بسبب مناصرتهم غزة| معهد واشنطن يضع استراتيجية لاحتواء “الحوثيين” في اليمن
وضع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الثلاثاء، استراتيجية للويلات المتحدة الأمريكية لاحتواء مكون “أنصار الله”-الحوثيين في اليمن، وعدم السماح لهم بالسيطرة على البلد بالذات بعد ما اظهر انخراطهم في الحرب دعما لغزة تصاعد في قدراتهم وتشدد في قرارهم السياسي المناهض لإسرائيل وأمريكا.
متابعات خاصة-“تعز اليوم”:
التحليل الذي أعده الباحث فيه مايكل نايتس، يعد أحد الشخصيات البارزة في رسم الخطط الأمريكية تجاه اليمن وتركز التحليل حول أهمية احتواء من وصفهم بالحوثيين، يقدم رؤية لتقسيم اليمن إلى يمنيين “اليمن الحوثي” و”اليمن الحر” ويقصد باليمن الحر الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الموالية للسعودية، مشيرا إلى نموذجا آخر من كوريا الجنوبية لمواجهة “كوريا الشمالية غير النووية” كما يصف باقي اليمن.
يبدأ التحليل بالإشارة إلى أن استهداف قوات صنعاء كيان الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية أمر لم يفعله أي عدو منذ أطلق صدام حسين صواريخ سكود على إسرائيل في عام 1991، وهو أمر لم تفعله إيران نفسها قط حتى هذه المرحلة، ويستطرد كل العمليات التي نفذت منذ اندلاع الصراع في غزة، وحتى استهدافها لثلاث سيفن مرتبطة بإسرائيل يوم الأحد الماضي.
يقول نايتس إن “التحليل يهدف إلى مساعدة صناع القرار والمحللين الأمريكيين على فهم الأسباب التي تدفع الحوثيين إلى تحمل مخاطر استهداف العدو الإسرائيلي”.
ووفقا للباحث فإن الإجابة: “هي أن الحوثيين ليسوا وكلاء لإيران ولا شركاء راحة في زمن الحرب، واستناداً إلى تراكم الأدلة السليمة التي تم جمعها في جهد بحثي امتد لسنوات نشره كل من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومركز ويست بوينت لمكافحة الإرهاب، يمكن القول بقوة أن العلاقة بين الحوثيين وإيران لا ينبغي النظر إليها على أنها علاقة. بالضرورة، بل بالأحرى تحالف قوي وعميق الجذور يرتكز على تقارب أيديولوجي وثيق واصطفاف جيوسياسي. يمكن القول إن ظهور “حزب الله الجنوبي” في اليمن أصبح الآن حقيقة على الأرض”.
سياسة الاحتواء
يطرح الباحث أن على واشنطن أن تطوير سياسة عملية لاحتواء القوة العسكرية والسياسية للحوثيين داخل اليمن وتقليصها بشكل مثالي. ونظراً لموقع اليمن على أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم، فسوف يكون ذا أهمية كبيرة للولايات المتحدة (وخصومها) في المستقبل، ولا ينبغي السماح له بالوقوع بالكامل تحت سيطرة أنصار الله أو من يصفهم بحزب الله الجنوبي.
وتتضمن سياسية الاحتواء التي طرحها الباحث عدة نقاط، أبرزها: إجراء إعادة تقييم واقعية للحركة الحوثية، والتي يحذر فيها من كون الحوثيين غير معنيين بالسلام وأنه لا يجب تركهم يبسطون السيطرة على كافة اليمن، ولو أدى ذلك إلى تقسيم اليمن إلى يمنيين، وفرض منظومة عقوبات واستهداف لقياداتهم، أي الحوثيين.
وكذلك تتضمن سياسية الاحتواء بناء تحالف الاحتواء من الدول المطلة على البحر الأحمر، يقول الباحث في هذا المجال: “قد ركزت حرب غزة بهدوء جميع اللاعبين في البحر الأحمر – المملكة العربية السعودية ومصر والأردن وإسرائيل – على تعاون أكبر ضد الصواريخ الباليستية الحوثية، وقدرات صواريخ كروز والطائرات بدون طيار، فضلا عن الهجمات على السفن. وهذه أرض خصبة لإنشاء ما أسماه ديفيد شينكر “آلية أمنية متعددة الأطراف في البحر الأحمر”.
على الصعيد المحلي تتضمن سياسية الاحتواء دعم الأطراف المناهضة للحوثيين عسكريا واستخبرا وتزويدهم بالأسلحة المتطورة وجعل تكلفة هجوم الحوثي على مناطقهم مكلفة وغير ممكنه.