بعد ثلاثة أعوام من السيطرة عليه وتفكيكه| تساؤلات عن واقع لواء الحمادي؟
تحل الذكرى الثالثة لسيطرة سلطة الإصلاح على مقر اللواء 35 مدرع في أغسطس 2020، وتنصيبه قائدا عسكري موالي له خلفا لقائده السابق العميد عدنان الحمادي، لتطرح تساؤلا مهما عن واقع اللواء الذي كان يعد يوما ما نواة الجيش الوطني؟
خاص-“تعز اليوم”:
وللإجابة على التساؤل المهم لابد من سرد الأحداث والأدوار التي لعبها اللواء الذي كان له الدور الأكبر في مواجهة الحوثيين إبان اندلاع الحرب، والاعتبارات والمؤامرات التي حيكت ضده منذ اللحظة الأولى لتأسيسه، ويمكن إجمالها كنقاط دون مراعاة الترتيب، كالاتي:
-يعد اللواء أول نواة عسكرية محسوبة على الشرعية، تصدت وواجهت الحوثيين بقيادة قائده السابق عدنان الحمادي.
-بعد تمكن الحوثيين من السيطرة على مقر اللواء الكائن بمنطقة المطار القديم غرب المدينة، واضطرار الحمادي للخروج إلى مسقط رأسه بمديرية المواسط، قام الأخير بإعادة بناء اللواء من جديد وتشكيل كتائب عسكرية من أبناء مناطق ريف الحجرية وتنظيمها وقيادتها في مواجهة الحوثيين.
-تولى اللواء مسؤولية تأمين وتحرير منطقة ريف تعز الجنوبي، وقد نجح بذلك بشكل كبير، بالإضافة إلى مشاركته بعدة جبهات بالمدينة وبمقدمتها الجبهة الشرقية والغربية كذلك.
-تميز قائد اللواء عدنان الحمادي بشعبية وثقل اجتماعي وسياسي انعكس على استتباب الأمن والاستقرار نسبيا في المديريات الواقعة تحت مسرح عميلات اللواء، أو ما يعرف بمديرية الحجرية.
-الدور الذي بدأ يلعبه الحمادي عسكريا وسياسيا وعلاقته المقربة بالأحزاب القومية واليسارية، أثار حفيظة حزب الإصلاح الذي كان ولا زال يمثل سلطة الأمر الواقع ومصدر القرار في تعز، فبدأت الخلافات تتصاعد بين الطرفين وكان أبرز محطاتها:
-عند صدور قرار دمج المقاومة الشعبية، تم قصر عدد منتسبي اللواء بما لا يتجاوز الـ3 آلاف جندي، أي بنسبة لا تساوي 30% مقارنة باللواء 22 ميكا المحسوب على الإصلاح، وبشكل لا يوازي مسرح عملياته الواسع.
-تقليص قوات اللواء حرم أكثر من 900 جندي مقاتل من قواته من الترقيم العسكري، بالرغم من مشاركتهم بالجبهات.
-بالإضافة إلى تقليص نفوذ اللواء، تعمد الإصلاح دمج كتائب أبو العباس السلفية بقوام اللواء 35 مدرع، رغم تحفظ الحمادي على ذلك.
-تغاضت سلطة الشرعية والتحالف “السعودي الإماراتي” على تقليص الإصلاح لنفوذ اللواء 35 مدرع.
-تصاعد الخلافات بين الجانبين، تزامن مع شن حملات إعلامية وسياسية تتهم اللواء 35 مدرع بكونه أحد اذرع الإمارات في المحافظة، حتى وصل الأمر بتوجيه قيادة محور تعز اتهاما رسميا للحمادي بالخيانة والعمل لصالح مشروع تسليم تعز لطارق صالح، قائد القوات المدعومة إماراتيا في الساحل حينها.
-زادت وتيرة التحريض الإعلامي ضد اللواء بعد أحداث المدينة القديمة التي أسفرت عن اخراج قوات أبو العباس من المدينة إلى الكدحة بريف تعز الجنوبي، وما تلاه من اغتيال للقيادي العسكري فاروق الجعفري، الأمر الذي دفع بالتوقعات إلى تصادم وشيك بين الطرفي، خصوصا مع تصريحات الحمادي وكشفه عن تلك الاحداث للرأي العام أولا بأول وقتها.
-في الثاني من ديسمبر عام 2019، تمت عملية اغتيال قائد اللواء عدنان الحمادي، في مسقط رأسه بمديرية المواسط، في حادثة اتهمت قيادات بالإصلاح بالوقوف خلف التخطيط لها.
-على الرغم من كون الإصلاح الطرف الذي يلقى إليه اللوم في تصفية الحمادي، إلا أن العديد من المراقبون يرون أن العملية ما كانت لتتم لولا وجود ضوء أخضر من التحالف والسعودية بالذات، لتضمن المملكة هي الأخرى، عدم نشوء قوى محلية قوية في المشهد السياسي اليمني، كتلك التي كان يمثلها الحمادي واللواء 35 مدرع المحاط بإجماع وتأييد أبناء الحجرية.
-على مدى عام من مقتل الحمادي، دخل اللواء بحالة فراغ قيادي فلا هو بالقادر على حسم قرار موحد نتيجة للتناقضات والخلافات التي طفت إلى السطح بين ضباطه، ولا هو بالمخول بذلك كونه يتبع قيادة عسكرية تراتبية، فيما استمرت المضايقات والتصفيات تطال جنوده وقاداته.
-في أغسطس من عام 2020، بدأ الإصلاح بقيادة حملة عسكرية مسنودة من مجاميع الحشد الشعبي التابعة للحزب، لفرض سيطرته على منطقة الحجرية واللواء بالقوة، وقد نجح بذلك بعد معارك شرسة، سقط فيها العشرات من جنود وقيادة اللواء.
-تم اقتحام منازل قادة اللواء المناهضين للإصلاح وتهجيرهم، وارتكبت جريمة ذبح الشاب أصيل الجبزي، نجل عمليات اللواء عبد الحكيم الجبزي.
-أسفرت العملية عن تنصيب قائد اللواء 17 مشاة، عبد الرحمن الشمساني، المعروف بولائه للإصلاح كقائد جديد للواء 35 مدرع.
-تعرضت العديد من جنود وقادة اللواء لعمليات اغتيالات، كان أبرزهم اغتيال ركن استطلاع اللواء 35 مدرع عبد الباسط القاضي، بالإضافة إلى اقصاء وتغيير كل قادة الجبهات المعروفين بولائهم للحمادي.
-دخل اللواء في مربع الفوضى وبدأت تظهر شكوى المواطنين من الانفلات في المناطق تحت سيطرته، والاتهامات لجنوده وقيادته الجديدة بالمشاركة بعمليات التهريب.
-لم تتوقف عملية تفكيك اللواء عن هذا الحد، بل تم فصل كتيبة من قوام اللواء يزيد عدد أفرادها عن 700 عنصر، واضافتها إلى تشكيل جديد تابع للإصلاح يسمى بلواء أو كتائب النصر.
-كانت الذريعة الأبرز في مسلسل تصفية الحمادي وتفكيك اللواء 35 مدرع، تتمثل في ولائه لطارق صالح والإمارات، لكن بعد فترة وجيزة من مقتل الحمادي زار طارق صالح مناطق الريف التعزي والمدينة وتم استقباله كفاتح ومحرر للمحافظة ومباركة ما اعلن من مشاريع إماراتية من قبل كل الأطياف، فيما أطبق الصمت وأسدل الستار عن ملف اغتيال الحمادي ومصير لوائه.
-الجهود والتضحيات والانتصارات التي قدمها اللواء لم تشفع لقائده من الاستهداف ولم تحول بين تفكيكه واضعافه في نهاية المطاف، لتؤكد أننا أمام عصابات ومليشيات مسلحة تأكل بعضها بعضا، لا مؤسسة وجيش دولة منظم وقرار وهدف سياسي موحد.