قوامها ودورها وعلاقتها بقطر..لماذا تخشى الإمارات قوات الحشد الشعبي في تعز؟
يتصاعد الخطاب التحريضي ضد قوات ما يسمى” بالحشد الشعبي” في تعز من قبل خصوم الإصلاح خلال السنوات الماضية، فما الذي تمثله قوات الحشد الشعبي وما علاقتها بقطر وما الدور الذي لعبته في وضع حد للتمدد القوات سيطرة القوات المدعومة إماراتيا في تعز؟
خاص-“تعز اليوم”:
تختلف المعلومات التي تشير إلى بداية تشكل قوات الحشد الشعبي كقوات رديفة تابعة للإصلاح في تعز، لا تأخذ أوامرها من قيادة محور تعز المحسوبة على الحزب على الرغم من استثمارها إمكانياته للتعزيز نفوذها العسكري، حيث تذهب بعض الروايات إلى أن تشكيل أول مجموعة من تلك القوات بقوام 25 عنصرا تم إبان أحداث 2011، وبقيادة القيادي العسكري في الحزب يحيى الريمي، الذي منح رتبة عقيد وأسند له بعد انطلاق الحرب مهمة عسكرية في اللواء 22 ميكا التابع لمحور تعز على الرغم من خلفيته غير العسكرية.
الرواية التي تعيد تشكيل قوات الحشد الشعبي إلى عام 2011، يبدو أنها تشير إلى المجاميع والتشكيلات التي شكلها الإصلاح إبان أحداث الثورة بالذات بعد المواجهات التي شهدتها مدينة تعز بين قوات الجيش التابع لنظام صالح وقوات الإصلاح حينها، وعلى أية حال لم يظهر كيان الحشد الشعبي كمكون إلى بعد حرب عام 2015، وبعد تحول المقاومة الشعبية إلى قوات رسمية وتشكل قيادة محور تعز، الأمر الذي يجعل تلك المعلومات غير دقيقة.
في العاشر من مارس عام 2019، تم الإشهار علنيا لأول مرة بوجود كيان الحشد الشعبي كقوات رديفة لقوات الجيش الوطني ، في حفل تخرج الدفعة الثانية من قواته التي ضمت أكثر من ألف عنصر، والتي أقيمت بمعسكرات تابعة لقوات محور تعز وبحضور رسمي من بعض القيادات العسكرية والأمنية.
مصادر عسكرية أكدت لـ”تعز اليوم”، حينها، أن الدفعة الأولى التي تم تدريبها دون الإعلان عنها ضمت كذلك أكثر من ألف مجند من قوات الإصلاح، فيما وصل عدد الدفع العسكرية والتشكيلات التابعة لقوات الحشد الشعبي إلى أكثر من سبعة ألف مجند إلى ماقبل سيطرة الإصلاح على الحجرية واللواء 35 مدرع في أغسطس من عام 2020.
الإشهار عن تشكيل الحشد الشعبي الذي يقوده قيادات ميدانية تابعة للقيادي في الإصلاح وقائد ما يسمى بمجلس المقاومة، حمود المخلافي، دفع بمناهضين الإصلاح إلى الضغط لإلغاء تلك التشكيلات، حيث أصدرت عدد من الأحزاب اليسارية بيانات تطالب شرعية هادي بوقف التجنيد خارج إطارالدولة حينها، الأمر الذي دفع الإصلاح إلى اصدار بيان مشابه في ال26 من مارس، تبرأ فيه من علاقة بتشكيلات الحشد الشعبي، فيما بدأ بدمج تلك العناصر أرقام عسكرية في إطار محوري تعز وطور الباحة.
منذ تشكيل قوات الحشد الشعبي التي يتهما خصومها بتلقي التمويل من قطر، تكفلت تلك القوات بوضع حد للنفوذ الإماراتي في تعز، حيث خاضت مواجهات مع الكتائب السلفية المعروفة بكتائب أبو العباس وتمكنت من إخراجها من المدينة قبل الإعلان عن نفسها رسميا، وأمنت سيطرة الإصلاح على كامل مديريات الحجرية بريف تعز الجنوبي في أغسطس من عام 2020.
مثل إقامة قوات الحشد الشعبي التي تتخذ من منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي غربي تعز، مقرا رئيسيا لها، حفل استقبال العائدين الذي دعا إليه الشيخ المخلافي في التاسع من ديسمبر عام 2020، أي بعد أيام من سيطرة الإصلاح على الحجرية، رسالة قوية للقوات الإماراتية في الساحل، حيث أكدت تلك القوات أنها ستقف سدا منيعا أمام الأطماع الإماراتية في تعز وتعهدت بتحرير الساحل، الأمر الذي يفسر الهجوم والتحريض الكبير الذي يشنه إعلام الإمارات ضد تلك القوات ورموزها.