توسع ظاهرة تخلي الأسر عن الأطفال الرضع في مدينة تعز
كشفت تقرير صحفي، الاثنين، عن توسع ملحوظ لظاهرة التخلي عن الأطفال الرضع من قبل أسرهم في مدينة تعز التي تسيطر عليها قوات الشرعية، لأسباب كثيرة منها ما هو مرتبط بتداعيات الحرب.
متابعات -“تعز اليوم”:
وبحسب تقرير نشره موقع بلقيس نت، فإنه خلال العام 2022، فقد بلغت عدد الحالات التي وصلت إلى مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة تعز، إلى 5 تقريبا، فيما ذكر مصدر مسؤول في المكتب، أن” جميع الأطفال تم إحالتهم من قِبل مديرة إدارة المرأة والطفل إلى الأسر البديلة، كما لفت إلى أن الحالات، التي يتلقاها المكتب، قليلة في الوقت الذي يتم التعامل مع الأطفال الذين تخلت عنهم أسرهم من قِبل الأشخاص، الذين عُثروا عليهم بشكل شخصي، ودون الرجوع إلى المكتب”.
وبضيف التقرير، في العاشر من يناير الماضي، عَثر مواطنون على طفل رضيع -مجهول الاسم- في شارع العواضي بوسط مدينة تعز، يذكر المواطن رأفت عبدالله (32 عاماً): “وجدنا الطفل بصحة جيدة، وملفوفا داخل ملابسه فقط، ولم نعثر بجانبه على وثيقة تحوي اسمه أو نسبه”، مضيفا “قام فاعل خير بتبنِّي الطفل، وأخذه إلى منزله”.
لم يحالف الحظ الطفل الرضيع، الذي عَثر عليه مواطنون، قبل ذلك بيوم واحد، ميتا في برميل للنفايات بأحد الشوارع المجاورة لمستشفى الثورة العام وسط المدينة، حسب الناشط لؤي العليمي.
وتداول ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) صورا؛ قالوا إنها للطفلين، معتبرِين تخلِّي أسرهم عنهم جُرما ومؤشرا إلى غياب الضمير الإنساني، والحال المأساوية التي آلت إليها معظم الأسر، وطالبوا السلطات المحلية والحكومة الشرعية بالتدخل.
– واقع
صباح راجح -قائمة بأعمال رئيسة اتحاد نساء اليمن في تعز- قالت: “إن الظاهرة انتشرت في الآونة الاخيرة بشكل كبير، وأن الأمر لا يتوقف عند الطفلين اللذين عُثر عليهما في يناير الماضي، فالعدد يفوق ذلك بكثير”، حد تعبيرها.
وذكرت صباح أنه “يتم رمي الأطفال الرُّضع في الشوارع، وأمام المستشفيات والجوامع والمنازل؛ إما لكونهم غير شرعيين، أو لأسباب أخرى، بينها غياب الاهتمام المجتمعي، وعدم تفرُّغ الناس لمتابعة مثل هذه القضايا”.
ولفتت إلى أن “الأمن غير مستتب، والمدينة محاصرة، ويستطيع الناس التخفي فيها، والوازع الديني ضعيف، ومتابعة الأسر خفَّت وتأثرت بالأوضاع الاقتصادية المتردية”.
وترأس صباح مركز إيواء رسمياً؛ مهمَّته الرئيسية استقبال الأمهات مع أطفالهن، ومع ذلك يستقبل الأطفال الرُّضع (اللقطاء) الذين يتم إحالتهم إلى المركز من النيابة العامة؛ للتحفظ عليهم، كما تقول.
وتتجه ظاهرة تخلي الأسر عن الأطفال الرُّضع نحو التزايد المستمر، في ظل عدم توفر احصائيات رسمية دقيقة عن ذلك، وغياب المعالجات التي تدرس أسباب الظاهرة وتقدم معالجات جذرية لها.