إهمال يقود إلى الوفاة.. واقع ومعاناة نزلاء السجن المركزي في تعز
لم يكن نزيل الإصلاحية المركزية أو ما يعرف بالسجن المركزي في مدينة تعز الذي توفي مساء الأحد الماضي، هو النزيل الأول الذي يفقد حياته نتيجة للإهمال والفساد والجرائم المنظمة التي تحدث داخل السجن سيء الصيت.
خاص-“تعز اليوم”:
النزيل الذي تفاقمت حالته جراء اهماله من قبل إدارة السجن، كان قد سبقه نزيلين اثنين في شهر سبتمبر من العام 2022، كما كشفت موجه من نزلاء السجن إلى النائب العام للمطالبة بالتحقيق.
النزلاء الثلاثة، سبقهم في نوفمبر من العام نفسه، النزيل عبد السلام محمد صالح من سكان مدينة تعز، والذي كان محتجز على ذمة قضية خلاف مع شقيقه، وتوفي بعد ساعات من رفض إدارة السجن اسعافه لتلقي العلاج.
حينها قالت مصادر مقربة من أسرته، أنه” ظل يناشد ويستنجد الإدارة لنقله إلى مستشفى لأكثر من ساعات قبل وفاته وهو بحالة صحية حرجة ويعلو صياحه المكان، دون أن يلتفت إليه أحد”.
في السجن المركزي أيضا حدثت العديد من جرائم التصفيات منها ما تم كشفه للإعلام ومنها ما لم يتحدث عنه أحد، فبحسب الناشطة أروى الشميري، فقد تعرض السجين صلاح الأسدي لمحاولة قتل من قبل 2 من السجناء داخل السجن المركزي في الـ24 من مارس 2022، بتواطؤ من إدارة السجن التي رفضت فتح تحقيق بشأن الحادثة.
وكانت المحامية نبيلة الجبوبي، في وقت سابق، قد نشرة صورة لسجين وعليه آثار تعذيب، مشيرة إلى كونها” تفاجأت عند زيارتها لاحد السجناء في السجن المركزي بتعز، بتعرضه للتعذيب الوحشي والعنيف كما هو واضح في جسده جراء ضرب مبرح”.
الانتهاكات بالسجن طالت القضاة أيضا، فقد تعرض قاضي محكمة جبل حبشي، القاضي فضل الكمالي، ، اثناء حضوره إلى السجن لعقد جلسات بقضايا نزلاء للسجن، للاعتداء من قبل ادارته وتم طرده من المحكمة.
نزلاء السجن كانوا قد كشفوا، في مناشدات عديدة، أن الإصلاحية تحولت إلى مرتع للثعابين والافاعي الخطيرة، وأنهم يعانون من نقص الغذاء وعدم صلاحيته ونقص المياه وانتشار الامراض والفطريات نتيجة لإهمال النظافة، لكن مناشداتهم لم تلق أذانا صاغية من قبل السلطات الأمنية في تعز وسلطات مجلس القيادة الرئاسي، وما زال الإهمال سيد الموقف.