كيانات الاصلاح وانعكاسات قراراتها السياسية والعسكرية على سلطة الشرعية
مع اشتداد المعارك في محافظة الجوف وخصوصا في مواقع معسكر اللبنات الذي يحتوي على كثر من 8 ألف جندي شرقي المحافظة بين قوات الشرعية من جهة وقوات الحوثي من جهة أخرى وسقوط معظم المعسكر في ايدي قوات الاخير، يتداول النشطاء والسياسيين والاعلاميين التغريدات والمنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي متهمة علي محسن الاحمر ورداد الهاشمي بهذا السقوط الكبير لعدة الوية عسكرية في ايدي القوات الحوثية .
خاص – تعز اليوم :
تقول القيادية السابقة في حزب الاصلاح الفت الدبعي بأن الهزائم ستستمر في صفوف قوات الشرعية مادام الجنرال علي محسن بيده زمام الاوامر في ادارة جيش الشرعية وصاحب القرار الاول ، داعية القوى الشعبية المطالبة بإقالته .
يقول احد القيادات في حزب الاصلاح ان ما يخيف السياسيين والاعلاميين وصناع القرار المحسوبين على الحزب من سقوط معسكر اللبنات هو الموقع الاستراتيجي الذي يتحكم على محافظتي الجوف ومأرب وكونه يمثل المدخل الشرقي الشمالي للمواقع والشركات النفطية التي استغلها النافذون والقيادات العسكرية والسياسية للكسب الخاص خارج اطار الشرعية .كما انه يعتبر البوابة الغربية لمدينة مأرب المركز الحيوي للشرعية.
ان الاتهامات التي يوجهها الكتاب والسياسيين والاعلاميين لحزب الاصلاح بخذلان الشرعية في مواجهة الحوثي في معارك صرواح والجوف اكدها عدة قيادات اعلامية وسياسية من كوادر الحزب .
يقول الصحفي خليل العمري احد الكوادر الاعلامية المحسوبة على حزب الاصلاح ان زمام القرار السياسي والعسكري في الشرعية في يد قيادة حزب الاصلاح ابتداءً بمديري مكتبي الرئاسة ورئاسة الوزراء والنائب علي محسن الذي يتكون كافة كوادره من قيادة الحزب ابتداءً من شخصه ،فهم يتحملون كافة المسؤولية .
ان الصراع الذي يدور في اروقة القيادات العليا في حزب الاصلاح يتعرى وينكشف وتتضح الكيفية التي يدار فيه القرار السياسي والعسكري المنعكس على الميدان .
فالطرف المعزول والمفروض عليه الاقامة الجبرية في فنادق الرياض من قبل النظام السعودي ينظر لهذه العزلة بأنها نهاية محتومة لحياتهم التي تنتظر انتهاء الدور الذي كان على عاتقها كما انتهاء ادوار سابقيهم امثال المستشار الارياني .
خصوصا بعد توجه السعودية والامارات بسحب البساط العسكري من تحت قيادة الاصلاح في المناطق الشرقية والشمالية ،عبر تعيين صغير بن عزيز قائدا لهيئة الاركان وتواجده الفعلي في هذه المناطق ، يكون بذلك الاصلاح على يقين بأنه تجرد من مسؤولياته وبداء كرت الاستغناء يوشك على الظهور في وجه القيادات المعزولة .
ان خلق صراع جديد باتجاه الجنوب وتوسيع الصراع على مساحات شاسعة باتجاه الحد الجنوبي للمملكة يضع السعودية في حالة من الشتات بين تحقيق مطامعها في المناطق الجنوبية التي تتصدر فيه المشهد الامارات والقوات المدعومة من قبلها ، وبين توغل القوات الحوثية لأكبر منبع نفطي في الشرق الاوسط من الحدود الجنوبية للمملكة .
فالحملة العسكرية التي يقودها حزب الاصلاح باسم الشرعية باتجاه الجنوب في محاولة منه اسقاط قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الامارات ،جعلت من القرار السعودي اكثر تحكما في القرار الذي يحدد مصير الجنوب سياسيا وعسكريا واقتصاديا ويتوافق مع تحقيق مصالحها .
هذه السياسة التي تنظر بها الاطراف المعزولة في مناطق الرياض من قيادات حزب الاصلاح تُقابل بالرفض والاستنكار من قبل قيادات الحزب في الساحة اليمنية والميدانية والطرف، التي تنظر لهذه السياسات انها تجرد من المسؤولية تجاه القضايا الوطنية والتوجه نحو تحقيق المصالح الشخصية التي تبقيهم فاعلين في القرار السعودي في اليمن .
القيادية في حزب الاصلاح الفت الدبعي تقدم نصحها لقيادة الاصلاح بأن السند الحقيقي والمصلحة الحقيقية هي في نصرة القضايا الوطنية وليس الاتكال والاستناد على قرارات علي محسن ومصالحه الضيقة التي تمثل الاطراف المعزولة في الرياض ، هذا التوجه يظل مؤشرا لوجود طرفا في الحزب يرفض توجّهات القيادات العليا المتواجدة في السعودية .
ان تحرك القيادية الفت الدبعي الى الجنوب والالتقاء بقيادة المجلس الانتقالي على رأسها رئيس الجمعية العمومية للمجلس محمد بن بريك ، حددت معه مسارات التصدي لسياسيات وتوجّهات قيادة حزب الاصلاح المعزولة في الرياض والتي جعلت من الجنوب هدفا لها وانسحابها تدريجيا من المناطق الشمالية مع نقل الويتها بحجة مواجهة تمرد الانتقالي في الجنوب على الشرعية .