فساد منظم وعقارات فاخرة.. محاكمة أبناء علي عبد الله صالح في فرنسا

يواجه نجلا الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح محاكمة أمام القضاء الفرنسي في باريس خلال سبتمبر 2026، بتهم تتعلق بغسل أموال عامة مختلسة والانخراط في شبكة فساد منظم، على خلفية اقتناء عقارات فاخرة داخل العاصمة الفرنسية.

متابعات خاصة-“تعز اليوم”:

وبحسب ما كشفته صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، فإن القضية ترتبط بعمليات شراء ثلاث ممتلكات عقارية بين عامي 2005 و2011، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 16 مليون يورو، شملت شققًا في أحد أرقى أحياء باريس، إضافة إلى قصرين في الدائرة السادسة عشرة.

التحقيقات، التي انطلقت عام 2019 بناءً على طلب من السلطات السويسرية، اعتمدت بشكل أساسي على تقارير فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، والتي تحدثت عن ثروة هائلة جمعها علي عبد الله صالح خلال فترة حكمه الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود، عبر منظومة فساد شملت صفقات النفط والغاز والأسلحة، إلى جانب مشاريع وهمية.

ووفق الملف القضائي، رصد المحققون الفرنسيون تحويلات مالية تجاوزت 30 مليون دولار، نُقلت من اليمن إلى حسابات أحمد صالح بين عامي 2009 و2011، ويُشتبه باستخدامها في تمويل شراء العقارات.

وقد أدت هذه التحقيقات إلى مصادرة بعض الممتلكات واسترجاع قرابة نصف مليون يورو من حساباته.

كما تشير النيابة الفرنسية إلى دور محوري لخالد صالح، الشقيق الأصغر، الذي يُشتبه بأنه تولّى إدارة عمليات غسل الأموال بعد فرض إجراءات تجميد على أصول والده وشقيقه الأكبر في أعقاب عامي 2014 و2015.

في المقابل، يرفض نجلا صالح جميع الاتهامات، مؤكدين أن الأموال محل الجدل مصدرها هدايا من قادة دول، ويقول أحمد صالح إن الحرب أدت إلى ضياع المستندات التي تثبت ذلك.

وتُصنّف هذه القضية كأحد أبرز ملفات الفساد العابرة للحدود التي تنظر فيها المحاكم الفرنسية، في وقت تعيد فيه فتح ملف ثروة الرئيس اليمني الأسبق التي خضعت لتحقيقات دولية طويلة دون حسم نهائي.