جعل اليمن لاعبا عالميا.. مجلة أمريكية: التصعيد الجديد للحوثيين تحديا متجددا لتل أبيب وشركائها
أكدت مجلة” ذا كريدل ” الأمريكية، السبت، أن التصعيد الجديد لقوات صنعاء-الحوثيين، جعل اليمن لاعبا عالميا وتشكل تحديًا متجددًا لتل أبيب وحلفائها من الحكومة الأمريكية والأوربين.
وكالات-“تعز اليوم”:
وذكرت المجلة، في تقرير لها: أن “خطوة صنعاء الإستراتيجية تأتي بالتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار المستمرة التي تشارك فيها حماس، التي تواجه ضغوطًا شديدة لقبول شروط مواتية لإسرائيل، وهي جزء من استراتيجية أوسع للتأثير على النتائج السياسية خارج حدود اليمن.
وبخصوص “دائرة النار” اليمنية و امتدادها البحري ، فقالت انها تشمل الآن البحر الأحمر، وبحر العرب، وخليج عدن، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط ، وعلى الأرض، ينصب تركيز صنعاء على التأثير على العمق الجغرافي لإسرائيل، وخاصة مناطقها الجنوبية المتاخمة للبحر الأحمر.
وأضافت المجلة أن عمليات البث الأخيرة أظهرت طائرة بدون طيار انتحارية بعيدة تستهدف سفينة في البحر الأحمر، مزودة بكاميرا على مقدمتها.. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تقدم يمني كبير في استخدام الصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية: وفقا لمحللين عسكريين، لأول مرة في التاريخ، تم نشر صواريخ باليستية مضادة للسفن ضد السفن المحمولة بحرا، وهو تقدم نوعي في حقيبة الحيل العسكرية لقوات صنعاء.
وتابعت ” يتجلى ذلك بوضوح من خلال المقارنة بين العمليات التي قامت بها في بداية قراراتها وحتى نهايتها.. العمليات في خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث تمكنت من مراكمة وتطوير قدراتها بشكل مستمر، سواء على مستوى القوة الصاروخية، أو القوة الجوية بدون طيار، أو غيرها من الأسلحة البحرية، متجاوزة مختلف الدفاعات الأمريكية والأنظمة.
وأشارت إلى أن “إخفاقات التحالفين الغربيين المكرسين لإحباط حصار اليمن لإسرائيل أصبحت واضحة للجميع ..فمنذ أوائل إبريل/نيسان، رفع العديد من قادة البحرية الأوروبية أيديهم على مرأى ومسمع من الجميع .. قال جيروم هنري، قائد الفرقاطة الفرنسية المنتشرة في البحر الأحمر لمدة 71 يومًا متتالية – في 11 أبريل / نيسان إن سفينته استنفدت ترسانتها القتالية بالكامل، وبينما ستتوجه إلى الميناء لتجديد تلك الذخائر، فأن العودة لمواجهة مهمة مستحيلة.
وأكدت أنه لم نتوقع بالضرورة هذا المستوى من التهديد.. كان هناك عنف غير مقيد كان مفاجئًا للغاية وهامًا للغاية.. ولا يتردد اليمنيون في استخدام الطائرات بدون طيار التي تحلق على مستوى الماء، وتفجيرها على السفن التجارية، وإطلاق الصواريخ الباليستية .. وصرح هنري لصحيفة لوفيجارو الفرنسية : كان علينا تنفيذ ما لا يقل عن ست عمليات مساعدات في أعقاب الهجمات اليمنية”.
وفي أوائل أبريل /نيسان أيضًا، حذر الأدميرال فاسيليوس جريباريس، القائد اليوناني لعملية “أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي، من أن مهمته لن تنجح مع وجود ثلاث سفن حربية فقط متاحة لحماية الشحنات عبر مضيق باب المندب.. وأعرب جريباريس عن أسفه لأنه “منذ إطلاق عملية أسبيدس في 19 فبراير 2024 وحتى الآن، ظل مستوى التهديد على حاله”.
المجلة أشارت إلى أن إخفاقات النظام الدفاعي الأمريكي، والمخاطر المتزايدة التي تواجهها التحالفات البحرية المناهضة لليمن، “أجبرتها وحلفائها على سحب أكثر من 18 سفينة من مسرح العمليات، فيما ارتفع عدد السفن الأمريكية”. وبلغ عدد السفن التي غادرت 10، فيما غادرت ثماني سفن أوروبية.
و كشفت أن التطور السريع للقدرات العسكرية لصنعاء خلال الحرب المستمرة جعل اليمن لاعباً محورياً ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى العالمي، وذلك بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يشرف على أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
وذكر التقرير” أظهر اليمن قدرات عسكرية بعيدة المدى وتخطيطاً استراتيجياً مثيراً للإعجاب أربك أعظم القوى البحرية في العالم.. إن مناورات صنعاء الهائلة في المناطق البحرية في غرب آسيا دفعتها إلى طليعة محور المقاومة في المنطقة باعتبارها العضو الأكثر قدرة على التأثير على الأمن البحري العالمي والاستقرار الإقليمي “.