ضبابية الموقف وتعاطف الإعلام.. قراءة لتعاطي طارق صالح مع تصعيد الانتقالي نحو الانفصال
في حين غاب الصوت الرسمي والموقف السياسي لعضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، من التصعيد السياسي والعسكري الأخير الذي اتخذه المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الجنوبية والدافع نحو فرض الانفصال كأمر واقع في المشهد السياسي ليمن ما بعد الحرب، أبدى إعلامه الموازي تعاطفا واضحا مع تلك الخطوات الانفصالية.
تحليل-“تعز اليوم”:
غياب الموقف الرسمي وتعاطف الإعلام الموازي مؤشران يكملان بعض ويشيران إلى مساندة أو تماهي طارق صالح، مع تلك الخطوات التي تهدد الوحدة، الإرث السياسي والتاريخي الذي شارك في إنجازه عمه الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، ويتكئ عليه طارق كرصيد سياسي بصفته امتداد لتلك التجربة وسليل تلك الأسرة وحامل رايتها من صنعاء إلى المخا جغرافيا ومن المؤتمر إلى المكتب السياسي جماهيريا، ومن الحرس الخاص إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي على صعيد الوظيفة والدور، فما الذي استجد وتغير!؟
التماهي مع خطاب الانتقالي والدفاع عنه كان واضحا في إعلام طارق الموازي كموقع “نيوز يمن” وصفحات وناشطين على سبيل المثال والذي يديره الصحفي نبيل الصوفي، سكرتير طارق ومستشاره الإعلامي، حيث واكب عقد اللقاء التشاوري الجنوبي وما صدر منه من “ميثاق جنوبي”، والدخول الأخير لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظة حضرموت بقوات عسكرية استفزت مشاعر طيف واسع من أبنائها، كل تلك الاحداث تم مواكبتها بتقارير مجملها يرحب بتلك الخطوات ويفرز الأصوات المنتقدة لها أو المحذرة منها بالـ”الإخواني والحوثي”.
الموقع المشار إليه لم يكن الوحيد، بل استبسل الكثير من الناشطين والصفحات المحسوبة على المكتب السياسي لطارق، بالدفاع والتبرير لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرين أنها تأتي بعد فشل القوى الشمالية التي قادت معركة الشرعية وفي مقدمتها الإصلاح بإدارة المعركة ضد الحوثي، ما يعطي الحق للانتقالي المنادي بالانفصال باتخاذ القرار الذي يناسب مصالحه، متناسين أن طيف واسع من الشارع الجنوبي يرفض قرارات الانتقالي التي تصطدم بمصالح وأحلام الأغلبية من اليمنيين من مختلف الطبقات الاجتماعية والتيارات والميولات السياسية على امتداد البلد، وفوق اصطفاف الحرب.
ويرى مراقبين أنه ما من “مصلحة سياسية لطارق المحسوب على ما بات يعرف “عصابة 7/7” وهو اصطلاح بات يطلق على كل القوى التي شاركت بحرب صيف 94 ضد الاشتراكي والجنوب، من الانفصال بالذات كون خطابه يستمد من الوحدة رصيد سياسي لحضوره في مشهد الاحداث، لذا فإن التفسير المنطقي لتماهيه مع خطاب وتصعيد الانتقالي، هو العلاقة التي تربط الطرفين بدولة الإمارات، الداعم الأساسي لكلا الطرفين في الساحل والجنوب، وذلك تفسير يبدو وارد ومنطقي بالنظر لاستبعاد أن يكون طارق يرحب بالانفصال كقناعة تلبي مصالحه في المستقبل.
وأيا ما كان الدافع وراء غياب موقف طارق من الاحداث التي تجري في الجنوب، فإن عليه كعضو مجلس قيادة رئاسي مسؤولية اتخاذ موقف إيجابي يضمن استقرار وسلامة ووحدة البلد حاضرا ومستقبلا، فهل ينكث طارق بالقسم الذي رفضه أدائه زميله الزبيدي!؟