وفاة وزير الاتصالات في دولة الإمارات تثير أسئلة عديدة؟!
عادل الشجاع-“تدوين حر”:
كنت على تواصل مستمر مع الدكتور نجيب وأنبته كثيرا على توقيعه للإمارات بالتخلي عن السيادة الوطنية وتسليم شركة الاتصالات لدولة أخرى ، كان رده بأن التوقيع انتزع منه بالقوة وأنه لن يمضي في هذه الصفقة مهما كلفه الثمن ، وأضاف بأن ما تربى عليه من الوطنية لا يمكن أن يتخلى عنه ولن يساوم عليه وأنه سيترك لأولاده ما يجعلهم يعيشون مرفوعي الرأس ولن يورث لهم الخزي أبدا ٠
من المرجح أن يكون الدكتور نجيب قد تعرض للاغتيال بواسطة السم القاتل الذي لا تظهر أعراضه ، فقضية صفقة بيع شركة عدن نت ليست قضية استثمار كبقية الاستثمارات المتبعة في كل البلدان ، بل قضية سيادة ، وأعتقد جازما أن أصحاب صفقة الفساد هذه لم يحسبوها جيدا هذه المرة وأصروا ليتركوا أثرا لجريمتهم وترويجا لفسادهم اعتقادا منهم أن موت وزير الاتصالات سيمكنهم من استكمال الصفقة٠
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سينجون هذه المرة بفعلهم هذا ، لا أظن ذلك ، لأنهم لم يعملوا حسابهم لردود الفعل ، وإصرارهم على النيل من كل من يرفض انتهاك كرامة وطنه يوضح حجم احتقارهم لنا واحتقار إنسانيتنا ، فقد زينت لهم أنفسهم الأمارة بالسوء بأن يصفوا العوج بوصفه يعرف كل أسرار الصفقة ٠
وأنا هنا أدعو إلى فتح تحقيق دولي في ظروف وملابسات الحادث وتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة ، مع أن الجريمة أوضح من الشمس في رابعة النهار والمجرم معروف ولكن ماذا عن المتواطئين مع الجريمة ، وهنا نشير للضرورة بأن سبب قتل العوج لم يكن رفضه التوقيع على الصفقة ، لأن موافقة رئيس الحكومة ومجلس القيادة ووزير الشؤون القانونية كافية ، لكن معرفة العوج بأسرار الصفقة وعدم قانونيتها وخطورتها على مستقبل الشعب اليمني ، كان السبب الرئيسي لتصفيته ٠
لقد أثبت اللصوص أنهم لا يقدرون على تحمل من يكشف لصوصيتهم ويفضح فسادهم ، فيستخدمون كل وسائل الإسكات من تهجير وتشريد وسجن وتصفية جسدية ، يفعلون كل ذلك لأنهم أفلتوا من العقاب ولأننا قبلنا على أنفسنا أن نعيش ما تبقى لنا من حياة نعيشها برعب ورهبة ، بقهر وظلم ، بقمع وتنكيل واغتيال ، جميعنا سنكون شهداء هؤلاء الفاسدين ، إذا استمر صمتنا وجبننا ٠
لابد من المطالبة بلجنة تحقيق دولية في الجريمة ، لأنها مرتبطة بحقوق شعب وسيادة وطن ولابد من فضح المتواطئين مع الجريمة ، وهي دعوة للمحاميين والمنظمات الحقوقية والنشطاء وهي أيضا لأسرته ، بألا تقبل دفن جثمانه قبل التحقيق من قبل لجنة دولية ، فلم يعد بوسع الشرفاء أن يبتلعوا ألسنتهم ويستمرون في السكوت عن فساد رئيس الحكومة الذي لم يسبق له مثيل ، فليس من المعقول أن يستمر رئيس حكومة باع كل شيء ونحن نظل ينتظر كل منا دوره ، إما تشريدا أو سجنا أو قتلا .!!
من صفحة الكاتب على فيسبوك.