“حتى لا تخسر فوائد صيامك”.. نصائح غذائية وطبية
ينتظر ملايين المسلمين قدوم شهر رمضان للحصول على أجر صيامه، وتحسين صحتهم إذا ما تم بطريقة صحيحة؛ فهو يقلل الوزن وعوامل الالتهابات، ويخفض نسبة السكر في الدم، وكذا بناء خلايا جديدة، وغيره.
لكن في المقابل، تؤدي العادات غير الصحية في رمضان إلى نتائج عكسية، منها: زيادة الوزن، ورفع السكر، وزيادة مستوى ضغط الدم عن الحد الطبيعي، وكذلك حدوث مضاعفات، أو أمراض أخرى عديدة.
متابعات-“تعز اليوم”:
عادات خاطئة
يؤكد مروان البكري -استشاري أمراض الباطنية والقلب- على أهمية اتباع الصائم نظاما غذائيا متزنا، بما يتناسب مع حالته الصحية، وتجنب الأكلات المالحة؛ كونها ترفع الضغط، والابتعاد عن الشاي والقهوة، والمواد التي تحتوي كافيين؛ لأنها تؤدي إلى زيادة إدرار البول، وفقدان سوائل الجسم، وبالتالي التأثير السلبي على الكلى.
وفي حديثه لـ”بلقيس”، ينصح كذلك الصائمين بتجنب الزيوت والدهون والأطعمة الدسمة والحارّة، والاتزان بكمية الطعام، وعدم الأكل حتى التخمة، حتى لا يصاب الشخص بمشاكل في الجهاز الهضمي، وتراكم الدهون بالدم.
وحذّر البكري من النوم عقب الأكل مباشرة؛ كونه يؤدي إلى سوء هضم، ومشاكل عديدة بالجهاز الهضمي، وتراكم دهون الدم التي تؤثر على صحة القلب.
– نظام متوازن
أخصائية التغذية سارة سمير العبسي تفيد بأن التغيرات الكثيرة، التي تحدث في جسم الصائم، تتطلب نظاما غذائيا صحيا يحتوي على جميع العناصر الغذائية الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن، ليتمتع الجسم بالصحة الجيدة.
ولذلك فهي تنصح بتناول الإفطار على مرحلتين، الأولى تبدأ بالتمر والماء، ثم الحساء، وهو أمر يساعد على التحكم بكمية الطعام التي يتناولها الصائم، أما الثانية فتتضمن الطبق الرئيسي، وتكون بعد إتمام صلاة التراويح.
وتشير إلى أن ثمرة واحدة من التمر متوسطة الحجم يمكن أن تكون بديلا عن حصة فواكه، إذ توفر 50 سعرة حرارية، مضيفة: “يمكن للصائم أن يتناول 3 تمرات، ويفضل عدم تناولها مع فواكه أخرى بنفس الوقت”، كما ترى أن السمبوسة يمكن أكلها ولكن مشوية بالفرن، وليست مقلية بالزيت.
ومن وجهة نظر أخصائية التغذية، يجب أن تحتوي مائدة الإفطار على المواد الكربوهيدراتية المعقدة، مثل حبوب القمح والشوفان، والبقوليات كالعدس والدقيق والأرز؛ لأنها تعطي شعورا طويلا وسريعا بالشبع، كما أنها تستغرق حوالي 8 ساعات ليتم هضمها، بينما الأطعمة سهلة الهضم تحتاج ما بين 3-4 ساعات، أما الكميات فتعتمد على طبيعة النظام الغذائي الذي يتناسب مع كل شخص.
وبالنسبة للطبق الرئيسي، تعتبر أطباق اللحوم أو الدجاج أو الخضار المشوية أو المسلوقة أو المطهوة على البخار خيارات جيدة.
كما تشدد على أهمية مضغ الطعام جيدا، والمشي لمدة ساعة أو ساعتين بعد الإفطار، للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي، إضافة إلى الاهتمام بالسلطة الخضراء؛ لأنها تساعد على تنشيط حركة الأمعاء وتسهّل الإخراج، وتحمي من سرطان القولون.
أما عن كمية شرب الماء، فتذكر الأخصائية سارة أنها يجب أن تكون من 3 إلى 4 لترات، يتم تقسيمها على فترات ما بين الإفطار والسحور.
ولتجنب الإصابة بزيادة الوزن، تحث على تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون والكوليسترول، والحد من السكريات.
وفي السحور، لا تنصح سارة بشرب المنبهات والأطعمة المقلية والمملحة، لكنها تقترح تناول الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والتمر، للشعور بالشبع لساعات طويلة في النهار، محذّرة من خطورة إهمال هذه الوجبة والاعتماد على الفطور فقط؛ كون الصائم سيكون معرضا لانخفاض نسبة السكر في الدم، وبالتالي شعوره بالتعب والإرهاق والدوار والتشتت والجفاف أثناء النهار.
– تأثير خطير
وقد يواجه بعض المرضى الخطر بسبب الصيام أو يُمنعون منه؛ لتأثيره السلبي على صحتهم، وعن ذلك يذكر الطبيب البكري تلك الأمراض وهي: قصور عضلة القلب في المراحل المتقدمة، والفشل الكلوي الحاد، والفشل الكلوي المزمن من الدرجة الثالثة وما فوق، وكذا المرضى الذين هم على الغسيل الكلوي، وبالتحديد في أيام جلساتهم.
إضافة إلى ذلك، عقب زراعة الكلى أو القلب أو الكبد مباشرة “حديثا”، أو من لديهم جلطات دماغية أو بالساق “حديثة”، أو مرضى الغسيل البريتوني، وكذا الذين يعانون من السكر وستخدمون أنسولين أو من لديهم السكر النوع الثاني إذا ارتفع لديه عن 300 أو نقص عن 70، حسب البكري.
والحالات الأخرى هي -كما يضيف الاستشاري البكري- بعض الأمراض التي تؤدي إلى هبوط السكر المتكرر والإغماء مثل: إديسون، وبعض النساء الحوامل المصابات بالسكري، ومن هم في المراحل الأخيرة من أمراض الكبد والغيبوبة الكبدية.
وتابع: “كذلك بعض الأمراض الحادة، التي تسبب ضعفا كبيرا يمنع القدرة على الصيام كالإسهالات وفقدان السوائل، وكذا من يعاني من الوهن كمرضى السرطانات بخاصة في المراحل المتقدمة”، مشيرا إلى أنه يُمنع من الصيام المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية بالقلب، أو أي عضو آخر بالجسم، وتحديدا في الأيام الأولى من الجراحة.
ويحث كل مريض على مراجعة طبيبه الخاص قبل رمضان، لتحديد إمكانية صيامه من عدمه، وإعطائه النصائح اللازمة التي تساعده على الحفاظ على صحته، ولتغيير مواعيد العلاجات في ذلك الشهر في حال سمح له بالصوم.
– أسباب التحذيرات
أما عن سبب خطورة الصيام على تلك الحالات المرضية، فلكل مريض خصوصية. وعن ذلك يبيّن الاستشاري البكري أن مريض الفشل الكلوي الحاد ممنوع من الصيام؛ كونه يؤدي إلى نقص في تعاطى السوائل خلال ساعات الصيام، ونقص في السوائل على الكلى، يفاقم حالته، وتزداد خطورة ذلك بالفشل الحاد.
ومريض الفشل الكلوي المزمن من الدرجة الثالثة وما فوق، تؤدي ساعات الصيام الطويلة إلى عدم تناوله سوائل كافية ويؤثر على الكلى وعلى المعادن في الدم، مما يفاقم الحالة، فضلا عن أن مريض الغسيل الكلوي، من المفترض أن لا يصوم في أيام الغسيل أو الاستصفاء، فساعات الانتظار للغسيل مرهقة للمريض وصحته، علاوة على أنه يُعطى له سوائل وريدية تفسد الصوم ومثله مريض الغسيل البريوتوني الذي يحصل على جلست في المنزل؛ كونه يعطى له سوائل وريديه تفسد الصوم.
واستطرد: “مريض السكر الذي يستخدم حقن الأنسولين قد يدخل في هبوط سكر خلال ساعات الصوم، وكذا فإن مريض فشل أو قصور عضلة القلب في مراحله المتقدمة، قد يؤثر عليه الصيام سلبا، بسبب اختلال معادن وسوائل الجسم، ولضرورة أخذه العلاجات في وقتها، التي قد يكون بعضها مدرا للبول، وجميعها أسباب تؤكد أهمية حصولهم على رأي الطبيب قبل صيامهم”.
أما حالات الإسهالات الشديدة، فيتم منع المريض من الصوم؛ تجنبا لتأثر الكلى بسبب فقدان السوائل وبعض معادن الجسم؛ وتجنبا لدخول المريض في فشل كلوي حاد نتيجة لذلك؛ كون المريض يكون بحاجة لأخذ سوائل وريدية أو فموية.
يُذكر أن الرياضة والنوم والامتناع عن التدخين تُعد من الأمور التي تساعد على الحفاظ على صحة الجسم بشكل عام، وتحديدا في رمضان؛ للاستفادة كما يجب من الصيام.
المصدر: بلقيس نت.