ماذا سيحدث إذا أصبح البحر الأحمر آمناً مرة أخرى أمام السفن التي دخلت الحظر اليمني ؟
متابعات-“تعز اليوم”:
أجاب على هذا السؤال الخبير في مجال الشحن “مارك فان هارين”، في ندوة نشرها موقع “هورتيديلي” المتخصص في الشحن البحري،والتي يمكن تفصيلها على النحو التالي:
أولا: لن تكون العودة إلى استخدام الطريق فورية وبصورة شاملة، بل ستتم على مراحل وتكون حذرة. حيث لاحظ الخبير أن بعض شركات الشحن بدأت بالفعل في استكشاف إمكانية العودة، مثل شركة “CMA CGM” التي فتحت بعض الطرق من الشرق الأوسط إلى البحر المتوسط، وأعلنت عن خطط لطرق جديدة من الشرق الأقصى إلى أوروبا… لكنه يشير إلى أن هناك فارقاً بين الظاهر والواقع؛ فغالباً ما تظهر سفن في أنظمة التتبع وكأنها تتجه نحو البحر الأحمر، ولكنها في اللحظة الأخيرة تستمر في الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، مما يعكس حالة من الحذر وانتظار تأكيد الاستقرار.
وأضاف: بإنه ومع تعزيز استقرار الوضع في المنطقة، فإن الاحتمال الأكبر هو أن يصبح البحر الأحمر طريقاً معتمداً ومألوفاً للملاحة مرة أخرى خلال العام المقبل (2026).
هذه العودة ستعيد الطريق الأقصر والأكثر كفاءة من حيث زمن الرحلة وتكلفة الوقود إلى الخدمة، بعد فترة من الاضطرار إلى استخدام الطريق البديل الأطول بكثير حول أفريقيا.
وأشار إلى أن إعادة فتح الطريق لن تكون بمثابة حل سحري دون عواقب، بل ستخلق تحدياً لوجستياً ضخماً في الطرف الآخر من الرحلة، أي في الموانئ الأوروبية.
السبب في ذلك هو مشكلة التزامن…خلال الحظر المفروض على الكيان في البحر الأحمر، من قبل الجيش اليمني كانت السفن تبحر عبر رأس الرجاء الصالح، مما كان يضيف ما بين 10 إلى 20 يوماً إضافياً إلى مدة رحلة الشحن من آسيا إلى أوروبا.
هذا الاختلاف في المدة كان يعني أن السفن كانت تصل إلى الموانئ الأوروبية موزعة على فترات زمنية متباعدة نسبياً. لكن مع العودة إلى الطريق الأقصر عبر البحر الأحمر، ستختصر مدة الرحلة بشكل كبير. والنتيجة الخطيرة هي أن العديد من السفن التي أبحرت في أوقات متقاربة من آسيا ستجد نفسها تصل إلى موانئ مثل روتردام وأنتويرب وهامبورغ في نفس الفترة الزمنية تقريباً، وكأنها “قطار طويل من السفن” يصل دفعة واحدة.
مؤكدا بأن هذا التدفق المكثف والمتزامن للسفن سيولد ضغطاً هائلاً وغير مسبوق على البنية التحتية للموانئ الأوروبية بحيث لن تتمكن أرصفة التفريغ، وعربات النقل، والمخازن، والعمالة من استيعاب هذا العدد الكبير من السفن والحاويات في وقت واحد.
مما سيؤدي حتماً إلى: تأخيرات طويلة في انتظار السفن للحصول على رصيف للتفريغ واختناق في ساحات الموانئ بسبب تراكم الحاويات الواردة بكميات تفوق قدرة المعالجة حيث سيتأخر وصول البضائع إلى المستوردين وتجار التجزئة، مع احتمالية حدوث نقص في السلع، خاصة سريعة التلف مثل الفواكه والخضروات التي تتم مناقشتها في المقال.
باختصار، إجابة الخبير تحول الانتباه من التركيز على الفرحة بعودة الأمن في البحر الأحمر إلى التنبيه بأزمة لوجستية كبرى قد تنتج عن هذه العودة إذا لم يسبقها تخطيط استباقي ذكي.
نقلا عن منصة “رادار 360” على “إكس”.