خبير استراتيجي أمريكي: الولايات المتحدة خسرت معركة البحر الأحمر
أكد المحلل الاستراتيجي الأميركي وعضو مجلس السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية، هال براندز، أن الولايات المتحدة الأمريكية خسرت أمام قوات صنعاء-الحوثيين، في معركة البحر.
متابعات خاصة-“تعز اليوم”:
ونشر براندر، مقالا له في وكالة بلومبرغ” أمس الجمعة، بعنوان “أمريكا خسرت معركة البحر الأحمر”، جاء فيه: إن” المفاجأة الأكثر شؤمًا بالنسبة للنظام العالمي، هي شن الحوثيون في اليمن، وهي جهة فاعلى شبه دولم لم يسمع بها أغلب الأميركيين من قبل، أخطر هجوم بحري منذ عقود من الزمن”.
متابعا:” ويمكن القول إنها هزمت قوة عظمة منهكة على طول الطريق”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأوضح أن هذه المعركة تجمع بين الديناميكيات القديمة والجديدة، حيث كان باب المندب منذ فترة طويلة بؤرة للصراع، وتحيط بهذا المضيق حالة من عدم الاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وقد أدى هذا الوضع إلى نشوب صراعات وتدخلات أجنبية لعقود من الزمن، لكن حملة الحوثيين تكشف أيضًا عن مشاكل عالمية أحدث.
أحد هذه الأسباب، وفق براندز، هو انخفاض تكلفة فرض القوة، فالحوثيون ليسوا قوة عسكرية تقليدية؛ فهم لا يسيطرون حتى على اليمن بالكامل. ومع ذلك فقد استخدموا الطائرات بدون طيار والصواريخ للسيطرة على الوصول إلى البحار الحيوية.
وأشار إلى أن أزمة البحر الأحمر لا تزال تظهر كيف يمكن للجهات الفاعلة الصغيرة في الظاهر أن تستخدم قدرات رخيصة نسبيا لتوسيع نطاق نفوذها التدميري، إضافة إلى الميزة الثاني، وهي التآزر الاستراتيجي بين أعداء الولايات المتحدة. فقد أصبح الحوثيون أكثر شراسة بفضل علاقتهم وتحالفهم بإيران وحزب الله.
ولفت إلى أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، تسببت بإفلاس ميناء “إيلات” الإسرائيلي في خليج العقبة، مشيرًا إلى أنه بعد مرور نحو عام من الهجمات في البحر الأحمر، يبدو أنهم أقل ردعًا من كونهم أكثر جرأة.
ووفقا للمحلل الاستراتيجي الأميركي، فإن بكين وموسكو تجني المكاسب الجيوسياسية عندما تتحمل أميركا أعباء الصراعات في الشرق الأوسط، ولذلك فإن كلاهما على استعداد للسماح لهذه الأزمة بالتفاقم، أو حتى جعلها أسوأ.
وهناك عامل ثالث يزيد من تأجيج الأمور: وهو نفور أميركا من التصعيد، والذي ينبع من الإفراط في التوسع العسكري، فقد تحولت قوتها العظمى العالمية إلى مجرد قوة عاجزة عن حسم حرب مع مجموعة من اليمنيين.
واعتبر أن القضية الأساسية هي أن واشنطن ترددت في اتخاذ تدابير أقوى ــ مثل إغراق سفينة الاستخبارات الإيرانية التي تدعم الحوثيين، أو استهداف البنية الأساسية التي تدعم حكمهم داخل اليمن ــ خوفا من تأجيج الوضع الإقليمي المتوتر.
وأوضح أن هذا النهج نجح في الحد من خطر التصعيد في الأمد القريب، لكنه سمح للحوثيين وحلفاؤهم بإبقاء المواجهة على نار هادئة عند درجة الحرارة التي يفضلونها. كما يعكس هذا النهج التعب الكامن الذي يعاني منه الجيش الأميركي الذي يفتقر إلى ما يكفي من الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة بالليزر والطائرات الهجومية والسفن الحربية لمواصلة الحملة بشكل أكثر عدوانية دون المساس باستعداده للصراعات في أماكن أخرى.
لقراءة المادة من المصدر: هنا