تعز اليوم
نافذة على تعز

تعز تُعاقب رسمياً بالعطش!

محمد الصهباني-“تدوين حر”:

قلناها للمرة المئة: “حرمان تعز من مشروع مياه نقية ليس صدفة، ولا خطأ إداري عابر، بل هو سيناريو ممنهج، مدروس سياسياً، ومبارك رسمياً، منذ عهد المخلوع”. هذه المحافظة التي ظلت، ولا تزال، وستظل تقاوم كل مشاريع التركيع السلطوي بحقها، لم تطلب يوماً منّة من أحد، بل حقها الطبيعي الذي حاولوا مصادرته عقوداً باسم الدولة، وبأدوات القمع والابتزاز والحرمان.

لقد كان المخلوع يزعم أنه سيبني لليمن مشاريع عملاقة: سكة حديد، وطاقة نووية، وموانئ حديثة، لكنه لم يخجل – بكل صلافة – من أن يحرم محافظة بأكملها من مشروع مياه هو في الأساس حق إنساني، لا فضل فيه له ولا لنظامه.

كيف كان لعاقل أن يصدق وعوده الكبيرة وهو عجز عن أبسط مقومات الحياة لأكثر المحافظات حضوراً ووعياً ومقاومة؟

تعز ستنتصر. نعم، ستنتصر يوماً على كل ما لحق بها من أذى، مغلف بشعارات جوفاء من قبيل “تعز البطلة”، وستُعرّي كل الذين يروّجون لأسطورة أن المخلوع (عفاش) أحب تعز وأبناءها. وعندما ننجح في تعرية جوقة المدافعين عن جرائمه، فلا شك أننا سننتصر أيضاً في محاكمة كل من خدموا هذا النظام وساهموا في تجويع المدينة وحرمانها من أبسط حقوقها الخدمية، وعلى رأسها مشروع المياه، الشريان الأول للحياة.

فأي خيانة أعظم من تلك التي تُمارس باسم الدولة وتُدار بعقلية العصابة؟
لقد استنزف النظام السابق المليارات من موارد البلاد وهذه المحافظة، خصوصاً، لا لبناء مشاريع تنموية، بل لشراء الولاءات وإسكات الأصوات.
تعز دفعت الثمن، لا لأنها ضعيفة، بل لأنها عصيّة على التطويع وكشفت زيف الشعارات الموروثة.

قد يعجبك ايضا