إعدامات في سجون سرية وشوارع تعز .. قرابة 3000 عملية إجرامية موثقة خارج طاولة القانون
وفقاً لتقارير حقوقية لا توجد إحصائیة ثابتة لجرائم عمليات الإعدامات التعسفیة خارج إطار القانون في مدينة تعز.
متابعات – تعز اليوم:
وتُرجع تلكم التقارير الأمر إلى شدة القمع والتهدید الذي یُمارس على أهالي الضحایا الذین لا یستطیعون الحدیث أو الإبلاغ عنها على الأقل في الوقت الراهن لعدم وجود سلطات قانونیة تحمیهم كما هو الحال لدى أهالي ضحایا الاختطافات والإخفاء القسري وضحایا الجرائم الأخرى.
وبالمقابل يكشف تقرير لمنظمة حق حول السجون السرية لحزب الإصلاح بتعز بعض الأرقام التي سجلت جانباً من تلكم الجرائم استناداً إلى الرصد والبحث المیداني لنشطاء مستقلین ومراكز البحوث والإحصاء المهتمة بحقوق الإنسان.
التقرير يؤكد أن إحصائیات أولیة وغیر نهائیة مابين عامي 2015م و2017م وصلت فيها إحصائیة الإعدامات إلى المئات، سجلت منها 120حالة إعدام في حين أن أعمال الاختطافات والاعتقال التعسفي وصلت إلى الآلاف وسجلت منها 2700 حالة مدونة.
يقول التقرير “أكدت إجراءات البحث والمعلومات المیدانیة لمنظمة حق أثناء مسحها المیداني في مدینة تعز بأن عملیات الإعدام الفعلیة قد تزامنت مع ظهور مقاتلي حزب الإصلاح تحت غطاء أنصار الشریعة في المدینة وكذلك كان ظهور متصاعد للجماعات السلفیة المتشددة تحت مسمى (حماة العقیدة) یتزعمها السلفي صادق مهیوب المكنى ابو الصدوق (تم اغتياله قبل فترة).
ويوضح “لم تكن كتائب حسم قد توسع نفوذها في تلك المرحلة من شهر مایو 2015م ولكنها شاركت في تنفیذ جرائم الإعدامات إلى جانب الإصلاحیین وأنصار الشریعة وحماة العقیدة وجمیعها تعد منظومة متكاملة تحت مسمیات مختلفة”.
ويشير إلى أن جرائم الإعدامات كانت تتم وفق ثلاثة مسارات منها الإعدامات السریة التي نفذت بداخل أقبیة المعتقلات ودهالیز السجون السریة، إلى جانب إعدامات میدانیة نفذت في خطوط جبهات الاقتتال، منها جبهة جبل الجرة في الجهة الشمالیة من مركز المدینة، إضافة إلى أماكن مكشوفة خصصت للإعدامات بداخل المدینة في الجهة الشمالیة من المركز، أبرزها مجرى (سائلة عصیفرة) كمسرح لجرائم الإعدامات.
عن سائلة عصيفرة يلفت التقرير “المكان بات یعرفه أهالي مدینة تعز جیداً وعلى وجهالخصوص أهالي ضحایا المختطفین بترقب شدید، فقد شهدت (سائلة عصیفره ) معظم جرائم الإعدامات المیدانیة المكشوفة وضحایاها من المدنیین الأبریاء الذین نفذت بحقهم تلك العملیات في أوقات مختلفة، إعدامات فردیه و جماعیة وكانت ذروتها في مطلع شهر مایو 2015م”.
ويشير إلى أن عمليات الإعدامات استمرت حتى شهر یونیو 2016م مع انخفاض وتراجع نسبتها داخل المدینة مقارنة بعام 2015م.
ويوضح أن ذلك تبین من خلال جمع المعلومات المیدانیة ومقابلة أهالي الضحایا والشهود، وانعدام لمظاهر الجثث الملقاة للضحایا في شوارع المدینة وسائلة عصیفره في الفترة المذكورة على عكس ما كان علیه الحال عام 2015م مع ارتفاع حصیلة عملیات الاختطافات لعام 2016م في حين أن عام 2017م لم تسجل فیه أعمال الإعدامات وانخفضت فيه نسبة الاختطافات مع ظهور عملیات الاغتیالات في المدینة.
وينوه إلى أن الحیز الذي تنفذ فیه إجراءات الإعدام من سائلة عصيفرة يقع في المربع الأمني تحت سیطرت میلیشیات حزب الإصلاح وحلفائها ویقع بالجوار من السائلة أحد سجون حزب الإصلاح وأشهرها سجن (مدرسة النهضة).
ويضيف أنه في نطاق هذه السیطرة كان یوجد مقر للجماعات السلفیة المسلحة بإحدى المباني التابعة لجامع السعید وهي جماعة تابعة للسلفي المتشدد المكنى أبو (الصدوق) الموالي لجماعة الإخوان (الإصلاح ) والمقرب من قائد المقاومة حمود سعید المخلافي.
التقرير الحقوقي لمنظمة حق أورد في طياته نماذجاً من عمليات الإعدامات خارج القانون بمساراتها الثلاث مسنودة بشهادات مسجلة لأهالي الضحايا والتي نفذتها مليشيا الإصلاح بحق الأبرياء في تلك الفترة، تنشر منصة شارع تعز تالياً بعضاً منها مع الإشارة إلى أننا قمنا بترميز أسماء الضحايا وأسماء الشهود حفاظاً على سلامة من أدلوا بشهاداتهم.
الإعدامات المیدانیة المكشوفة داخل المدینة
الضحیة / ( خليل . ع . أ) – 42 عاماً عامل كهرباء سباكة، أب لأربعة أبناء ثلاثة بنین وبنت أكبرهم14 عاماً وأصغرهم 7 أعوام.
یقول السید ( س . ع . أ ) 45 عاماً الشقیق الأكبر للضحیة، انه في یوم الخمیس 9 رمضان الموافق 19 یونیو 2015 م الساعة الخامسة مساءً وبینما شقیقي الضحیة متواجد بجوار منزله مع بعض من الشباب وعددهم أربعة بینهم شقیقي الأصغر (ب . ع) توقفت بجانبهم مركبه نوع لاند كروزر (حبة).
ويواصل “نزل من السيارة ستة أشخاص ملثمین شاهرین أسلحتهم نوع (كلاشنكوف) باتجاه الجمیع وسألواأین خلیل ومن ثم باشروا تقیید یدیه إلى الخلف وعصبوا عینیه وأقتادوه إلى داخل المركبة الخاصه بهم في ذهول واستغراب الحاضرين حینها ولا نعرف إلى أین اتجهوا به”.
ويوضح “تم إبلاغنا في الیوم الثاني من عصر یوم الجمعة من قبل آخرین من أبناء الحي بأن هناك جثث لأشخاص تم إعدامهم في (سائلة عصیفرة) جوار جامع السعید اتجهنا إلى هناك وبعد مشاهدتنا لجثة شقیقي وجدنا بأنه قد تم إعدامه بإطلاق الرصاص علیه بعدد ست طلقات من الخلف إحداهم في منطقة الرأس”.
وعند سؤالنا له هل كان لشقیقه الضحیة انتماء سیاسي معین أو عداوات مع أخرین؟ رد قائلاً:
“لا یوجد له أي انتماء سیاسي على الإطلاق ولا توجد لدیه أیه عداوات مع الغیر وما كان یقوم به هو إنتقاداته المستمرة لتصرفات المسلحین في الحارة وأعمال السرقات التي تتم”.
ويؤكد السید (س . ع . أ) أنه قبل حدوث جریمة إعدام شقیقه بیومین حضر إلیه أحد قیادات حزب الإصلاح وقال له هل شقیقك خلیل جندي في الحرس الجمهوري ورد علیه شقیقي عامل كهرباء سباكة، منوهاً إلى أن بعد ذلك بیومین تمت عملیه اختطاف أخيه ونفذت بحقه جریمة الإعدام.
يضيف “بعد أسبوع من إعدام شقیقي كانت هناك جریمة اغتیال الضحیة عصام عبداالله مهیوب صاحب إحدىمحلات الحلوى نفذت العملیة أمام منزله في فترة المساء بعد أذان المغرب من قبل مجموعة مسلحة كانوا ملثمین على متن مركبة نوع صالون حیث نزل أحدهم منها وأطلق علیه خمس طلقات ناریة أودت بحیاته على الفور.
الضحیة / عبدالله ع . ح 18 عاماً – طالب
يقول والد الضحية (عبدالله ع . ح) “في الیوم الذي تمت فیها السیطرة على المنطقة التي یقع فیها مبنى المحافظة المجاور لحینا السكني في الجهة الشرقیة من مركز المدینة وهي منطقة كانت ضمن سیطرت المیلیشیات الحوثیة”.
وينوه بالقول “بعد المواجهات المسلحة تم طردها من تلك المنطقة في 15 أغسطس 2015م والاستیلاء علىمبنى المحافظة والأحیاء المحیطة به وفي ذلك الیوم أتخُذت إجراءات من قبل الجهة التي سیطرت على مبنى المحافظة، و منهاالاعتقالات و مداهمه منازل الساكنین في تلك الأحیاء وأعمال الاختطافات”.
ويوضح بالقول ” كان ابني أحد ضحایا تلك الاعتقالات التعسفیة التيتمت بطریقة عشوائیة و كیدی”.
ويشير إلى أنه قد تلقى خبر إعدام ولده ضمن شباب آخرین من أبناء المنطقة الذیناعتقلوا في تلك المداهمات مبيناً أنه تم تنفیذ الإعدامات الجماعیة بحقهم في الیوم الثاني من اعتقالهم المصادف في 16 أغسطس 2015م وجمیعها تمت في موقع ( سائلة عصیفرة) حد وصفه.
ويفيد أنه وصل إليه نبأ إعدام ولده بعد أن تمت إجراءات الدفن الجماعيللضحایا من قبل مجموعة من أهل المدینة الذین عثروا على جثثهم في السائلة حیث اعتاد الناس إثناء مرورهم بالقرب من السائلةعلى مشاهدة جثث ضحایا الإعدامات في فترات متقطعة.
والد الضحیة لم یشر إلى الجهة التي اعتقلت ولدهمن منزله ونفذت فیه جریمة الإعدام نظراً للعواقب التي سیتعرض لها لاحقاً في حال أشار إلیها أوتسمیتها، لكنه أكد مع آخرین من أهل الحي بأن الجهة التي قامت بمداهمة المنازل و الاعتقالات و نفذت جرائم الإعدامات الجماعیة، هي الجهة نفسها التي سیطرت على المنطقة في ذلك الوقت في 15 أغسطس 2015 م
ورداً على سؤاله عن الأسباب التي أدتإلى الاعتقالات والإعدامات الجماعیة بحق الضحایا، رد قائلاَ:
“ذلك یعود إلى الاتهامات الكیدیة لولده وآخرین من الشباب بأنهمكانوا یتعاطوا (القات) مع عناصر میلیشیات الحوثیه أثناء سیطرتها على مبنى المحافظة في ذلك الوقت.
وفند تلكالاتهامات بأنها عبارة عن وشایات و بلاغات كیدیة صدرت من بعض أفراد الحي المؤدلجین فكریاً وعقائدیاً والمنتمین إلى تلك الجهة.
يضيف التقرير في هذا الجانب أنه وبعد التحقق وجمع المعلومات تبین جلیاًأن الجماعات المسلحة التي سیطرت على مبنى المحافظة في 15 أغسطس 2015م كانت من المقاتلین التابعین لحزب الإصلاحالذین لا زالوا متواجدین حتى اللحظة في تلك المنطقة.
الإعدامات المیدانیة في خطوط الجبهات
يلفت التقرير إلى أن حالات الشك والاشتباة والتوجس، قادت إلى هستیریا الموت وسادت بقسوة في تلك المرحله من الحرب، كذلك سیطرت على القدرات الذهنیة لدى القائمین على حفظ الأمن والسلم في المدینة حتى أصبح ألاشتباه سلوك في التعاطي مع الآخرین وفي تحدید مصیرهم من خلاله، والحرمان من الحق في الحیاة.
ارتكبت جرائم ضد مدنیین أبریاء تعرضوا لإعدامات میدانیة بعیداً عن القضاء والقانون بمجرد الاشتباه يؤكد التقرير وفي أماكن تجري فیها أعمال عسكریة (جبهات قتال).
“أولئكم الضحايا لم یكونوا مشاركین فیها، وأجبروا على الحضور إلیها رغماً عنهم بعد اختطافهم من مناطق مساكنهم في المدینة نُفذت بحقهم الإعدامات فور وصولهم جبهة القتال بإطلاق الرصاص الحي علیهم من قبل الجهات المسؤولة عن الجبهة التي نحن بصددها”. يؤكد التقرير
أبرز هذه الجبهات التي شهدت إعدام أبرياء جبهة جبل جرة والتي كانت تدیرها حينها قوات عسكریة تابعة للواء 22 میكا ومقاتلین من حزب الإصلاح وعناصر من المقاومة الشعبیة.
(أ . ش .ع) أحد المقاتلین المشاركين في جبهة جبل جرة في ذلك الوقت لم یكن عسكریاً بل مواطناً عادیاً كغیرة من المواطنین الذي خرجوا للدفاع عن مدینتهم أدلى بشهادته عن ما يحدث هناك.
يقول أنه كان متواجداً في جبهة جبل الجرة في النصف الثاني من عام 2015م وقد شاهد حالات لاعدامات میدانیة خارج القانونفي فترات مختلفة أثناء تواجده في الجبهه.
ويوضح أن تلك الجرائم تم تنفیذها بإطلاق الرصاص على الضحایا من أسلحة كلاشنكوف وصوبت في جهة الخلف للضحایا.
ویفید أن الأشخاص الذین نفذت بحقهم الإعدامات هم من المدنیین یتم إحضارهممن المدینة ولیس من الأفراد المشاركین في الجبهة التي یقاتل فیها.
(أ . ش .ع) لم یكن یعلم حينها أسباب تلك الإعدامات التي نفذت بحقالضحایا المدنیین من قبل المسؤولین عن جبهة القتال لكن زملائه المقاومین أخبروه أن تلك الإعداماتتتم للذین یشتبه بأن لهم علاقات مع المیلیشیات الحوثیة ویتم إحضارهم إلى الجبهة لأجل ذلك.
ويشير إلى أن أحد الشباب یسكن في حارة (الجمهوري) في المدینة اُحضر إلى الجبهة ونفذت بحقه جریمة الإعدام فور إحضاره من منزله.
يضيف “عندما ذهبت فرقة مسلحة من مقاتلي حزب الإصلاح إلى المنطقة التي یسكن فیها الشاب الضحیة للقبض على شقیقه الأكبر والذي یعمل في السلك القضائي(قاضي) وهو المعني بالإعدام لاشتباههم به وأن لها علاقات مع المیلیشیات الحوثیة ولم یكن متواجداً حینها في منزله فتم القبض على شقیقة الأصغر وإحضاره إلى موقع الجبهة وتم تنفیذ عملیة الإعدام بحقه”.
بعدها قرر ( أ .ش . ع) الانسحاب على الفور من الجبهة ومن المقاومة بشكل عام وعاد إلى قریته التي ما یزال فیها إلى یومنا احتجاجاً على ما يجري من إعدامات بحق الأبرياء هناك.
الإعدامات داخل المعتقلات والسجون السریة
يقول التقرير أن عملیات القصف المستمرة بالأسلحة الثقیلة التي أطلقتها الملیشیات الحوثیة وحلفائها على الأحیاء السكنیة المأهولة بالمدنیین بعشوائیة ضاریة أجبرت سكانها على مغادرتها إلى مناطق آمنه في اتجاهات متعددة داخل المحافظة وخارجها في صور إنسانیة صعبة.
وأشار إلى أن حملات قمعیة داخل المدینة أخضعت آلاف من المدنیین للاعتقالات التعسفیة وعملیات الإعدام أثناء الاحتجاز نفذتها ملیشیات حزب الإصلاح والتنظیمات المتطرفة من خلال المربعات الأمنیة التي تسیطر علیها في المدینة، واصفاً ما حصل بأنها تجاوزات خطیرة شكلت انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
یقول المعتقل السابق (ط . ي . س) من أبناء مدینة تعز یخضع في الوقت الراهن للعلاج النفسي.
“كنت ضمن المعتقلین المدنیین في معتقل (مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة) الذي تسیطر علیه ملیشیات حزب الإصلاح حیث كانت فترة اعتقالي المرعبة في النصف الثاني من عام 2015م”.
ويؤكد “لم استوعب وجودي في هذا المكان دون أسباب أو مبررات مقنعة أستحق علیه ما لحق بي من أذى نفسي یلازمني إلى الآن، لقد حیاتي إلى كابوس فظیع بسبب ما تعرضت له داخل ذلك المعتقل المخیف”.
ويشير “السبب الرئیسي لمعاناتي النفسیة السیئة التي أمر بها حالیاً جراء أعمال التعذیب التي مورست ضدي في معظمها التعذیب النفسي المستخدم بأسالیب وحشیة قاسیة دون رحمة”.
ويوضح “لا یمكن لي أن أشرح طرق التعذیب بدقه وبسهولة التي مارستها مجموعة متمرسة على القتل والإجرام بحقنا ولا یمكن لنا أیضاً أن نصفهم بالبشر على الإطلاق فقلوبهم قاسیة ممتلئة بالأحقاد والأمراض ومجردین من الإنسانیة”
ويلفت بالقول “أشد أسالیب التعذیب النفسي وأكثرها إیلاماً التي تعرضت لها وهو التهدید المتواصل بالقتل والتلویح بسكاكین بتارة كوسیلة للذبح وتمریرها على منطقة العنق بطریقة مخیفة متكررة لإجبارنا على الحدیث بأشیاء لا نعلم عنها شيئاً مطلقاً”
ًويضيف “هناك أسالیب أخرى للتعذیب أقل وطأه من تلك الأسالیب المشار إلیها فجمیعها أدت إلى انكسارنا وتحطیمنا من الداخل وأضعفت قدراتنا النفسیة والمعنویة”
عن مشاهداته أثناء اعتقاله الذي دام قرابة 7 أشهر تقریباً في ذلك المعتقل الذي وصفه بالمكان المخیف والمرعب، مشاهدات تأتي في سیاق نمط التعذیب النفسي المستمر حینها.
یقول “في إحدى اللیالي وأنا في غرفة الحجز بمفردي حینها كنت في لحظة شرود ذهني وهي حالات ملازمة لكل الضحایا المعتقلین، فجأة دخل إلى غرفتي ثلاثة أشخاص من عناصر السجن وبرفقتهم أحد الضحایا المتعقلین وعند إدخاله الغرفة نفذوا فیه عملیة الإعدام بإطلاق الرصاص علیه مباشرةً ومن ثم تم إخراجه من الغرفة على الفور ولم تستغرق عملیة إعدامه غیر دقائق معدودة دون أن یصدر منهم أي حدیث ولم یتفوهوا بكلمة واحدة”.
ويشرح وضعه حينها “هي المرة الوحیدة التي أشاهد فیها عملیات إعدام نفذت بالقرب مني وفي مكان حبسي بهذه الطریقة المستفزة التي تعد من الأسالیب القاسیة لحالات التعذیب النفسي حیث تسببت لي بحالة من التعب وضاعفت من أوجاعي النفسیة”.
ويؤكد قائلاً “من المشاهدات الأخرى المثیرة التي تكررت مرات عدیدة وكانت في الأیام الأولى من فترة إعتقالي حیث كنت أطل من نافذة الغرفة التي أنا فیها بهدوء وحذر وكنت أشاهد أشخاص یقوموا بعملیات الحفر في ساحة معتقل مبنى المعهد الوطني المجاور لمبنى المعتقل الذي نحن فیه وكانت عملیات الحفر على شكل مقابر جماعیة كما كانت الحفریات قریبة جداً من مكاني”.
ويضيف “ما دفعني للقول بأنها مقابر جماعیة هي الفترة نفسها التي شهدت فیها موجة الإعدامات المیدانیة بطریقة عشوائیة نتیجة للاضطرابات التي شهدتها المدینة في بدایات الحرب على مدینة تعز”..
إضافة إلى ما جاء في إفادة المعتقل السابق الضحیة (ط . ي . س)
حول المقابر الجماعیة أورد التقرير الحقوقي لمنظمة حق تأكيداً لمصدر حكومي قال التقرير أن المنظمة تتحفظ على اسمه وصفته لاعتبارات أمنية.
يقول المصدر أن مبنى مؤسسة المیاه الذي یقع في الجهة الشرقیة من مركز المدینة قد جرت بداخلة وفي محیطه عملیات دفن جماعیة لضحایا الإعدامات المیدانیة.
المصدر وفقاً للتقرير حدد الفترة الزمنیة لأعمال الدفن في المقابر الجماعیة تلك بأنها كانت في المرحلة الأولى من الحرب عام 2015م وهي الفترة الذي تمت فیها الإعدامات بنسبة كبیرة في المدینة.