عن استهداف الحوثيين لأيزنهاور| موقع عسكري صيني: بداية انهيار اسطورة حاملات الطائرات
نشر موقع صيني متخصص بالتحليل العسكري، اليوم الخميس، تحليل عن المعركة البحرية التي خاضتها قوات صنعاء-الحوثيين مع البوارج الأمريكية طيلة الأشهر الماضية، متسائلا إذا ما كان حدث استهداف حاملة الطائرات “أيزنهاور” بداية لانهيار اسطورة حمالات الطائرات؟
متابعات خاصة-“تعز اليوم”:
ووفقا للتحليل الذي نشره موقع “مراقبة الأسلحة” الصيني، فإنه “في الآونة الأخيرة، أثار خبر مذهل اهتمامًا واسعًا في الأوساط العسكرية العالمية: كاد الحوثيون أن يصيبوا حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” بصاروخ مضاد للسفن، هذا الحادث لم يضرب فقط أسطورة أن حاملات الطائرات الأمريكية “لا تقهر”، بل جعل الكثيرين يعيدون التفكير في قدرة هذه السفن على الحفاظ على هيمنتها في المحيطات في ظل تطور تقنيات الصواريخ المضادة للسفن”.
وتساءل الموقع العسكري “الحوثيون يقتربون من إغراق حاملة طائرات أمريكية: بداية انهيار أسطورة حاملات الطائرات؟”
واستدرك: “كان هذا الهجوم محاولة جريئة من الحوثيين وفقًا لتقرير نشرته مجلة “المصلحة الوطنية” الأمريكية، فإن صاروخ الحوثيين اقترب من حاملة الطائرات الأمريكية “أيزنهاور” لمسافة لا تتجاوز 200 متر في وقت سابق من هذا العام”.
وتابع: “هذا الحدث أصاب العالم بالدهشة، حيث أن حاملة الطائرات الأمريكية تُعتبر أقوى قوة بحرية في العالم، ومجهزة بأحدث أنظمة الدفاع. ومع ذلك، كادت هذه السفينة الحربية الضخمة أن تصاب من قبل قوة محلية مسلحة، مما دق ناقوس الخطر في تاريخ حاملات الطائرات”.
حاملة الطائرات “أيزنهاور” تُعد إحدى حاملات الطائرات الرئيسية في البحرية الأمريكية، وهي مجهزة بنظام إنذار قوي وأسلحة دفاعية مضادة للطائرات، وفي النظريات، قادرة على اعتراض أي صاروخ قادم.
لكن صاروخ الحوثيين تمكن من التحليق على ارتفاع منخفض، مما جعله يتفادى الرادارات الأمريكية، وكاد أن يصيب هدفه. لو لم ينفجر الصاروخ على بُعد 200 متر من الحاملة، لكانت “أيزنهاور” تعرضت لضربة قاتلة.
هذا الهجوم يوضح أنه حتى حاملات الطائرات الأكثر تطورًا ليست محصنة تمامًا. وعند مواجهة صواريخ مضادة للسفن الحديثة، لا يمكن لأنظمة الدفاع أن تضمن الأمان بنسبة مئة بالمئة.
هذا يدفع للتساؤل حول القدرة الفعلية للدفاعات على متن حاملات الطائرات الأمريكية، ويجعل الدول التي تمتلك تقنيات متطورة للصواريخ المضادة للسفن ترى فرصة لاستهداف هذه السفن.
الصواريخ الفرط صوتية: السلاح النهائي ضد حاملات الطائرات
صاروخ الحوثيين قد يكون بسيطًا، لكن نجاحه أظهر للعالم مدى هشاشة أنظمة الدفاع الخاصة بحاملات الطائرات.
وبالمقارنة مع الأسلحة القديمة التي يستخدمها الحوثيون، فإن القوى العسكرية الكبرى حول العالم تطور وتنشر صواريخ فرط صوتية تشكل تهديدًا أكبر بكثير على حاملات الطائرات.
تتصدر الصين وروسيا العالم في مجال تقنيات الصواريخ الفرط صوتية. يُطلق على الصاروخ الصيني “دونغ فنغ-21D” لقب “قاتل حاملات الطائرات”، حيث تم تصميمه خصيصًا لضرب الأهداف البحرية الكبيرة. أما الصاروخ الروسي “زركون”، فهو يتمتع بسرعة هائلة تصل إلى 9 ماخ، ويستطيع اختراق أنظمة الدفاع الحاملة للطائرات في وقت قصير.
بالنسبة لهذه الصواريخ، فإن حاملات الطائرات الأمريكية لم تعد قلاعًا بحرية غير قابلة للهزيمة.
الحجم الكبير والبطء النسبي لحركة حاملات الطائرات يجعلها عرضة بشكل خاص لهجمات الصواريخ السريعة والمرنة. حتى مع وجود أنظمة الرادار الأكثر تقدمًا وصواريخ الاعتراض، فإن الصواريخ الفرط صوتية يمكنها اختراق الدفاعات بسهولة وتوجيه ضربات مباشرة لحاملات الطائرات.
هذا يدفع العديد من الخبراء العسكريين لإعادة تقييم قيمة حاملات الطائرات في الحروب الحديثة.
تراجع قوة الردع لحاملات الطائرات: تغير هادئ في الحروب البحرية العالمية
الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون قد يكون مجرد بداية.
لقد كشف عن واقع صارخ: الاعتماد السابق على حاملات الطائرات لإسقاط القوة العالمية أصبح غير مجدٍ مع تطور تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن.
لم تعد حاملات الطائرات تلك السفن الحربية التي لا تُهزم في المعارك البحرية، بل قد تتحول إلى أهداف مثالية لهجمات الصواريخ.
في الماضي، كانت البحرية الأمريكية تعتمد على مجموعات القتال التي تشمل حاملات الطائرات لاستعراض قوتها العسكرية عالميًا، باستخدام حاملات الطائرات كمراكز متحركة لدعم النيران في التدخلات الدولية.
ومع ذلك، مع تزايد دقة ضربات الصواريخ المضادة للسفن الحديثة، بدأت هذه القوة الرادعة تفقد فعاليتها تدريجيًا.
سواء كان صاروخ الحوثيين منخفض الارتفاع أو صواريخ الصين وروسيا الفرط صوتية، فإنها تتحدى نظام الدفاع لحاملات الطائرات.
ومن الجدير بالذكر أن التكلفة المرتفعة لمجموعات القتال التي تشمل حاملات الطائرات تُعتبر مشكلة تؤرق الحكومات.
يستغرق بناء وصيانة حاملة طائرات ومجموعة قتالية كاملة موارد ضخمة، بينما قد يؤدي صاروخ واحد إلى تدمير كل ذلك.
تكلفة بناء حاملة طائرات واحدة قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، بينما تكون تكلفة الصواريخ الحديثة منخفضة نسبيًا، مما يخلق خللًا في الميزان الاقتصادي للحروب، ويجعل حاملات الطائرات تبدو “غير مجدية” في النزاعات المستقبلية.