حين تبحث أمريكا عن حلول في سريلانكا.. تكتيكات جديدة لمواجهة الحوثيين
نشر الأدميرال المتقاعد براديب راتناياكي، خبير الملاحة وأمن البحار، السيرلانكي مقالاً في النشرة الدورية “سجل الأدميرال” بعنوان “الحرب غير المتكافئة في البحر: رؤى من سريلانكا لاستراتيجية البحرية الأمريكية”، وذلك عبر صفحته على موقع لينكدإن.
متابعات-“تعز اليوم”:
وتناول المقال التحديات التي تواجهها البحرية الأمريكية، أقوى القوات البحرية في العالم، في التصدي لتكتيكات الحوثيين غير التقليدية في البحر الأحمر، مستعرضاً تجربة البحرية السريلانكية في مواجهة “نمور التاميل” البحريين كنموذج يمكن أن يستفيد منه الأمريكيون في مواجهة هذا النوع من التهديدات.
وأشار راتناياكي إلى أن البحرية الأمريكية، رغم تفوقها التكنولوجي اللافت، تواجه صعوبات جمة في التعامل مع أساليب الحوثيين والذين يعتمدون على أسلحة رخيصة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن، إلى جانب هجمات الأسراب باستخدام قوارب صغيرة سريعة، مما يضعها أمام معضلة تتمثل في استخدام صواريخ باهظة الثمن لصد هجمات منخفضة التكلفة، وهو ما وصفه بأنه غير مستدام ولا فعال على المدى البعيد.
وأبرز المقال زيارة الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، إلى الكلية الوطنية للدفاع في سريلانكا يوم 21 مارس 2025، حيث أشاد الأدميرال بابارو خلال الزيارة بخبرة سريلانكا في مواجهة التهديدات البحرية غير المتكافئة، معتبراً أن الدروس المستفادة منها يمكن أن تساعد الولايات المتحدة في التعامل مع تحديات مماثلة في البحر الأحمر.
وأوضح راتناياكي أن الحوثيين حولوا البحر الأحمر إلى منطقة نزاع بحري باستخدام تكتيكات تستغل اعتماد الأمريكيين على أنظمة قتالية متطورة مصممة للحروب التقليدية، مشيراً إلى أنهم يستخدمون الطائرات المسيرة والصواريخ لضرب السفن التجارية والعسكرية، مما يجبر البحرية الأمريكية على استجابات دفاعية مكلفة، إضافة إلى اعتمادهم على هجمات الأسراب بالقوارب السريعة والألغام البحرية والكمائن الساحلية، مما يزيد من تعقيد المشهد أمام الرد الأمريكي التقليدي. وأكد أن هذا الوضع يتطلب تغييراً جذرياً في الاستراتيجية، مستنداً إلى تجارب بحرية أصغر نجحت في مواجهة تهديدات مماثلة كتلك التي خاضتها سريلانكا.
ودعا راتناياكي البحرية الأمريكية إلى إعادة التفكير في نهجها تجاه الحرب الساحلية في البحر الأحمر، مؤكداً أن التفوق التقليدي وحده لا يكفي، وأن القدرة على التكيف والابتكار يجب أن تكون الركيزة الأساسية. واقترح استخدام منصات أصغر وأكثر قدرة على المناورة للتعامل مع المياه الضحلة حيث تكون هجمات الأسراب أكثر فعالية، إلى جانب نشر سفن سطحية بدون طيار وطائرات مسيرة جوية لتعزيز الوعي بالموقف وتقليل المخاطر على الأصول الكبيرة، وأوصى بتطوير أسلحة الطاقة الموجهة وقدرات الحرب الإلكترونية لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ بكفاءة أعلى وتكلفة أقل.
كما أبرز أهمية الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، واختتم راتناياكي مقاله بالتأكيد على أن مواجهات البحرية الأمريكية مع الحوثيين تعكس تحولاً أوسع في الحرب البحرية، حيث تتحدى الجهات غير الحكومية وحث على تبني الابتكار والحلول الفعالة من حيث التكلفة والتعاون الدولي لتتمكن البحرية الأمريكية من التكيف مع طبيعة التهديدات الأمنية البحرية المتطورة والحفاظ على هيمنتها الاستراتيجية في المنطقة.
نقلا عن منصة “رادار 360”.