إضرابات وشلل في الحركة نتيجة لانتهاكات المجاميع المسلحة..شوارع تعز تكشف تناقضات السلطة وغياب الأمن
في الوقت الذي تتحدث في وسائل إعلام وصفحات رسمية عن الجهود الأمنية التي تحققها الأجهزة الأمنية والوعود والتهديدات التي يطلقها المحافظ ضد المجاميع المسلحة، تبدو الصورة التي تأتي من شوارع مدينة تعز، الثلاثاء، مختلفة تماما، حيث تعيش المدينة حالة من الشلل نتيجة إضرابات منددة بالانتهاكات التي تمارسها المجاميع المسلحة بحق التجار وسائقي الشاحنات والمواطنين، في ظل غياب دور الأمن.
خاص_ “تعز اليوم”:
ولجأ تجار المدينة ابتداء إلى إغلاق محلاتهم التجارية احتجاجات على الابتزازات والاعتداءات التي تطالهم من قبل المجاميع المسلحة المنضوية في قوات المحور، الأمر الذي تسبب بشلل شبه كلي للحركة التجارية في أسواق المدينة.
وأشار التجار، في بلاغ، إلى أن لجؤهم للإغلاق المحلات والإضراب الشامل جاء بعد عجز الأجهزة الأمنية عن ضبط تلك المجاميع والعصابات التي تكرر ابتزازهم ماليا وتعتدي على محلاتهم التجارية.
إضراب المحلات التجارية جاء بعد يومين من تنفيذ سائقي الشاحنات التجارية إضرابا مشابها بعد مقتل الطفل أكرم العزعزي أمام والده على يد عصابات التقطع المنتشرة في منطقة طور الباحة الرابطة بين تعز ولحج.
ويطالب سائقي الشاحنات بتأمين الخطوط وضبط العصابات ووقف الجبايات المالية غير القانونية التي تفرضها عليهم المجاميع المسلحة والنقاط العسكرية.
الإضراب الذي نفذه سائقي الشاحنات التجارية تسبب بإغلاق محطات المشتقات النفطية في المدينة بعد نفاد كمية الوقود وعدم استمرار الإمدادات، الأمر الذي ضاعف من حالة شلل الحركة الذي تعيشه المدينة وفاقم من معاناة سكانها.
في سياق أخر، تتناقل وسائل إعلام رسمية تصريحات لمحافظ تعز التابع لسلطة الرئاسي نبيل شمسان، يتوعد فيها بضبط المجاميع المسلحة ويشيد بدور أجهزة الأمن الأمر الذي يراه مراقبون محاولة مفضوحة لتغطية الفشل.
الجدير بالذكر أن شمسان نفسه، تعرضت حراسته لاعتداء مسلح من قبل إحدى تلك المجاميع المنتشرة في المدينة، أمس الاثنين، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد حراسته إصابة بليغة، الأمر الذي يشير إلى هامشية تأثير قراره على تلك المجاميع والأجهزة الأمنية والجيش الذي يديرهم خصومه في حزب الإصلاح.
في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المدينة والتناقضات والضعف الذي تبدو عليه السلطة المحلية، فإن ضمان أن ينعم أهالي المدينة الذين يتعرضون لشتى الانتهاكات من تلك المجاميع، بالأمن والاستقرار لا يبدو لائح في الأفق حتى اللحظة.