كثيرة هي الأسباب التي تجعل نوايا المستعمرين مبيته لكل بلد منهك بسبب الحروب ،والأزمات المتواصلة، ويمتاز بتضاريسه الجغرافية ومكانته الحضارية، وما يكتنزه من ثروات هائلة، وموقعة الاستراتيجي، ذات الأهمية الكبيرة على الخارطة.
على رأس هذه البلدان الجمهورية اليمنية التي جعلت عيون الكثير من القوى الاستعمارية شاخصة أبصارها، لما تمثله من رقعه جغرافية جعلها الله جوهرة ثمينة في الكرة الأرضية الواسعة.
وتقع محافظة سقطرة والمهرة في أهم المواقع اليمنية التي سالت لعاب القوى الاستعمارية عليها منذ عقود من الزمن، سوا تلك القوى الأقليمية والدولية، او عن طريق أدواتها المحلية .
الاطماع الكبيرة تلك تفسرها هذا التحرّك الإماراتي والسعودي، نحو جزيرة سقطرى اليمنية، والتي ابرز اسبابها الموقع الاستراتيجي للجزيرة التي جعلها تتربع على رأس أطماع ولي العهد الإماراتي ، وولي العهد السعودي ، والذين يسعيا بادواتهما المختلفة لفرض سيطرتهم عليها ،على الرغم من خلوها من اي تواجد حوثي او تنظيمات إرهابية.
لم تهتم الإمارات منذ اليوم الأول للحرب على اليمن بما يحصل في الشمال، بل حاولت السيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي لتعطيله، كما كان الحال قبل العام 2011.
وفي محافظة سقطرة تتطلع الدولتان لبناء ميناء استراتيجي في هذه الجزيرة، ولا سيّما في ظل الميناء الذي تعمل الصين على بنائه في باكستان ويعدّ منافساً قوياً لميناء جبل علي. ، حيث تعمل الامارات جاهدة لبناء الميناء لصالحها كبديلا عن ميناء جيبوتي والصومال التي طردت منه مؤخرا .
ويعدّ النفط أحد الأطماع الاقتصادية الأخرى، خاصة بعد أن كشفت خريطة القطاعات النفطية الصادرة عام 2013م عن هيئة الإنتاج والاستكشافات النفطية أن مساحة القطاعات النفطية البحرية لجزيرة سقطرى(200.000) كيلو متر مربع، بينما مساحة الجزيرة (3.796) كيلو متر مربع، يعني 52 ضعف مساحة سقطرى .
ليس هذا فحسب ، فموقع سقطرى والمهره الاستراتيجي ، ومناخها الذي ميزه الله عن سائر بلدان العالم ، جعل من هذه الدولة ، تلعب دور الوصي باستعادة شرعية اليمن ، مقابل استحواذها على جزء وموانئ اليمن ، خاصة مع ضعف دور الحكومة الشرعية ، وعدم قدرتها على فرض امر واقع يجعلها تتصدر المشهد ، بدلا عن التشكيلات العسكرية الاخرى للي تسعى لفرض سيطرتها كبديل عن الجيش وحكومته الشرعية .
وهذا لا يعني أن ابناء اليمن وابناء سقطرة والمهره سيقفون عاجزون عن ردع أي مطامع ونوايا استعماريه مبيته ، لاي دولة ، سواء بوضعهم للحالي ، او مع مرور الأيام في الوصول إلى دولتهم القوية التي ستستعيد زمام كل شي لصالح بلدها ووحدة اراضيها .