ماذا تعرف عن بركان اثيوبيا.. رماده عبر القارات ووصل إلى اليمن
شهدت إثيوبيا واحدا من أندر الانفجارات البركانية خلال آلاف السنين، بعد ثوران بركان هاييلي غوبي الواقع في إقليم عفر شمال شرق البلاد، في حدث جيولوجي فاجأ الأوساط العلمية وأثار حالة من القلق في الدول المجاورة.
متابعات خاصة-“تعز اليوم”:
وقد دفع الانفجار العنيف سحبا ضخمة من الرماد البركاني إلى ارتفاع يُقدَّر بأكثر من 14 كيلومترًا في السماء، الأمر الذي أدى إلى انتقالها مع الرياح نحو الشرق لتصل إلى اليمن وسلطنة عُمان، فيما ذكرت مراكز مراقبة الطيران أن أجزاء من السحب واصلت تحركها لمسافات بعيدة، وصلت إلى مناطق في جنوب آسيا.
وفي اليمن، أفاد سكان في محافظات عدة — بينها صنعاء وإب وذمار والحديدة — بملاحظة طبقات رقيقة من الغبار الرمادي، يُعتقد أنها ناتجة عن السحب البركانية، بينما حذرت جهات طبية محلية من احتمال تهيّج الجهاز التنفسي لدى الفئات الحساسة، داعية إلى الحد من التعرض المباشر للغبار وارتداء الكمامات عند الضرورة.
يقع بركان هايلي غوبي في إقليم عفر شمال شرق إثيوبيا، وهي منطقة تُعد من أكثر المناطق نشاطا جيولوجيا على مستوى القارة، حيث تمر فيها صدوع أرضية عميقة تشكل جزءا من منظومة “الانهدام الإفريقي الشرقي”.
هذا البركان تحديدا ظل خامدا لآلاف السنين، وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أنه لم يُسجَّل له أي نشاط معروف منذ نحو عشرة إلى اثني عشر ألف عام، ما يجعل ثورانه الحالي حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس.
ويتميّز هذا النوع من البراكين بطبيعته المتفجرة، إذ يؤدي تراكم الضغط في باطن الأرض إلى إطلاق أعمدة هائلة من الرماد والصخور المنصهرة إلى ارتفاعات شاهقة. وقد دفع الانفجار الأخير الرماد البركاني إلى ما يقارب أربعة عشر كيلومترا في السماء، وهو ارتفاع يسمح للرياح العليا بحمل الجزيئات لمسافات بعيدة خارج الحدود الإثيوبية.
وبسبب موقع البركان واتجاه حركة الرياح في هذه الفترة من السنة، تحركت السحب البركانية بسرعة نحو الشرق، لتصل أولًا إلى جيبوتي ثم تمتد فوق خليج عدن باتجاه اليمن وعُمان، قبل أن تستمر في الانتشار على نطاق أوسع في جنوب شبه الجزيرة العربية ومناطق في جنوب آسيا.
هذا المشهد الجيولوجي النادر أعاد تسليط الضوء على طبيعة منطقة عفر، التي تُعرف تاريخيا بأنها مهد لعدد من البراكين النشطة، كما أنه أعاد طرح أسئلة حول احتمالات مزيد من النشاط البركاني في صفيحة شرق إفريقيا التي تشهد تغيرات تكتونية مستمرة منذ ملايين السنين.