا فرجعنا مرة أخرى الى المنزل وأنا في حالة نزيف مع ألم شديد” تصف مشيرة حالتها حينها.
وتستطرد “تم إخراجي بعد محاولات عديدة من نافذة الحمام جهة المنزل الخلفية حيث لا يتواجد أحد من المسلحين هناك، رفقة والدي وشقيقي الأكبر اللذان اتجها بي إلى مستشفى الثورة بعد نزيف لمدة نصف ساعة داخل المنزل”.
تضيف “عند وصولنا المستشفى خضعت للإسعافات الأولية وبعدها تم حجزي في المستشفى تحت العلاج والرقابة الطبية اللازمة لمدة سبعة أيام وغادرت المستشفى الى منزلنا بحي (باب موسى)”.
وخلال الأسبوع الأخير من شهر مارس تعرضت المدينة القديمة بتعز لحصار خانق واستهدفت منازل المواطنين أسلحة الحشد الشعبي وقذائفهم.
يقول م.ي.م “تعرض منزلي الكائن في وداي المدام في المدينة القديمة لعملية استهداف بقذائف (ر بي جي ) وعملية قنص من المواقع والمباني التي كانت تتمركز فيها مليشيات الحشد الشعبي وقناصوها في حي العقبة والمتمركزة على أسطح مبنى محكمة الاستئناف في حي الجمهوري”.
جراء القصف أصيب طفليه ” إبراهيم 9 أعوام، وعبد الرحمن 4 أعوام” في اليد والرجل إصابات مختلفة وقام بإسعافهم إلى حانوت في المدينة القديمة استخدم كعيادة اسعاف اولية أثناء الاعتداء على المدينة القديمة.
يقول “قمنا بإخراج أطفالي للوصول الى هذه العيادة الإسعافيه بصعوبة بالغة خوفاً من عملية القنص من قبل العناصر المسلحة التي تريد اقتحام المدينة، وكانوا يستهدفون المسعفين”.
وويزيد بالقول “كون إصابة طفلي إبراهيم كانت خطيرة قمنا بإسعافه إلى مستشفى الثورة الساعة 12 ظهراً ثاني أيام الهجوم على المدينة ، مررنا بالحواري الضيقة أثناءإسعافه إلى مستشفى الثورة الذي يبعد أكثر من 3 كيلو متر عن المدينة القديمة”.
ووفقاً له تمت عملية إخراج الطفل الجريح بطريقة مموهة حتى لا يتعرضوا للقنص أثناء الإسعاف “تحاشينا المرور في الأبواب الرئيسية للمدينة التي كانت تحاصرها المليشيات المسلحة من كل الجهات”.
يضيف ” تم منع خروج الجرحى من المدينة القديمة التي تعاني من عدم وجود مستشفيات متخصصة فيها، ثم بعد ذلك تم نقله الى محافظة عدن لاستكمال علاجه”.
زوجة المواطن م.ي.م كانت حاملاً في شهرها التاسع ونتيجة إصابتها بالخوف والهلع حصلت لها عوارض مرضية أدت إلى تأخر ولادتها لمدة شهر.
حصلت عملية الولادة أثناء الاعتداء الثاني على المدينة في شهر إبريل من نفس العام 2019م ونتيجة تعرض الأم لأذىً نفسي وجسدي توفي مولودها مباشرة بعد عملية الولادة.
يقول م.ي.م “حتى هذه اللحظة لاتزال زوجتي تعاني مما حصل وتمر بظروف نفسية وصحية صعبة وحالتها تسوء يوماً بعد يوم، أطفالي أيضاً الذين اصيبوا أو الآخرين يمرون بظروف نفسية سيئة ، كنت أنا وأطفالي الأربعة مجتمعين في إحدى الغرف خوفاً من القنص والضرب، ولكن أيادي الغدر والإجرام أبت الإ أن تكوينا بجرائمها”.
” لقد تعرض إثنان للإصابة كما أشرت سابقاًوتعرض الآخران لأمراض نفسية ،خوف ورعب وهذيان أثناء النوم، وتعرض منزلي لأضرار مادية مختلفة سواء جدران المنزل التي اخترقتها القذائف أو النوافذ التي تعرضت للتكسير نتيجة القنص وحتى الأجهزة الكهرباتية ( تلفزيونات وغيرها ) أُتلفت نتيجة وصول القذائف لها وإحراقها.
ووفقا له كان عدد المسلحين الذين هاجموا المدينة من جهة جولة وادي المدام ما بين ” 40 إلى 50″ مسلحاً يرتدون الزي المدني والبعض منهم كان ملثماً.