بعد سقوط تعز بيد الإمارات ودخول طارق المدينة.. الذكرى الثالثة لتشييع الحمادي
في العشرين من مارس من عام 2020، شارك الالاف من أبناء محافظة تعز في تشييع جثمان عدنان الحمادي، القائد السابق للواء 35 مدرع، في جنازة لم يسبق أن شهدتها المحافظة، في حين ما تزال أسرته حتى اليوم ترفض استقبال مراسيم العزاء قبل أن يتم محاكمة كل المتورطين في حادثة اغتياله وتصفيته.
قبيل اغتيال الحمادي بمسقط رأسه، في ديسمبر من عام 2019، تعرض الرجل لحملة استهداف معنوية تتهمه بالعمل لصالح قائد القوات المدعومة إماراتيا في الساحل حينها، “طارق صالح” وتعتبره أداه من أدوات المشروع الإماراتي لإسقاط تعز، فيما تكمن المفارقة اليوم بعد ثلاثة أعوام من التشييع، ودخول طارق إلى مدينة تعز باستقبال كبير أن الحمادي-صاحب الطلقة الأولى في وجه الحوثيين- لا يكاد يذكر !؟
خاص-“تعز اليوم”:
ما يزال مسار قضية اغتيال الحمادي متعثر ويراوح نفسه في المحكمة الجزائية بعدن، إذ لا جديد في إجراءات التقاضي ولم تستطع النيابة احضار المتهمين بالتورط في حادثة الاغتيال حتى اللحظة، حسب مصدر حقوقي لـ”تعز اليوم”.
ويشير المصدر إلى أن بعض المتهمين بالتورط في حادثة اغتيال الحمادي قد تعرضوا لحوادث اغتيالات وتصفيات فيما بعضهم هربوا الى الخارج وأخرين قيادات عسكرية نافذة ترفض التجاوب مع النيابة وتجد تغاضي ودعم كبير من قيادات سلطة الشرعية والتحالف.
بعيدا عن مسار التقاضي، تأتي الذكرى الثالثة للتشيع، واللواء 35 مدرع الذي أعاد الحمادي تجميعه وتأسيسه كنواة أولى للجيش الوطني التابع للشرعية، تعرض لاستهداف وتفكيك لقوامه العسكري، عبر تنفيذ اغتيالات لبعض قاداته ونفي أخرين، ونقل كتائب منه إلى قوام ألوية وتشكيلات جديدة.
فيما مديريات الحجرية الواقعة في مسرح اللواء، تعاني حالة من الانفلات الأمني والصراع والاستقطاب السياسي بين الإصلاح وطارق صالح، قبل أن يتمكن الأخير من توطيد نفوذه مؤخرا في المنطقة وتعز بشكل عام، مستثمرا ما منحته صفته في مجلس القيادة الرئاسي المشكل كسلطة عليا وريثة للشرعية في البلد، من مزايا وصلاحيات.
لكن المفارقة الأهم، هو بكون الذكرى الثالثة لدفن رفات الحمادي الذي تعرض لحملة شعواء تتهمه بالتمرد على الدولة والخيانة لصالح طارق صالح، تأتي بالوقت الذي يتم استقبال الأخير في المدينة من نفس القوى والأشخاص المحرضة ضد الحمادي، بغض النظر كان ذلك الاستقبال تلقائي الحفاوة أم على مضض.