واشنطن بوست: التصعيد في البحر الأحمر يضيف مزيدا من الوقود إلى برميل بارود
أكدت صحيفة “واشنطن بوست”، الاثنين، أن التصعيد بين القوات الأمريكية وقوات صنعاء-“الحوثيين” في البحر الأحمر يضيف مزيدا من الوقود إلى برميل بارود قابل للاشتعال بالفعل في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن اليمن أخطر الخصوم الذين تواجههم أمريكا حاليا في واحدة من أخطر مناطق العالم.
ترجمة خاصة-“تعز اليوم”:
وقالت الصحيفة في تقرير لها: “تضيف سلسلة من الاشتباكات المتصاعدة بين القوات الأمريكية وقوات المتمردين الحوثيين المزيد من الوقود إلى برميل بارود قابل للاشتعال بالفعل في الشرق الأوسط، حيث يحذر المحللون من أن الحركة المسلحة المدعومة من إيران في اليمن هي أخطر الخصوم – وهي قوة لا يمكن التنبؤ بها مع فالقليل مما يمكن أن نخسره وليس هناك مصلحة خاصة في تحقيق الاستقرار في واحدة من أخطر مناطق العالم”.
وأشارت إلى التسلسل الدراماتيكي لتصاعد الاحداث والتوترات بين القوات الأمريكية وقوات صنعاء، ابتداء من تأييد الأخير لهجوم حماس ضد إسرائيل في الـ7 من أكتوبر مرورا بعملياتهم الصاروخية وقرارهم حظر حركة الملاحة على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وصولا إلى استهدافهم يوم الأحد، لسفينتين إسرائيليتين في باب المندب، واشتباكهم مع البوارج الأمريكية.
وتضيف :”أسقطت السفينة يو إس إس كارني العديد من الطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين خلال اشتباكات يوم الأحد، والتي بدا أنها تشير إلى أن قوة المتمردين مستعدة لتصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة حتى مع العلم أنه قد لا يكون أمام البنتاغون أي خيار سوى الرد بشكل مباشر ضد أهداف الحوثيين في اليمن”.
ليس لديهم ما يخسرونه
ولفتت إلى أن ” المتخصصون في الواقع، يحذرون من أن الحوثيين يمثلون ورقة جامحة ولا يلتزمون بالضرورة بنفس تحليلات التكلفة والعائد التي تحرك عملية صنع القرار لدى الجماعات الأخرى المرتبطة بإيران، مثل حزب الله أو الميليشيات العراقية، وكلاهما لديه نفوذ. وانخرطوا في اشتباكات حادة ولكن محدودة مع الولايات المتحدة وإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
وتتابع على لسان المختصين:” كما أن الحوثيين هم من بين أكثر المتعاونين الإقليميين مع إيران صلابة في القتال، حيث أمضوا العقد الماضي في قتال الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية. بقيادة التحالف للسيطرة على اليمن”.
ونقلت الصحيفة عن مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يتابع عن كثب الميليشيات المرتبطة بإيران العاملة عبر المسرح، قوله: “الأمر المختلف بالنسبة للحوثيين هو أنه ليس عليهم توخي الحذر”.
وقال السيد نايتس في مقابلة: “إن الحوثيين يجلسون هناك في اليمن، على مسافة أبعد بكثير من حزب الله اللبناني عن إسرائيل ”. لقد تعرضوا للقصف على مدى السنوات الثماني أو التسع الماضية، لديهم عتبة ألم عالية جدا، كل قيادتهم مخفية بشكل جيد للغاية حتى لا يتمكن السعوديون من اغتيالهم أثناء الحرب، لقد تم إغلاقهم”.
ويرى مراقبون أن تعمد الإعلام الأمريكي إغفال ارتباط التوترات الأخيرة الحاصلة في البحر الأحمر مع العدوان على غزة يتسق مع الرواية الإسرائيلية للأحداث في المنطقة، ويهدف إلى تقديم ما يجري في البحر الأحمر كتهديد للملاحة الدولية، على العكس من الواقع الذي يؤكد أن السفن الإسرائيلية هي وحدها المستهدف.