تعز اليوم
نافذة على تعز

مجلة أمريكية: الحملة ضد الحوثين تكلف مليارات وتستنزف ترسانة السلاح دون جدوى

سلطت مجلة أمريكية، الأربعاء، الضوء على المخاوف المتزايدة داخل وزارة الدفاع الأميركية والكونغرس من الاستنزاف الكبير الذي تتعرض له مخزونات الأسلحة الأميركية نتيجة الحملة العسكرية المستمرة ضد القوات المسلحة في اليمن.

متابعات-“تعز اليوم”:

ونشرت مجلة The American Conservative،  تقريراً مطولاً، جاء فيه: أن “الحملة التي يخوضها الجيش الأميركي منذ أكتوبر 2023 تُعد واحدة من أكثر العمليات استنزافًا للذخائر الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، رغم أن أسماهم التقرير “الحوثيين” لا يُقارنون من حيث القدرات العسكرية بخصوم محتملين للولايات المتحدة مثل الصين أو روسيا.

ونقلت المجلة عن مسؤولين في البنتاغون أن الضربات الجوية والصاروخية المكثفة ضد اليمن لم تحقق أهدافها، مشيرة إلى أن الغارات لم تتمكن من تدمير الترسانة الصاروخية اليمنية أو إيقاف هجمات الطائرات المسيّرة التي تستهدف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وفي هذا السياق، نقلت المجلة عن مصدر في الكونغرس أن مسؤولاً رفيعاً في البنتاغون أبلغ مساعديه بأن البحرية الأميركية وقيادة المحيطين الهندي والهادئ “تشعران بقلق بالغ” من سرعة استهلاك الذخائر في اليمن.

وتتراوح تكلفة هذه الصواريخ بين 2 و12 مليون دولار للصاروخ الواحد، ما يجعل استخدامها ضد طائرات مسيرة لا تتجاوز قيمتها الألف دولار، خطوة “غير فعالة من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية”، بحسب التقرير. وفي يناير، كشف نائب الأدميرال بريندان ماكلين أن البحرية أطلقت نحو 400 ذخيرة مختلفة ضد الحوثيين، من بينها 120 صاروخ SM-2، و80 صاروخ SM-6، و160 طلقة مدفعية، وصاروخ SM-3 واحد، إضافة إلى صواريخ AGM-154 وAGM-158 باهظة الثمن.

قاذفات شبح ومدمرات ضد أهداف بدائية 

ويقدّر المحلل الدفاعي مارك كانسيان أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 3 مليارات دولار حتى الآن على هذه الحملة، منها مليار دولار على الذخائر والتشغيل في المرحلة الأخيرة فقط، ما أثار تحذيرات داخلية من التأثير السلبي على جاهزية القوات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقالت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في منظمة “أولويات الدفاع”، إن حجم الالتزام العسكري الأميركي في البحر الأحمر لا يتناسب مع حجم المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. أما دان جرازيير، مدير برنامج إصلاح الأمن القومي في مركز ستيمسون، فوصف الأمر بـ”الحماقة الاستراتيجية”، منتقدًا استخدام ترسانة باهظة الثمن ضد جماعة مسلحة صغيرة.

وأكد جرازيير أن الجيش الأميركي بحاجة إلى قوة أكثر توازناً تستطيع التصرف بكفاءة في النزاعات منخفضة الحدة، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تكمن في الاستهلاك فقط، بل في عدم القدرة على تعويض المخزون، نظرًا لاعتماد الصناعات الدفاعية الأميركية على سلاسل توريد عالمية متعثرة.

منذ أكتوبر 2023، بدأت القوات اليمنية بتنفيذ عمليات عسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، ردًا على العدوان الإسرائيلي على غزة. وقد توسعت هذه العمليات تدريجياً لتشمل السفن الأميركية والبريطانية، بعد تدخل واشنطن ولندن عسكريًا لقصف مناطق يمنية بهدف وقف الهجمات البحرية، وبعد وصول ترمب للبيت الأبيض من جديد في يناير ٢٠٢٥ جدد الحملة العدوانية ضد اليمن منذ منتصف مارس الماضي بشكل أعنف وأكثر عدوانية مما كانت عليه الهجمات في عهد بايدن التي استمرت من يناير حتى ديسمبر ٢٠٢٤.

ورغم الضربات الجوية الأميركية المكثفة، تمكنت صنعاء من الحفاظ على وتيرة الهجمات، وتوسيع نطاقها ليشمل المحيط الهندي وبحر العرب وبعد عسكرة الولايات المتحدة وبريطانيا للبحر الأحمر زادت حالة اضطراب خطوط التجارة العالمية ما دفع عشرات شركات الشحن إلى تغيير مسارها. وقد كشفت تقارير متعددة أن الأسلحة اليمنية المستخدمة في هذه العمليات تتميز بالفعالية والذكاء في التكتيك، ما شكل مفاجأة للجيش الأميركي، الذي يخوض هذه الحرب منفردًا تقريبًا بعد تراجع الدور البريطاني.

وتشير تقارير غربية، بينها ناشيونال إنترست وفايننشال تايمز، إلى أن فشل واشنطن في ردع الحوثيين كشف خللاً استراتيجيًا في بنية الردع الأميركية، وفتح الباب أمام خصوم مثل الصين وإيران وروسيا لاختبار القدرات الأميركية في مناطق أخرى.

قد يعجبك ايضا