أمريكا تتهم شركة صينية بتقديم الدعم للحوثيين لاستهداف السفن الأمريكية
نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن شركة “تشانغ قوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية المحدودة” (CGSTL)، وهي شركة صينية مرتبطة بالجيش الصيني، تقدم الدعم للحوثيين في اليمن من خلال تزويدهم بصور أقمار صناعية تساعدهم على استهداف السفن الحربية الأمريكية والسفن الدولية في البحر الأحمر.
متابعات-“تعز اليوم”:
وبحسب المسؤولين الأمريكيين، حذرت الولايات المتحدة الحكومة الصينية عدة مرات من الدور الذي تقوم به شركة “CGSTL” في دعم الحوثيين، ودعتها إلى اتخاذ إجراءات للحد من ذلك.
وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: “لقد أثارت الولايات المتحدة مخاوفها بشكل خاص عدة مرات مع الحكومة الصينية بشأن دور شركة CGSTL في دعم الحوثيين من أجل دفع بكين إلى اتخاذ إجراءات”
وأضاف المسؤول أن الصين “تجاهلت” تلك التحذيرات، واعتبر تصرفات الشركة الصينية و”دعم بكين الضمني” دليلاً على “ادعاءات الصين الفارغة بدعم السلام”.
وقالت الصحيفة جاء القلق الأمريكي بشأن شركة CGSTL في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترًا متزايدًا، حيث تم فرض رسوم جمركية ضخمة على الواردات الصينية في إطار حرب تجارية مستمرة.
ووفقًا للتقرير، فإن الولايات المتحدة قد كثفت من هجماتها ضد الحوثيين في اليمن في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك تنفيذ ضربة عسكرية كبيرة كانت محط تسريبات “سيجنالجيت” التي أشارت إلى تصعيد الحملة الأمريكية ضد الحوثيين. ومع ذلك، رغم تلك الهجمات، لا تزال الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن الحوثيين يشكلون تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي.
وقد طلبت إدارة بايدن سابقا من الصين استخدام نفوذها لدى إيران للضغط على الحوثيين ووقف دعمهم العسكري. ولكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أنهم لم يروا أي دليل على أن الصين قد اتخذت أي خطوات حقيقية في هذا الصدد.
وأشار التقرير إلى أن شركة CGSTL قد خضعت للتدقيق الأمريكي من قبل، حيث تم فرض عقوبات عليها في عام 2023 بسبب تقديم صور عبر الأقمار الصناعية لمجموعة “Wagner” الروسية، التي دعمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا. وقد تأسست شركة “CGSTL” في عام 2014 كمشروع مشترك بين حكومة مقاطعة جيلين وفرع الأكاديمية الصينية للعلوم في مدينة تشانغتشون، عاصمة المقاطعة.
ويُعرف أن الشركة الصينية هي واحدة من عدة شركات الأقمار الصناعية “التجارية” التي تعتبر جزءًا من النظام العسكري-المدني في الصين. حيث يتعين على الشركات الصينية، بموجب سياسة “الاندماج العسكري المدني”، مشاركة التكنولوجيا مع الجيش الصيني عند الطلب. الصحيفة نقلت عن الخبير العسكري جيمس مولفينون،قوله أن شركة “CGSTL” تربطها علاقات وثيقة بالحكومة الصينية، وقد قدمت في وقت سابق تقارير إلى كبار المسؤولين العسكريين الصينيين حول تطبيقاتها الخاصة بالاستخبارات العسكرية. وتخطط الشركة الصينية لإطلاق 300 قمر صناعي بحلول عام 2025، ما يمكنها من التقاط صور عالية الدقة لأي موقع في العالم كل 10 دقائق.
وفيما يخص التوترات الحالية في البحر الأحمر، أشار المسؤولون الأمريكيون للصحيفة إلى أن هذا التهديد يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة. وصرح مسؤول أمريكي قائلًا: “ينبغي لبكين أن تأخذ هذه الأولوية على محمل الجد عندما تفكر في أي دعم مستقبلي لشركة CGSTL”.
وأكدت الصحيفة أن المخاوف الأمريكية تزداد بشأن دور الصين في تقديم الدعم العسكري غير المباشر للحوثيين، مما يزيد من تعقيد الوضع في البحر الأحمر ويعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.