احتجاجات تعز “محدودة المطالب”
مازالت احتجاجات تعز محدودة المطالب، وسقفها منخفضا، وشعاراتها منتقاه سياسيا، وفعلها الأسبوعي يزول فور إعلان بيان التظاهرة على عتبات بوابة مقر غطاء المافيا.
أدرك طبيعة الوضع واستعداد المافيا للتنكيل بمن يجرؤ على الاقتراب من رأس الفساد في المؤسسات أو تسمية المتاجرين بالدماء والمآسي، ولكن كسب ثقة الشارع تحتاج إلى شمولية المطلب ووضوح الهدف.
من يريدها ثورة لا بورة، فليعيد قراءة تجربة 11 فبراير، والاستفادة من دروسها القاسية، وحتما سيصل إلى قناعة بضرورة إطلاق رؤية ثورية، وتحديد أدواتها، ورسم مساراتها، وتحصين كيانها الثوري من الاختراقات الأمنية والتأثيرات السلطوية.
إذا وجد الثائر الحقيقي غير المدجن ستكون ثورة شعبية تجتاح أوكار عصابات الفساد، وتسقط رأس المافيا، وتقلب طاولة المحاصصة على رؤوس قادة الأحزاب والجماعات، وتعيد زمام المبادرة إلى الشارع لا غرف الهوامير.
فالثورة الحقيقية، تندفع كالاعصار ولا تهب للحظات كالرياح، تعم ولا تخصص، تزيح الكل ولا تنتقي، تدفع اللصوص للهروب وليس للحديث عن نظافة البطن، تطرح البديل ولا تكون سلما لمن تريد المافيا فرضهم بدلا عمن انكشف من أدواتها.
ما يحدث حاليا – رغم حسن نوايا بعض الشباب – ليس أكثر من تنفيس غضب تحت بصر جهات فاسدة ومجرمة تعلم بأنها العدو الأول للناس، والهدف الوحيد لأي فعل ثوري شعبي حقيقي غير مقطرن بالكهنوت والخرافات، ومقيد بالاختراقات والمحاذير.
ويثير الضحك من يقولون لنا اليوم كما قالوا في ربيع 2011، لا داعي لمعاداة الأحزاب على أنها أحزاب مدنية محترمة يجب صونها وليست عناوين كبرى للخيانة والارتزاق، وأغطية جماعات متطرفة وعصابات إجرامية، ويتفقون على حرف مسار الغضب الشعبي لتحقيق أهدافهم هم وليس الاهداف الشعبية.