كلمات مؤثرة لأحد الأكاديميين يرثي فيها طالباً انتحر شنقاً داخل حرم جامعة صنعاء
عاتب الأكاديمي الدكتور أشرف الكبسي بكلمات مؤثرة الأراء التي كوّنها عدد من الناشطين حول الشاب فيصل فهد ،الذي انتحر شنقا في حرم جامعة صنعاء، متجاهلين ماكان يعانيه الشاب من ضغوط نفسية وعصيبة ، ومستنكرين أي تعليق ينطلق من الشعور بالألم لحاله أو الترحم عليه .
متابعات – تعز اليوم:
وجاء في نص المنشور الخاص بالدكتور أشرف الكبسي بشأن الشاب فيصل فهد:
” لانكاد نعلم يقينا لماذا أقدم الشاب فيصل فهد على الإنتحار، ولماذا اختار تحديدا أن يموت هكذا، وحيدا ومتدليا من على شجرة بكلية الهندسة.
كما لا نفهم اولئك الذين نصبوا له محاكم التفتيش، في النوايا وخبايا النفس الراحلة، ووقفوا بتعالي غليظ،في مقامهم الحي الرفيع على شرفات الجنة، ليصدروا بحقه قرارات الموت في قعر الجحيم!
يا هؤلاء.. يا فلاسفة الحد الفاصل بين فقه الموت وفتاوى الحياة، ادعوا لفيصل بالمغفرة مرة، ولكم ألف مرة، فأنتم أحوج منه بها، واظهروا لكم شيئا من حقيقة الرحمة، قبل أن تسكبوا زيفها عليه!
من يدري.. ربما كنتم أنتم سبب فراره من جحيمكم إلى نعيم الله، هناك حيث لا تكونون!
قرأت كتاباته على صفحته، وهالني كم الألم الذي صقل روحه، ولم يؤذ أحدا،بل لملم أنفاسه بصمت..ورحل!
رحمك الله يا بني ورحمني، وغفر لك وغفر لي، وأينما كنت دعواتي، وتقبل اعتذاري”. انتهى النص
وفي آخر منشور للشاب فيصل في صفحته على فيسبوك، كتب “الدعاء لمن تحب هو أجمل صور الحب”، وعلى الرغم من أن غالبية منشوراته تتضمن أدعية ومقاطع تلاوة القرآن، إلا أن بعض كتاباته تحمل نوعاً من المعاناة والبحث عن الذات والعزلة.
فقد ورد في أحد منشوراته فيما يشبه رسالة وداع حيث كتب “عشت أبحث عني رغم كل الإدراك الذي أملك أني لن أجدني، وكنت أعلم أني غير قادر على حمل هذا الثقل لكني حملته وتحررت”.
وتابع : “كثيراً ما كنت أرغب بالموت وأوجه هذا الأمر لنفسي كعقوبة، ولكني أدركت أن العدمية التي أعيشها ليست بحاجة لمغادرة هذه الأراضي القاحلة إلى العدم مرة أخرى”.
يأتي ذلك بعد أن عثر طلبة على جثة الشاب فيصل فهد، معلقة على إحدى الشجيرات في كلية الهندسة بجامعة صنعاء بعد أن انتحر شنقاً ،لاسباب لم تعرف بعد .