على حساب القضية الجنوبية| الانتقالي يتبنى الدفاع عن مصالح “إسرائيل”
تواصل قيادة ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا تبني الدفاع عن كيان الاحتلال الإسرائيلي وتقديم نفسها كحارس أمين للمصالح الامريكية والإسرائيلية في اليمن، غير أبهة بمشاعر اليمنيين وبمقدمتهم أبناء المحافظات الجنوبية التي تدعي تمثيلهم، ومعهم كل العرب والمسلمين والإنسانية جمعاء إزاء ما يحدث من جرائم إبادة للفلسطينيين في غزة.
خاص-“تعز اليوم”:
رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الذي التقى المبعوث الأممي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أكد أن “الأولوية في الوقت الحالي تقتضي تكريس الجهود لردع ما وصفه بـ “العدوان الحوثي” وتبديد تهديداته على خطوط الملاحة الدولية، بالإشارة إلى عمليات الحوثيين المستهدفة للسفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
الزبيدي وهو عضو في سلطة الرئاسي المعترف بها دوليا وأكثرهم دفعا نحو التطبيع مع “إسرائيل”، كان قد أعلن عن تأييده لعدوان التحالف الأمريكي البريطاني ضد اليمن، وطالب بالتنسيق مع قواته لشن عمليات ميدانية ضد الحوثيين.
تصريحات الزبيدي وما صدر من مواقف وبيانات للانتقالي، لا تعدو سوى كونها رسائل سياسية مفادها استعداده ليكون خادما وحارسا للمصالح الإسرائيلية والأمريكية في اليمن، إذ أنه ما من تهديد حقيقي يمكن أن تحرزه قواته ضد الحوثيين، خصوصا بعد 9 سنوات من الحرب والصراع.
في وقت سابق وقبل شن العدوان الأخير على غزة، كان الزبيدي قد أبدا ترحيبه بالتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، مقابل أن يعترف الأخير بحق تقرير المصير، أي انفصال جنوب اليمن عن شماله، ومع أن ذلك لم يكن بالمطلب التعجيزي بطبيعة الأمر، إلا أنه ما من سلطة حقيقية في كيان الاحتلال تعاملت مع تصريحاته كجهة لها ثقل ووزن حقيقي على خريطة المشهد السياسي اليمني.
بالإضافة إلى المواقف السياسية والتصريحات، عمل المجلس الانتقالي على منع أي نشاطات تضامنية مع أهالي غزة في مدينة عدن الواقعة تحت سيطرته، وقام باعتقال العديد من الناشطين والمواطنين بسبب ذلك، إلا أن الفائدة الوحيدة التي يجنيها من وراء ذلك هي مراكمة سخط الناس ضده وتكريس نظرة التبعية والارتهان للإمارات ومؤخرا إسرائيل “المجرمة”، على حساب القضية الجنوبية.
أمام حماس الزبيدي المبالغ به للتأمين السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وردع الحوثيين، كان رد المبعوث الأممي “غروندبرغ” أكثر تفهما للواقع ووظيفته، إذ أكد الأخير على “ضرورة العمل على إنهاء التصعيد في الإقليم لتوفير بيئة مواتية للحوار والحفاظ على مسار السلام في اليمن”، حسب ما أعلن عنه مكتبه الإعلامي، فيما لم يعرف إذا ما كان الطرفان قد ناقشا أزمات الشارع الجنوبي أو حتى حق تقرير المصير!