زيارة طارق صالح إلى جبوتي| مقامرة غير محسوبة أم فرصة لتسجيل النقاط؟ (تحليل)
يضع التزامن بين زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد الفصائل المدعومة إماراتيا في الساحل الغربي، طارق صالح، إلى دولة جبوتي يوم أمس الثلاثاء، مع التصعيد الأخير لقوات “صنعاء-الحوثيين” ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، العديد من علامات الاستفهام، أبرزها: هل عرض طارق صالح خدماته؟ وما صحة الأخبار التي تتحدث عن لقائه بوفد من الموساد؟
تحليل-“تعز اليوم”:
المعلن من اللقاء الذي جمع بين طارق صالح مع رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيله، يشير إلى أن الجانبين “بحثا سُبل مواجهة التهديدات المتنامية للملاحة الدولية في البحر الأحمر، والتي تمثل خطرًا على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي”.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن البحري، والتنسيق والتشاور في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
مما لا شك فيه أن المقصود بالتهديدات المتنامية للملاحة الدولية في البحر الأحمر، هو التصعيد الأخير الذي قام به الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية، وذلك يعطي تأكيد واضح لموقف طارق المتبني للرواية الإسرائيلية للأحداث، كغيره من القوى والتشكيلات المسلحة التي تدعمها الإمارات في اليمن.
فيما الجزء الاخر من التساؤل الأول يفسره تأكيد الجانبين أهمية تعزيز التعاون الثنائي بخصوص الأمن البحري، الأمر الذي يشير إلى استعداد طارق صالح بالمشاركة الفعلية والانخراط في جهود الدفاع عن السفن الإسرائيلية، كونها المستهدف الوحيد من قبل الحوثيين!
وحتى اللحظة لا يوجد معلومات تؤكد أن زيارة طارق صالح إلى جبوتي، شملت لقاء بينه مع وفد من الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، حيث يظل الأمر مجرد تكهنات منشئها ترابط الزيارة مع التصعيد في البحر الأحمر، حتى يتم نفيه أو اثباته.
الجدير بالذكر أن موقف طارق صالح، يستقيم مع موقف مشابه للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وكذلك موقف الرئاسي بشكل عام المدعوم من قبل التحالف، والذين رأوا في تصعيد الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية فرصة لتسجيل نقطة ضد خصومهم وتقديم أنفسهم للعالم-إسرائيل بالدرجة الأولى-كحامي للملاحة الدولية، في مقامرة خطيرة أغفلت في حساباتها موقف اليمن المعروف بمناهضته لإسرائيل ومشاعر شعبها جراء ما يحدث في غزة.