للوطن الموبوء بنخبة انهزامية ميتة، حلت محلها القبيلة والطائفة، والقبيلي والطائفي وطنه مرعى القبيلة وأرض الطائفة. لا إعلام ولا شعارات يمنية، ما ليس ملكا للنخبة المنقسمة على كل طامع باعته لحاطب ليل.
الأحزاب السياسية والمستشارون والحكومة كلهم جزء من المشكلة وليس جزء من الحل. عندما تملشنت الأحزاب صارت جزء من منظومة الحرب ويصعب تصديقها أنها ستعود إلى مشروعها المدني ولا إلى مخرجات الحوار ولا إلى آخر برنامج لتنقية الشرعية من أدرانها المزمنة. ذهب الإخوان يهرعون وراء أطراف اتفاق الرياض كمن يركض وراء وليمةً ليلحق منها ما يبل به ريقه.
قلنا لهم هذه مناسبة ما دمتم قد أصبحتم حكاما والحكومة حكومتكم أظهروا شيءً من الغضب الذي كان على وجوهكم وأنتم تطلبون من الرئيس والحكومة تنفيذ البرنامج وتشكيل حكومة من الأحزاب، ها هو اتفاق الرياض قد جاء لكم بما تتمنون فلماذا تركتم الحكومة بلا برنامج، واكتفيتم بتوزير اعضاءكم. الغرض إذن هو التوزير وتقاسم كعكة الحكومة وليس إصلاح الشرعية، التي انتم جزؤها القاتم وسبب مرضها المزمن. الشرعية صرتم أنتم تحت يافطة الرئيس وحكومتكم ولدت ميته. بلطت في معاشيق شهرين ثم بعث أحدكم عسكره لإرعابها بضوء أخضر لأن الرياض افتقدتها، وسعادة السفير لا يقوى على تحمل حرارة صيف عدن.
يا سادة الوطن يموت ويتشرذم فلا جنوب موحد ولا شمال. ماذا سيتبقى للشرعية والحوثي والانتقالي، إذا تم لحس الجزر والموانئ والأطراف، حيث استقرت قوات التحالف ولا سلطة لأيا من الأطراف المتحاربة على أجزاء الثروة.
قادتكم الحرب إلى الواجهة وبعض الأحزاب نجحت في احتكار الشرعية ولبست ثوبها الواسع، واضحت مفقسة للوزراء الفاسدين، والتحالف لا يقبل إلا من سبق لهم أن تورمت ملفاتهم ولن يتم تنفيس هذه الأورام إلا بعد الحرب وعودة العمل بالعدالة الانتقالية والشفافية والمحاسبة.
عبد الله عوبل: هو وزير الثقافة الأسبق وأمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني
المقال من صفحة الكاتب في فيسبوك