بعد فشله كمظلة جامعة.. التباينات تتصاعد جنوبا وتجرف الرئاسي معها
تتصاعد التباينات والخلافات بين المكونات والفصائل المحسوبة على التحالف “السعودي الإماراتي”، في المحافظات الجنوبية، بعد فشل مجلس القيادة الرئاسي المشكل كسلطة وريثة للشرعية بأن يكون مظلة شاملة للجميع وانجرافه في أتون تلك الخلافات.
خاص-“تعز اليوم”:
وتشهد مدينة عدن التي يتخذها الرئاسي ومن قبله الشرعية كعاصمة انتقالية لسلطتهما، وتسيطر عليها ميدانيا قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا والمشارك بالرئاسي هو الأخر، احتقانا في الصراع وتوتر أمني كبير سببه الأزمة التي نشبت مؤخرا بين الانتقالي ورئيس الرئاسي رشاد العليمي مؤخرا نتيجة لتصريحات الأخير.
وكان العليمي قد صرح لصحيفة “الشرق الأوسط”، بأن ” القضية الجنوبية عادلة، لكن الحديث عنها أو نقاش حلها في هذه اللحظة قد يكون غير مناسب”، الأمر الذي راه الانتقالي انقلاب على القضية الجنوبية.
وظهر قائد ما يسمى بالمقاومة الجنوبية أبو همام، في فيديو مسجل، يهدد به بمنع عودة العليمي وحكومته إلى عدن، بالتزامن مع قيام عناصر الانتقالي بمنع دخول الموظفين إلى قصر المعاشيق بعد تطويقها القصر ومحاصرته.
في سياق أخر، أصدر مكون ما يسمى بـ”مؤتمر حضرموت الجامع، اليوم الثلاثاء، بيانا دعا فيه لتمثيل المحافظة بشكل مستقل في أي حوار سياسي أو تسوية مقبلة، الأمر الذي اعتبره مراقبون خطوة لإخراج المحافظة الأكبر مساحة في الجنوب والأغنى ثروة، من عباءة الانتقالي، بإيعاز سعودي.
محافظات كأبين وشبوة ولحج هي الأخرى تعيش في أتون حالة من الفوضى والحرب غير المعلنة بين الفصائل المسلحة والاستقطاب السياسي الحاد والفرز المجتمعي والتجنيد للشباب من كل طرف، الأمر الذي لا يبدو معه أن تلك الخلافات سيتم لجمها من قبل دولتي التحالف-السعودية والإمارات- اللاتي يرجح مراقبون أن الصراع في جنوب اليمن ماهو الا امتداد لصراع الأجندة بينهما، بالأخص بعد تشكيل السعودية لقوات جديدة تحت اسم “درع الوطن”، ونشرها على حساب نفوذ القوات المدعومة إماراتيا.
ويبقى المواطن اليمني في المحافظات الجنوبية بالدرجة الأولى كما في كافة ربوع البلد، هو وحده من يدفع ضريبة صراع الأجندة وحالة اللاسلم واللاحرب في مشهد الصراع، من قوته وأمنه واستقراره.